حسام كنفاني

لبنان واستثمار إرث رفيق الحريري

30 يناير 2022
+ الخط -

لم يكن إعلان رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، سعد الحريري، اعتزاله، أو تعليقه، العمل السياسي خلال الفترة الحالية في لبنان مفاجئاً، خصوصاً أن الرجل غائب عن الساحة السياسية منذ أكثر من عام، ولا يزور لبنان إلا نادراً، بعدما اختار الاستقرار في الإمارات. ولم يكن القرار غريباً، في ظل العزلة التي فرضتها بعض دول الخليج على لبنان، احتجاجاً على تصريحات وزير الإعلام السابق، جورج قرداحي، بخصوص حرب اليمن. والتصريحات هذه لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير، وهو ما تجلّى في الورقة الخليجية التي قُدّمت إلى المسؤولين اللبنانيين لفك العزلة، وتتضمن بشكل أساسي "حصر السلاح بيد الدولة"، أي نزع سلاح حزب الله، أو على الأقل ضبطه. مع وجود هذا الشرط، والذي يمكن القول إنه مستحيل التطبيق، ومع الارتباطات المعروفة لسعد الحريري بالسعودية وغيرها من دول الخليج، كان من المنطقي أن ينأى بنفسه عن العمل السياسي في الساحة اللبنانية، ولو مؤقتاً إلى أن يتضح المشهد الإقليمي وتداعياته الاقتصادية على لبنان.