قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الأحد، إن روسيا قد تستخدم أسلحة كيميائية في أعقاب غزوها لأوكرانيا، وإن خطوة كهذه "ستكون جريمة حرب"، وذلك وفقا لمقابلة نشرتها صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية، فيما وصفها مستشار الأمن القومي الأميركي بـ"الخطأ الإضافي الصادم".
ونقلت الصحيفة عن ستولتنبرغ قوله: "سمعنا في الأيام القليلة الماضية مزاعم سخيفة بشأن معامل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية"، مضيفا أن الكرملين "يخترع ذرائع كاذبة لتبرير ما لا يمكن تبريره".
وأضاف ستولتنبرغ، وفق ما نقلت "رويترز": "الآن، وبعد تقديم هذه الادعاءات الكاذبة، علينا أن نتحلى باليقظة، لأن من الممكن أن تخطط روسيا نفسها لعمليات بأسلحة كيميائية في ظل هذا التلفيق للأكاذيب. ستكون هذه جريمة حرب".
وأضاف أنه "على الرغم من أن الشعب الأوكراني يقاوم الغزو الروسي بشجاعة، فإن من المرجح أن تجلب الأيام المقبلة المزيد من الصعوبات".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن واشنطن تتشاور مع الحلفاء وتتواصل مباشرة مع روسيا لتحذرها من استخدام الأسلحة الكيميائية، مضيفا أن استخدام روسيا أسلحة دمار شامل سيكون "خطأ إضافيا صادما".
كما أكد الرئيس البولندي أندريه دودا، الأحد، أن استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية خلال هجومها في أوكرانيا "سيبدّل قواعد اللعبة"، وسيدفع "الناتو" لإعادة التفكير في النزاع.
وقال دودا لشبكة "بي بي سي"، إنه في حال استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أي أسلحة دمار شامل، فسيبدّل الأمر قواعد اللعبة كاملة. بالنسبة للتحالفات".
وأضاف أنه سيتعيّن في هذه الحال على حلف شمال الأطلسي، الذي انضمت إليه بولندا عام 1999، التفكير جدّياً في خطواته المقبلة. وتابع: "لأنه عندها سيصبح الوضع خطيراً، ليس لأوروبا فحسب، ليس لجزئنا من أوروبا فحسب. بل للعالم بأسره".
وأشار دودا إلى أن بوتين سيلجأ إلى كافة الوسائل، وخصوصاً أنه خسر هذه الحرب "سياسياً"، بينما لم يعد عسكرياً قادراً على الانتصار فيها.
وأفاد نقلاً عن تقديرات الخبراء بأن ما يصل إلى 5 ملايين لاجئ قد يغادرون أوكرانيا خلال الحرب، سينتهي الأمر بنصفهم تقريباً في بولندا.
واستقبلت بولندا حتى الآن حوالي 1.7 مليون لاجئ منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
وقال دودا إن "أكثر من نصف العدد الإجمالي للاجئين الذين غادروا أوكرانيا باتوا في بولندا. لذا، إذا وصل عددهم إلى خمسة ملايين، فتخيلوا أننا سنستقبل 2.5 مليون". وأضاف: "يصعب علي تخيّل الأمر. لذا نحتاج إلى الدعم هنا على الأرض. نحتاج إلى مساعدة مالية".
والأحد، اقتربت الحرب من الحدود البولندية مع مقتل 35 شخصاً وإصابة 134 بجروح في هجوم روسي على قاعدة عسكرية في يافوريف في غرب أوكرانيا، على بعد حوالي 20 كيلومترا عن بولندا.