حذّرت منظمة "هيومن رايتس واتش"، أمس الأربعاء، من انتشار معلومات مضللة حول العملية الانتخابية الأميركية، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب والتي أعلن خلالها فوزه على منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وقالت المنظمة إن "السياسيين لا يقررون من سيفوز. يقوم مسؤولو الانتخابات بعملية عد نزيهة وشفافة حتى تقرر إرادة الشعب".
وكان ترامب قد أعلن ليل الثلاثاء، فوزه بالانتخابات، مطالباً الولايات التي لم تنه فرز الأصوات بالتوقف عن عدها. وهو ما عرضّه لانتقادات حتى من أعضاء في حزبه. وأكدت جميع وسائل الإعلام الأميركية ضرورة التريث قبل إعلان الفائز بالانتخابات طالما لم يتم فرز جميع الأصوات. كما رفعت حملة ترامب عددا من الدعاوى القضائية.
وردت المنظمة الحقوقية على تصريحات ترامب، قائلة إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب ادعى زوراً أنه فاز في الانتخابات وأثار مزاعم لا أساس لها ومتهورة بارتكاب تزوير".
كما ناشدت "هيومن رايتس واتش" الحكومات والمنظمات الدولية توخي الحذر في الإدلاء بأي تصريحات حول نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة إلى أن يتم تحديد الفائز بشكل واضح ورسمي.
ونصحت المنظمة قادة الدول الأجانب والهيئات الدولية لحقوق الإنسان إعادة التأكيد على استمرار العملية المؤسسية لتحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
بدوره، قال المدير التنفيذي للمنظمة، كينيث روث، في بيان، إنّ "الملايين من الناخبين الأميركيين خرجوا للإدلاء بأصواتهم في الأسابيع الأخيرة وخلال يوم من التصويت الخالي من المتاعب"، مضيفاً أنّ "السياسيين لا يقررون من سيفوز، ويتمسك المشرفون على الانتخابات بالحياد والشفافية حتى تقرر إرادة الشعب الرئيس الجديد".
وشدد روث على أنّ إعطاء مسؤولي الانتخابات المحليين الوقت لضمان فرز الأصوات الذي يحترم الحقوق أمر ضروري للمساءلة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في الولايات المتحدة"، منوّهاً بأنّ تطبيق القانون يحتاج إلى احترام وحماية التظاهرات السلمية، ومن واجب وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية مواجهة التضليل والتحريض عبر منصاتها.
وناشدت منظمة "هيومن رايتس واتش" منصات التواصل الاجتماعي لإزالة المعلومات المضللة المتعلقة بالانتخابات أو تصنيفها أو الحد من انتشارها بما يتماشى مع سياسات المحتوى الخاصة بها مع احترام حرية التعبير، مشددة على ضرورة أن تكون المؤسسات الإخبارية حاسمة في تقاريرها عن الشائعات والأكاذيب، وتوفير السياق اللازم.
ولفتت المنظمة إلى الزيادة الهائلة في عدد بطاقات الاقتراع عبر البريد، بسبب جائحة كورونا، مما أدى إلى تأخير في فرز الأصوات كما أدى السبق القريب جداً في بعض تلك الولايات إلى تأخيرات إضافية حيث ما زال من غير الممكن حسم النتيجة قبل العد الكامل للأصوات.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن عدداً من التظاهرات خرجت، ليل الأربعاء، ومن المتوقع أن تخرج أخرى إضافية خلال الأيام المقبلة من مؤيدي المرشحين. وحثت المنظمة المسؤولين المحليين وجهات الأمن والشرطة المختصة على أن تسمح بتلك المظاهرات والتجمع السلمي والحفاظ على سلامة المتظاهرين.
كما أكدت على ضرورة مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة وتطور الأوضاع بهدف الحديث، إن لزم الأمر، لدعم حقوق التصويت والحرية وحق التعبير والتجمع السلمي.