"سفاح أوسلو" بريفيك يسعى لإطلاق سراح مشروط

18 يناير 2022
ظل بريفيك مصراً على عدم إظهار الندم(ليز آسيرود/فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق اليوم الثلاثاء، في تمام الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي لأوسلو، جلسات المحكمة النرويجية للنظر في طلب الإرهابي أندرس بيرينغ بريفيك لإطلاق سراح مشروط، بعد قضاء نصف محكوميته في السجن. وكان بريفيك ارتكب مذبحة جزيرة أوتويا في يوليو/تموز 2011، وهاجم بالمتفجرات مباني الحكومة النرويجية، ما أسفر عن سقوط 77 ضحية، أغلبهم من الشبان والمراهقين الذين كانوا بصدد إقامة معسكر صيفي ضم زواراً من دول أخرى. 

يعتمد طلبه الذي تناقشه المحكمة لمدة 3 أيام على القانون الجنائي النرويجي، الذي يتيح للشخص المدان بالمؤبد وبعد قضاء 10 سنوات في السجن طلب قضاء بقية المدة في منزله، وتحت مراقبة السلطات. وكانت محكمة نرويجية قضت في 2012 بسجنه 21 سنة سجناً، لكنه ظل طيلة أعوامه في السجن مصراً على عد إظهار ندم على فعلته، بل كثيراً ما كان يناكف المحكمة والصحافة وذوي الضحايا بإلقاء التحية النازية، واشتكى مرات كثيرة من أنه "يضطهد" في محبسه. 

واستندت جرائم هذا اليميني المتطرف، المسمى أيضاً "سفاح أوسلو"، على أفكار فاشية تتعلق باستخدام العنف والقتل الجماعي بحق الأجانب، وتحديداً المسلمين، بحجة حماية النرويج. 

وشكل "مانيفستو" بريفيك؛ الذي برر القتل الجماعي واستهداف الجماعات الإثنية الأخرى من غير البيض، طيلة الأعوام الماضية إلهاماً لكثيرين من مرتكبي جرائم ضد المهاجرين من كندا إلى نيوزيلندا. وينظر إليه البعض من متطرفي أوروبا، وخصوصاً في "جبهة مقاومة الشمال" النازية على أنه "شهيد" الدفاع عن البيض. 

وبعد شكاوى كثيرة عن ظروف اعتقاله، لم يفلح بريفيك في تغيير اعتباره السجين الأخطر في البلاد، ووضع في جناح خاص به في سجن منطقة سكين، حيث يخضع لحراسة مشددة. 
يجري في المحكمة التي تنطلق في منطقة سجنه في سكين، بالقرب من أوسلو، الاستماع لشهادات من قبل أطباء نفسانيين وأعصاب وخبراء في التطرف وجهات تمثل الحكومة. وفوق ذلك ستعطي المحكمة النرويجية بريفيك حق التكلم لمدة 3 ساعات متواصلة للدفاع عن طلبه بإطلاق سراح مشروط. 

وسبق أن حاول بريفيك خداع المحاكم، وأطباء نفسانيين بالتصريح أنه لن يستخدم العنف مجدداً، بينما أفعاله وتصرفاته أثناء جلسات استئناف سابقة أشارت إلى العكس من ذلك. 

وتدعم آراء أطباء وخبراء نفسانيين وفي طب الأعصاب قراءة الادعاء العام النرويجي المعارض لإطلاق السراح. وكانت المدعية العامة، هولدا كارلسدوتير، أعلنت مسبقاً أنها ستعارض بقوة منحه حق إطلاق السراح المشروط. 

ونوهت المدعية العامة، بحسب وكالة الأنباء النرويجية، إن تي بي، بأنه بناء على تقييمها "وعلى المواد التي تلقيناها من دائرة مراقبة السجون، المتعلقة بيوميات بريفيك، فإننا نعتقد أنه لا يزال يشكل خطراً، وقد يرتكب جرائم جديدة وخطيرة". 

ووفقاً لخبراء متخصصين، فإن الإرهابي بريفيك يحاول في سياق الدعوى ضد الحكومة النرويجية أن يبعد عن نفسه شبح البقاء مسجوناً لبقية حياته، إذ إن الحكم الصادر بحقه يتيح بعد مرور 21 سنة على محكوميته تجديد الحبس لعدد غير محدد من المرات، بسبب خطورته على المجتمع. 

وكانت القضية وصلت إلى المحكمة بعد أن رفض طلبه بإطلاق مشروط في الصيف الماضي. ونقلت الصحف المحلية والتلفزة النرويجية عن طبيبة الأمن النفسي في السجن، راندي روزنكفيست، والتي ستدلي بشهادتها في جلسات المحاكمة الحالية، أنه سيجري "احتساب التطور النفسي الذي مر به بريفيك في السجن".

وحذرت في الوقت نفسه من الاعتماد على تصريحاته، منوهة إلى أن ما يقوله عكس ما يعنيه و يتصرفه، وخصوصاً لجهة إيمانه بعنف اليمين المتطرف وإلقاء تحية النازيين. 

دلالات