نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين في إدارة الرئيس جو بايدن أن الأخيرة لم تكن تتوقع زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الجمعة، إلى الإمارات، وأنها فوجئت بالأمر.
وكانت الزيارة، التي لم يعلن عنها مسبقًا، الأولى للأسد إلى دولة عربية منذ اندلاع الثورة السورية قبل 11 عامًا، والتقى خلالها الأخير ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد.
وبحسب الموقع، فقد رفعت زيارة الأسد منسوب التوتر بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والذي طفا إلى السطح مع السلوك الذي انتهجته الإمارات حيال الغزو الروسي لأوكرانيا في الأمم المتحدة، بعدما امتنعت بداية عن إدانة الغزو في مجلس الأمن.
وقال المصدران إن إدارة بايدن علمت بالزيارة من وسائل الإعلام، مضيفين أن مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية "شعروا بأنه تمت مغافلتهم".
وبحسب ما نقل مراسل الموقع عن مصدر إسرائيلي مطلع، فقد أطلع بن زايد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اللذين اجتمع بهما في شرم الشيخ قبل يومين، على تفاصيل زيارة الأسد.
ونقل الموقع عن مسؤول إماراتي قوله إن زيارة الأسد "كانت جزءًا من استراتيجية أوسع جديدة للتحدث مع الجميع في المنطقة ومحاولة تصفير الأعداء"، مضيفًا: "نهجنا الجديد يركز على الدبلوماسية وخفض التصعيد والمشاركة، ونضع مصالحنا أولاً".
وزير الخارجية الإيراني من دمشق: نرحب بالتطبيع العربي مع سورية
من جانبه، رحب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بما وصفه "النهج الجديد" لتطبيع العلاقات العربية مع النظام السوري، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار دعم طهران للنظام السوري.
وقال عبد اللهيان خلال زيارته دمشق اليوم الأربعاء ولقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته فيصل المقداد، في مؤتمر صحافي: "كانت لدينا مباحثات جيدة ومهمة مع الرئيس بشار الأسد والوزير المقداد وتطرقنا لآخر التطورات الثنائية والإقليمية والدولية ونحن مرتاحون لما تقوم به الدول العربية والنهج الجديد لتطبيع العلاقات مع سورية".
وأضاف، بحسب ما نقلت وكالة أنباء النظام "سانا"، أن تعزيز التعاون الاقتصادي بين إيران وسورية على رأس جدول أعمال العلاقات بين البلدين بشكل جدي، كما أن هناك "اهتماماً بتسهيل النقل والشحن بين البلدين. وفي هذا الصدد، تعتبر التفاعلات والتبادلات بين البلدين مهمة أيضا".
كما التقى عبد اللهيان رئيس النظام بشار الأسد وبحث الطرفان المحادثات الجارية حول الاتفاق النووي الإيراني، كما بحثا آخر التطورات فيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بحسب (سانا).
وحول أبعاد زيارة الوزير الإيراني ودلالاتها قال المحلل السياسي السوري درويش خليفة لـ "العربي الجديد" إن وصول عبد اللهيان إلى دمشق يأتي في مرحلة يتم فيها الحديث عن إعادة تعويم الأسد عربيا، واعتبر أن إيران من خلال هذه الزيارة "تحاول استغلال هذا الحراك الإعلامي والدبلوماسي لصالحها من خلال التأكيد على وقوفها إلى جانب حليفها الأسد واستمرار وجودها في سورية وأنها لن تتخلى عن هذا الأمر".
وأضاف أن تصريحات عبد اللهيان بشأن ترحيبه بالتقارب العربي مع الأسد وأنه لا مشكلة لإيران في ذلك "هي رسائل سياسية موجهة بالدرجة الأولى للمملكة العربية السعودية"، واستبعد في الوقت ذاته أن يتم التقارب مع السعودية بوقت قريب، لأنه لا مصلحة للرياض في هذا التقارب في ظل الوضع الراهن.
وختم خليفة بالقول: "الإيرانيون كما هي العادة لا يصنعون الحدث وإنما يحاولون استغلال أي حدث والزيارة تأتي للاستفادة من زيارة الأسد إلى أبوظبي وهي مجرد طريقة لإبداء الدعم وإثبات الوجود لا أكثر".