سلّمت "الإدارة الذاتية" عشرة أطفال قابعين في مخيمَي روج والهول، شرقيّ محافظة الحسكة، شمال شرقيّ سورية، اللذين يضمان عائلات من تنظيم داعش، لوفد روسي زار المنطقة بُغية استعادة أطفال عائلات التنظيم من أبناء الجنسية الروسية.
وأوضحت دائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" أن "المتحدث الرسمي باسم العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، كمال عاطف، استقبل وفداً روسياً، اليوم الخميس، برئاسة إيلينا أكساندروفا، مساعدة مكتب ماريا لفوفا-بيلوفا، مفوضة حقوق الطفل لرئيس روسيا الاتحادية".
وقال عاطف، خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر العلاقات الخارجية: "اليوم نسلّم 10 أطفال روس من عائلات (داعش) لبلادهم"، مُشيراً إلى أنه "مع هذه الدفعة يصبح عدد الأطفال الروس الذين سُلِّموا لحكومة بلادهم 254 طفلاً".
وأعرب المتحدث باسم دائرة العلاقات الخارجية عن "استمرارية الإدارة الذاتية بالتعاون مع روسيا وجميع الدول التي لديها أطفال من يتامى عائلات "داعش" في شمال شرق سورية".
من جهتها، عبّرت المسؤولة الروسية إيلينا أكساندروفا عن امتنانها لاستعادة الأطفال الروس، مُشيرةً إلى أن "أمر استعادة الأطفال بشكلٍ جماعي موضوع صعب ويحتاج لإجراءات، لذلك تقوم روسيا بإعادتهم على شكل دفعات".
ويضم مخيما روج والهول في ريف محافظة الحسكة الشرقي أكثر من 7000 طفل أجنبي من يتامى تنظيم داعش، جنسياتهم تتوزع على أكثر من 50 دولة أجنبية، إلى جانب ما يقارب 18 ألف طفل من الجنسية العراقية، بالإضافة إلى أطفال يتامى آخرين من الجنسية السورية.
من جهة أخرى، استقبل القائد العام لـ"قوات سورية الديمقراطية" مظلوم عبدي، الجنرال مايكل كوريلا، قائد العمليات الأميركية الجديد في الشرق الأوسط، مساء أمس الأربعاء، وذلك بحضور أعضاء من القيادة العامة للقوات.
وتباحث الجانبان، خلال اجتماع، "خطورة تنظيم داعش وعودة نشاطه الإرهابي في المنطقة"، فيما تعهد الجنرال مايكل كوريلا بـ"تقديم المزيد من الدعم لتأمين المعتقلات التي تحوي عناصر (داعش) ومخيمات عائلاته، وكذلك التزام مواصلة مهمة محاربة (داعش) والبقاء في سورية لهذه المهمة".
وأكد كوريلا "التزام الحفاظ على أمن واستقرار مناطق شمال وشرق سورية لمنع عودة (داعش) والقضاء على خلاياه وتجفيف البيئة المساعدة له"، فيما أجرى مع الوفد المرافق له زيارة عقب الاجتماع لمخيم الهول، مطلعاً على أوضاع المخيم، بالإضافة إلى زيارة سجن الصناعة في حيّ غويران بريف الحسكة.
"الفرقة الـ 25 مهام خاصة" تكثف تدريباتها العسكرية
في سياق آخر، أجرت عدة أفواج منضوية ضمن تشكيلات "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا، والتي يقودها العميد سهيل الحسن المعروف بـ"النمر"، تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية ضمن معسكراتها المنتشرة على مقربة من خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية، جنوب شرقيّ محافظة إدلب، شمال غربيّ سورية.
وقالت مصادر من المعارضة السورية، عاملة في وحدات الرصد والمتابعة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "أفواج الفرقة الـ 25 مهام خاصة، البالغ عددها 7 أفواج، بدأت خلال اليومين الماضيين تدريبات عسكرية مكثفة لعناصرها في ريف مدينة معرة النعمان الشرقي، القريبة من خطوط التماس مع قوات المعارضة السورية، جنوب شرقيّ محافظة إدلب".
وأشارت المصادر إلى أن "التدريبات يُشرف عليها ضباط من قاعدة حميميم الجوية الروسية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية، بالإضافة إلى ضباط من قيادة "الفرقة الـ 25 مهام خاصة"، بمن فيهم قائد الفرقة العميد سهيل الحسن.
ولفتت المصادر إلى أن "التدريبات العسكرية تجري الآن في 7 معسكرات أنشأتها الفرقة أخيراً في كل من بلدات الغدفة، ومعرشمشة، وتل مرديخ، والحامدية، والدير الشرقي، وجرجناز، وتلمنس، يخضع فيها نحو 3000 مقاتل من الفرقة للتدريبات".
وأوضحت المصادر أن "هذه التدريبات تأتي تحت بند الاختبار، حيث شملت تدريبات على الدبابات من طراز T 72، والرمي بالذخيرة الحية، وتدريبات على العربات المصفحة الروسية مثل BMB، وتدريبات على الأسلحة المتوسطة مثل مدافع 23 و 14.5، والمدافع الميدانية، مثل مدفع عيار 140 مم، والأسلحة الفردية الروسية الحديثة، وسلاح القناصة، والمناظير الليلية، كذلك فإن جزءاً من هذه التدريبات يكون ليلاً وعلى مقربة من خطوط التماس.
وأضافت المصادر أن مُدة هذه التدريبات ستستغرق من 15 إلى 30 يوماً، قابلة للتمديد حسب كل اختصاص، في ظل مواصلة المكاتب الأمنية التابعة لـ"الفرقة الـ 25 مهام خاصة" تجنيد الشبان في مناطق سيطرة النظام، لتدعيم الخطوط الخلفية على جبهات محافظة إدلب، وأرياف حماة، وحلب، واللاذقية.
وكانت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في (منطقة إدلب)، وهي "جيش العزة"، و"الجبهة الوطنية للتحرير"، المنضوية ضمن صفوف "الجيش الوطني" و"هيئة تحرير الشام"، قد كثفت تدريباتها العسكرية للأفراد على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة خلال الأيام القليلة الماضية ضمن معسكراتها المنتشرة في منطقة إدلب، لرفع مستوى الجاهزية القتالية الهجومية والدفاعية، في ظل مواصلة القوات التركية إرسال تعزيزات عسكرية إلى نقاطها العسكرية المنتشرة في منطقة جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، بُغية إعادة هيكلة قواتها الموجودة في المنطقة وتحصينها جيداً.