تركيا تعلن تحييد "إرهابيين" شرق سورية... و"الفتح المبين" توقع قتلى للنظام على أسوار إدلب

06 ابريل 2021
أحبطت تركيا محاولة تسلّل لـ"العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب"(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الثلاثاء، في بيانٍ لها، أن قواتها تمكنت من تحييد تسعة إرهابيين من تنظيمي "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب"، إثر محاولتهم التسلّل إلى مناطق سيطرة القوات التركية و"الجيش الوطني" المعارض، ضمن ما يعرف بمنطقة "نبع السلام"، شمال شرق سورية.

ونشرت وزارة الدفاع التركية على صفحتها الرسمية في "تويتر"، مقطع فيديو للعملية، قائلة إن "قوات الكوماندوز التركي حيّدت تسعة إرهابيين قبل أن يحققوا طموحاتهم الغادرة في التسلل ليلاً إلى منطقة نبع السلام، شمال شرقة سورية".

 

إلى ذلك، أكّد الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني" المعارض، والحليف لتركيا، الرائد يوسف حمود، أن مجموعات تتبع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، حاولت التسلل، بعد منتصف ليل أمس الإثنين، إلى نقاط "الجيش الوطني" على جبهة مرعناز القريبة من مدينة أعزاز، شمال محافظة حلب، مشيراً إلى أن عملية تسلّل الإرهابيين باءت بالفشل بعدما استمرّت لمدة ساعة، معلناً وقوع خسائر بشرية في صفوف المليشيات المهاجمة، من دون إحراز أي تقدم يذكر.

وفي إدلب، صدّت غرفة عمليات "الفتح المبين"، المتمثلة بفصائل "الجبهة الوطنية للتحرير"، و"هيئة تحرير الشام"، و"جيش العزة"، عملية تسلّل لقوات النظام، فجر اليوم الثلاثاء، على محور قرية معرة موخص بالقرب من مدينة كفرنبل، جنوب محافظة إدلب. وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، إن المحاولة باءت بالفشل، بعد رصد المجموعات التي حاولت التسلل، وذلك إثر استهداف مواقع لـ"الفرقة 25 مهام خاصة" التابعة للنظام، والمدعومة من روسيا، بالمدفعية الثقيلة قبيل انطلاقها إلى نقاط الفصائل العسكرية في منطقة جبل الزاوية، جنوب المحافظة.

 

وتمكنت سرايا القناصين العاملة في غرفة عمليات "الفتح المبين" من قتل ضابط للنظام برتبة ملازم أول، ليلة أمس، يعمل ضمن ملاك "الحرس الجمهوري"، إثر استهدافه بسلاح القناصة على جبهة سراقب، تقاطع الطرق الدولية (أم 5 وأم 4)، شرق محافظة إدلب، وقنص عنصر من الفرقة السادسة التابعة للنظام على جبهة العنكاوي في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، بالإضافة لقنص عنصر من قوات "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا أيضاً على جبهة الرويحة، بوابة جبل الزاوية من الجهة الشرقية الجنوبية.

إلى ذلك، كثفت قوات النظام والمليشيات المساندة لها من قصفها المدفعي والصاروخي لعدة قرى وبلدات في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، مستهدفةً قرى وبلدات الفطيرة، وسفوهن، والعنكاوي، والبارة، والرويحة، والمشيك، والحلوبة، والقرقور، والزيارة، والزقوم، جنوبي إدلب، وغربي حماة، من دون تسجيل أي إصابة تذكر في صفوف المدنيين.

 

"داعش" يهاجم النظام في حماة ويخطف ويقتل مدنيين

قُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري وخطف وقتل مدنيون، اليوم الثلاثاء، في هجوم مباغت من تنظيم "داعش" الإرهابي على قرية السعن في ريف حماة الشمالي الشرقي، وذلك عقب ساعات من تعرض "داعش" لضربات جوية روسية أدّت إلى خسائر بشرية في صفوفه.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عدداً من القتلى والجرحى بينهم مدنيون وعناصر من قوات النظام السوري وصلوا، عصر اليوم، إلى المستشفى الوطني في مدينة السلمية بريف حماة، حيث تعرضوا لهجوم مباغت من خلايا تنظيم "داعش"، مضيفة أن التنظيم اختطف أيضاً مجموعة من أهالي القرية.

وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة دارت في القرية ومحيطها بعد استقدام النظام تعزيزات من القرى الأخرى بهدف صد الهجوم الذي كبّد النظام أيضاً قرابة عشرين عنصراً بين قتيل وجريح، فضلاً عن فقدان مجموعة من العناصر، يرجح اختطافهم أيضاً من قبل المهاجمين.

وقالت المصادر إن هجوم التنظيم جاء بعد تعرضه لخسائر فادحة بالأرواح والعتاد خلال اليومين الماضيين، وتحديدا مساء أمس الاثنين، حيث تعرض لضربات جوية روسية مكثفة في العديد من المواقع بالبادية الممتدة بين محافظات حمص ودير الزور وحماة والرقة.

وبحسب المصادر، فإن الطائرات الروسية تمكنت من ضرب مجموعة للتنظيم كانت تتنقل عبر سيارات دفع رباعي في منطقة بادية أثريا بريف حماة الشمالي الشرقي، كما ضربت له مجموعة من الكهوف في منطقة جبل البشري بريف دير الزور الجنوبي الغربي المتاخم لريف الرقة.

من جانبه، قال التلفزيون الرسمي التابع للنظام السوري إن "التنظيمات الإرهابية" اختطفت عدداً من أهالي قرية السعن ‏التابعة لمدينة سلمية، دون تقديم مزيد من التفاصيل عن الهجوم.

 

وذكرت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد"، أنه أثناء هجوم "داعش" على قوات النظام السوري كان يوجد في محيط السعن مدنيون من أهالي قرية السعن، وكانوا تحديداً في منطقة الزوينة، وكانوا يعملون في جمع نبات الكمأة، وجرى اختطافهم من قبل عناصر "داعش".

وذكرت المصادر أن الأنباء التي يتناقلها أهالي المنطقة تتحدث عن اختطاف عشرات المدنيين، وبعضهم رجّح وصول عدد المختطفين إلى سبعين شخصا، بينهم نساء أيضا.

بدورها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن مدنيا قُتل وجُرح وخطف آخرون بهجوم لتنظيم "داعش" على مجموعة من أهالي السعن بمنطقة السلمية أثناء جمعهم الكمأة.

وكان مدنيون عاملون في جمع الكمأة قد تعرضوا سابقا لعدة هجمات من قبل مجهولين، حيث جرى اختطاف بعضهم وقتل بعضهم الآخر في المناطق النائية بالبادية، واتهم ناشطون أيضا مليشيات النظام السوري بالوقوف وراء بعض تلك الهجمات بدافع الانتقام أو السرقة.

وكانت قوات النظام، بدعم من الطيران الحربي الروسي، قد بدأت قبل شهور عملية تمشيط على نطاق واسع في البادية بهدف القضاء على خلايا تنظيم "داعش"، إلا أن التنظيم شن عدة هجمات مباغتة كبدت النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.

مقتل جنود أتراك بانفجارين في شمال سورية

زعمت وسائل إعلام مقربة من "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد" مقتل وإصابة جنود أتراك، اليوم، جراء انفجار ألغام أرضية بهم في ناحية تل تمر بريف الحسكة، شمالي سورية، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش التركي تحييد تسعة من عناصر المليشيات أثناء محاولتهم التسلل إلى منطقة العمليات التركية، شمالي سورية، كما أُصيب عنصران من "الجبهة الوطنية" في قصف روسي على شمال غربي البلاد.

وذكرت وكالة أنباء "هاوار" المقربة من "وحدات حماية الشعب" الكردية" ووسائل إعلام أخرى أن ألفاما انفجرت بمجموعتين من الجيش التركي في ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود، مضيفة أن الجيش التركي فرض طوقا أمنيا في مكان الانفجار ونقل الجرحى إلى الأراضي التركية.

من جانبه، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه رصد، اليوم الثلاثاء، انفجار لغم أرضي بمجموعة من القوات التركية في المنطقة الواقعة بين قريتي قشقا والريحانية، شمال غرب تل تمر، بالقرب من القاعدة التركية ضمن محافظة الحسكة، وتبعه انفجار لغم ثان أثناء قدوم مجموعة أخرى.

وأضاف أن الانفجارين خلفا أربعة قتلى من الجنود الأتراك، بالإضافة لإصابة سبعة آخرين منهم بجراح متفاوتة، وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود إصابات خطرة.

ولم تؤكد مصادر "العربي الجديد" في المنطقة وقوع تفجيرات تعرض لها الجيش التركي أو "الجيش الوطني السوري" في تلك المنطقة، مشيرة إلى أن الهدوء يسود هناك بشكل شبه تام منذ بداية الأسبوع الجاري.

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم، عن تحييد تسعة من عناصر "وحدات حماية الشعب" أثناء محاولتهم التسلل ليلاً إلى منطقة عمليات "نبع السلام"، شمالي سورية. وتشهد محاور التماس بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني" المدعوم من الجيش التركي ومناطق "قسد" توترا مستمرا منذ سنوات، تتخلله محاولات تسلل من الطرفين خلفت خسائر بشرية.

جرحى بقصف جوي روسي

إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين من "الجبهة الوطنية" المعارضة للنظام السوري أُصيبا، مساء اليوم، بجروح جراء قصف جوي روسي على منطقة حرش بسنقول في ريف إدلب، شمال غربي سورية.

وذكرت المصادر أن القصف الجوي الروسي نفذ بقنابل عنقودية، وحصل أثناء وجود تحركات من قبل "جيش النصر" المنضوي في صفوف "الجبهة الوطنية"، وأشارت المصادر إلى أن القصف تزامن أيضاً مع مرور رتل للجيش التركي أثناء توجهه إلى إحدى نقاطه في المنطقة.

من جانب آخر، أُصيب شخص بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة في بلدة الفوعة بريف إدلب الشرقي الخاضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام".

وفي الرقة، الخاضعة لـ"قسد"، شمالي سورية، قُتل مسؤول سابق في "الإدارة الذاتية" التابعة للمليشيات مع زوجته بهجوم من مجهولين تعرض له منزله في قرية الأسدية، شمال المدينة.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن المسؤول كان يشغل منصب "الرئيس المشارك لكومين حي الرميلة" الواقع على الأطراف الشمالية من مدينة الرقة. يُذكر أن مناطق سيطرة "قسد" عموماً تشهد بشكل متكرر هجمات على مسؤولين في المليشيا والإدارات التابعة لها، وتتهم المليشيا خلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراءها.