قالت صحيفة "خبر تورك" التركية، اليوم الأربعاء، إن الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، وكبير مفاوضي أوكرانيا روستم أوميروف، اللذين يقودان المفاوضات بين البلدين على الصعيد الدولي، تعرّضا للتسمم بقنبلة غاز في طريق عودتهما من كييف إلى تركيا، بعد أسبوع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
الصحيفة تطرقت للدور الذي يلعبه رجل الأعمال الروسي، وظهوره للمرة الأولى في المفاوضات التي جرت بين البلدين في إسطنبول، والحديث الإعلامي الذي صدر مسبقاً عن تعرضه للتسمم، وذلك استناداً لمصادر رفيعة بحسب الصحيفة.
وبينت الصحيفة أنه بات من المعلوم أن الملياردير الروسي نقل يخوته إلى تركيا وبعض طائراته، وأنه كان يدرك بأن العقوبات ستطاوله، وهو على معرفة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فامتلك زمام المبادرة ليدخل في إطار المفاوضات بعد حصوله على الضوء الأخضر من بوتين شخصياً.
وتابعت أن أبراموفيتش كان حاضراً في جولات المفاوضات في بيلاروسيا، ولكن تجنّب الظهور على الإعلام، على عكس ما حصل في اجتماعات إسطنبول، وظهر جالساً بداية بجانب إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئيس التركي، كما أن مكانه كان محدداً على طاولة المفاوضات إلى جانب الوفد الروسي.
"Abramovich barış müzakerelerinin neresinde? Zehirlendiği iddiaları doğru mu?
— Habertürk (@Haberturk) March 30, 2022
Bugün üst düzey bir yetkiliye meselenin aslını sordum.
Gerçekte olup biteni muhtemelen ilk kez bu yazıda okuyacaksınız."
Kübra Par (@kubrapc) yazdı...
الصحيفة ذكرت أن الملياردير الروسي والنائب البرلماني أوميروف هما من يقودان المفاوضات فيما يتعلق بالتواصل مع المجتمع الدولي، وتم تكليفهما بذلك، وأجريا لقاءات مكوكية وكانت نقطة التلاقي في تركيا.
وحول قضية التسمم قالت "خبر تورك" إنه في الأسبوع الأول من الحرب بدايات مارس/ آذار الجاري انتقل المفاوضان إلى كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولديمير زيلنيسكي، حيث وصلا بعد قطعهما طريقاً صعبة وسط القصف، وفي مرحلة العودة انفجرت قنبلة غازية أمام المنزل الذي كانا فيه قبيل المغادرة إلى تركيا.
وأضافت أن هذه القنبلة أدت إلى شعور بالحرق في العيون وفقدان للرؤية، وبهذه الحالة نقلا إلى تركيا، وحطت طائرتهما في العاصمة أنقرة، ونقلا إلى مستشفى المدينة الحكومي من أجل تلقي العلاج، ولكن لا يعلم أحد حتى الآن وفق ذات المصادر للصحيفة إن كانت عملية انفجار القنبلة مصادفة، أم استهدافاً لإعاقة المفاوضات بين البلدين.
وتساءلت الصحيفة هل يمكن للرئيس الروسي بوتين أن يكون قد طلب تسميم رجل يقود المفاوضات بشكل سري؟ رغم أن الكرملين نفى حالة التسمم واعتبرها ضمن حرب التضليل، لتؤكد الصحيفة أن أبراموفيتش تابع عمله في السعي للتفاوض وإيقاف الحرب بعد هذه الحادثة التي تعرض لها.
كما أكدت أن الموفدين الروسي والأوكراني التقيا مع زيلنيسكي مرتين، وأوضحت أن أبراموفيتش كان في حديث خاص مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب إلقائه كلمة قبل اجتماع الوفدين، وهو ما لفت الأنظار، مشيرة إلى أن الملياردير الروسي لعب دوراً في نقل المفاوضات إلى تركيا في ظل مطالب دولية عديدة من إسرائيل وفرنسا وألمانيا باستضافة المفاوضات.
سبب انتهاء المفاوضات مبكراً
وضمن سياق المفاوضات، قالت مصادر تركية مطلعة لـ"العربي الجديد" إن "سبب انتهاء المفاوضات بشكل مبكر في إسطنبول وعدم انتقالها لليوم الثاني، يعود لصلاحيات الوفدين الممنوحة في نقاش القضايا المطروحة، حيث قدّم كل طرف ما عنده، وكل ما تبقى يتجاوز صلاحياتهما لتكون أمام الرئيسين الروسي والأوكراني".
وأضافت المصادر أنه "من المنتظر أن تستضيف إسطنبول مجدداً اجتماع الوفدين خلال أسبوعين، وخلال هذه الفترة قد تشهد المبادرات المقدمة من الطرفين نضوجاً، يؤدي في حال حصول التوافق إلى الانتقال للقاء يجمع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأوكراني دميتري كوليبا، وفي حال حصول هذا اللقاء، تكون تركيا أيضاً الدولة المستضيفة، إذ قدمت عرضها في هذا الإطار، ومع انعقاد لقاء وزيري الخارجية، فإن احتمال لقاء بوتين مع زيلنيسكي سيكون مرتفعاً جداً، وتركيا أيضاً ترغب في استضافة القمة في إسطنبول أو أنقرة بحضور أردوغان".
وختمت المصادر بالقول إن "المبادرات المقدّمة ترّحل الخلافات والخطوط الحمراء بين الطرفين إلى مرحلة لاحقة طويلة الأمد، وهي أمور تتم في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، فالأولوية هي فرض وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الروسية، ومناقشة مسائل القرم ودونباس لاحقاً في ظل الضمانات الأمنية التي قدمتها أوكرانيا، مقابل حصول الأخيرة على ضمانات أمنية من روسيا".