ذكر تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين، أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أنها لن تتجاوز نهاية فبراير/شباط الحالي للحسم بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، مضيفين أنه في حال فشل ذلك فإن واشنطن ستلجأ إلى سلوك مسار آخر وتطلق جهوداً أشد وطأة للحيلولة دون حصول طهران على السلاح النووي.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين: "هذه الجولة هي الحاسمة"، في إشارة إلى مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي التي تم استئنافها أمس الثلاثاء، مضيفاً "نحن فعلياً في الرمق الأخير".
بدوره، قال مسؤول ثان في إدارة بايدن لـ"سي أن أن": "لا شيء مع إيران يسير على خط مستقيم، لكننا اقتربنا من اللحظة الحاسمة".
وانسحبت واشنطن أُحادياً من الاتفاق عام 2018 بعد ثلاثة أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد نحو عام بالتراجع تدريجاً عن أغلب التزاماتها بموجب الاتفاق. وتتفاوض الأطراف المعنية في فيينا منذ العام الماضي بمشاركة أميركية غير مباشرة.
إلى ذلك، لفت تقرير "سي أن أن" إلى أن الفشل في التوصل لاتفاق لإحياء الاتفاق النووي سيشكل ضربة قوية للرئيس جو بايدن، الذي أعلن خلال حملته الانتخابية الرئاسية أنه سيسعى لإنقاذه، معتبراً أنه قد يضاف إلى سلسلة قرارات بايدن المرتبطة بالسياسة الخارجية الأميركية التي تخضع للتدقيق بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وجهود إدارته لمنع اجتياح روسي محتمل لأوكرانيا.
New: Biden administration officials believe they have until end of month to salvage Iran nuclear deal, which makes this round of talks in Vienna the most consequential to date. https://t.co/URGoRhAn9I
— Kylie Atwood (@kylieatwood) February 9, 2022
وتتفاوض الأطراف المعنية في فيينا منذ نحو 10 أشهر، وسعت واشنطن إلى إجراء مفاوضات مباشرة لإحياء الاتفاق النووي، لكنها قالت إن المحادثات تظل غير مباشرة بناءً على طلب إيران.
وأعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، أنّ هناك إمكانية للتوصّل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، شرط أن يُنجَز بسرعة، مع تسريع طهران لقدراتها النووية.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: "هناك اتفاق بمتناول اليد يتطرّق إلى المخاوف الأساسية لجميع الأطراف، لكن إذا لم يُبرم في الأسابيع المقبلة، فإنّ التقدّم النووي الإيراني المستمرّ سيجعل عودتنا إلى خطة العمل الشاملة (الاتفاق النووي) مستحيلة".
في غضون ذلك، قدّم رئيس الوفد الأميركي إلى مفاوضات فيينا روبرت مالي، عبر الفيديو من فيينا، الثلاثاء، إحاطة سرية بشأن المفاوضات أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، وفق ما ذكرته مجلة "واشنطن إكزامينر".
وحثّ المشرّعون الجمهوريون والديمقراطيون مالي على الرّد على أسئلة حول المفاوضات بشأن العودة للاتفاق النووي، وسط مخاوف بشأن وتيرة تقدّم برنامج إيران النووي وتنفيذ العقوبات.
ومن المرتقب أن يمثل مالي، اليوم الأربعاء، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بعد حملة ضغط شنّها رئيسها بوب مينينديز.
وقالت النائبة الجمهورية عن نيويورك كلوديا تيني، التي حضرت جلسة الاستماع لمالي، للصحيفة، إنّ ظهور الأخير كان مرحّباً به لكنه غير مرضٍ في الإجابة عن الأسئلة بشأن تطبيق العقوبات على إيران، مشيرة إلى أنّ هذه الإحاطة تركتها مع المزيد من الأسئلة لا الأجوبة بشأن العقوبات.
وكانت مجموعة من 33 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ الأميركي قد أخطرت بايدن، الإثنين، بأنها ستعمل على إعاقة أي اتفاق نووي جديد مع إيران إذا لم تسمح حكومته للكونغرس بمراجعة شروطه والتصويت عليه.
وفي رسالة لبايدن، أبلغ أعضاء مجلس الشيوخ بقيادة تيد كروز، المعارض منذ وقت طويل للاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، بأنهم سيستخدمون "النطاق الكامل من الخيارات والنفوذ المتاح لهم"، لضمان التزام حكومته بالقوانين الأميركية التي تحكم أي اتفاق جديد مع إيران.