"خطة سلام" إيرانية بشأن اليمن وسط تصعيد عسكري بالجوف ومأرب

11 أكتوبر 2020
14 غارة للتحالف السعودي الإماراتي على مواقع للحوثيين (Getty)
+ الخط -

كشفت إيران، الأحد، عن خطة لعملية السلام باليمن تعكف على إعدادها بالشراكة مع دول وصفتها بـ"الصديقة"، وسط تصعيد عسكري للتحالف السعودي الإماراتي بمحافظتي الجوف ومأرب، حيث شن 14 غارة جوية على مواقع حوثية مفترضة.  

وأبلغ مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، نظيره في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، هشام شرف، في لقاء عبر دائرة تلفزيونية، أن تلك الخطة "ترتكز على وقف الحرب ورفع الحصار وبدء محادثات سلام تشمل كل الفرقاء اليمنيين ودول التحالف"، وفقاً لوكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة لسيطرة الحوثيين.  

وطهران هي الحليف الإقليمي الأبرز لجماعة الحوثيين، وخلال السنوات الفائتة من الحرب، دأبت الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، والتحالف السعودي الإماراتي، على اتهام طهران بدعم الحوثيين بالسلاح والمال. وفي وقت سابق، اليوم الأحد، كشف القيادي الحوثي الذي عيّنته الجماعة سفيراً لها في إيران، عن توقيع اتفاقية مع السلطات الإيرانية لنقل تقنية تصنيع الجرارات الزراعية. 

ولم يكشف المسؤول الإيراني عن موعد طرح الخطة أو هوية الدول الصديقة التي تشارك بلاده في إعدادها، لكن أكد أن طهران "مستعدة دوماً لدعم كافة المساعي التي تقود للسلام في اليمن، بما في ذلك مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث".  

في المقابل، أعلن هشام شرف أن الخطوة الأساسية للتسوية السياسية مفتاحها إيقاف العدوان ورفع الحصار، في إشارة لعمليات التحالف السعودي الإماراتي والحظر الجوي المفروض على المنافذ البحرية والجوية والبرية منذ 26 مارس/ آذار 2015.  

كذلك اشترط المسؤول الحوثي نقاطاً إضافية، على رأسها "اعتراض السفن المحملة بالمشتقات النفطية والغاز، وصرف مرتبات كافة موظفي الدولة دون تمييز وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والمدنية، ما يسهل سفر المرضى وعودة اليمنيين في الخارج". 

 

ووفقا لذات المصدر، فقد أكد هشام شرف أن تلك الخطوة يفترض أن تليها الخطوات السياسية والميدانية لإيجاد واقع سلام فعلي بين كل أطراف الصراع الدائر حالياً. 

وزعم شرف أن سلطات صنعاء "لا تزال تمد يدّها للسلام العادل والمشرف والمرُضي للشعب اليمني"، وأنها "ستتجه للسلام والتسوية السياسية إذا جنح الطرف الآخر له، بما يحفظ أمن واستقرار وسلامة وسيادة الجمهورية اليمنية". 

وتزامن الإعلان عن الخطة الإيرانية مع استمرار التصعيد العسكري في مأرب والجوف، حيث تخوض القوات الحكومية الموالية للشرعية معارك ضارية لليوم الخامس على التوالي في معاقل الحوثيين بصحراء خب والشعف، والمديريات الجنوبية لمأرب.  

وكشفت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عن 14 غارة جوية للتحالف السعودي الإماراتي، اليوم الأحد، 10 منها استهدفت مديريات رحبة والعبدية وماهلية ومدغل بمأرب، فيما تعرضت مديرية خب والشعف بالجوف لـ 4 غارات جوية.  

ولم تسفر معارك الأحد عن تحولات جوهرية في خريطة السيطرة والنفوذ، لكن الخسائر البشرية كانت هي العنوان الأبرز الذي هيمن على وسائل الإعلام الحوثية، التي أذاعت أخبار تشييع 9 قيادات عسكرية بارزة بصنعاء، قالت إنهم قتلوا في معارك بعدد من الجبهات. 

ونشر الجيش الوطني الموالي للشرعية إحصائية لـ1909 قتلى وجرحى حوثيين، قال إنهم سقطوا خلال معارك مأرب، وتحديداً منذ مطلع أغسطس/ آب الماضي وحتى العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام.