أمهلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عدة عائلات عربية للخروج من منازلها في حي غويران بمدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، بحجة عودة المنازل لـ"الحكومة"، بعد تهديد العائلات بالعقوبة حال عدم الإخلاء.
وقالت مصادر مقربة من المليشيات لـ"العربي الجديد"، إن دوريات الأسايش التابعة لـ"وحدات حماية الشعب" التي تقود "قسد" داهمت منازل في منطقة مساكن الشرطة، بحي غويران في مدينة الحسكة، وطالبت ساكني المنازل بمغادرتها تحت التهديد بالعقوبة حال عدم الامتثال لمطالب المليشيا.
وذكرت المصادر أن القاطنين في المنازل رفضوا إخلاءها، ما أدى إلى نشوب عراك بين عناصر المليشيا ومجموعة من النساء، حيث أمهلت المليشيات القاطنين في المنازل لمدة محددة لإخلائها.
وذكرت المصادر أن عملية طلب الإخلاء جاءت بحجة أن هذه المساكن تعود لـ"الحكومة" ويجب إخلاؤها، مشيرة إلى أن "قسد" تريد إسكان عائلات عناصرها في تلك المنازل، في عملية تغيير لبنية المنطقة ذات الغالبية العربية في المدينة التي يتقاسم فيها نظام بشار الأسد السيطرة مع "قسد".
ولم تحدد المصادر المهلة التي منحتها "قسد" للقاطنين في المنازل، وأشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تستولي فيها على منازل في المدينة ومواقع بحجة أنها أبنية حكومية.
وذكرت المصادر أن "مساكن الشرطة" هي عبارة عن منطقة سكنية مؤلفة من عدة أبنية وكانت مخصصة لسكن عائلات عناصر الشرطة التابعين للنظام السوري، ولاحقا سكنت فيها عائلات عربية من المنطقة بعضها دمرت منازلها بقصف التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي على حي النشوة الغربية.
وكانت "قسد" قد استولت في وقت سابق أيضا على معظم الأبنية الحكومية الخدمية في المدينة ومجموعة من المناطق السكنية المرتبطة، بها مثل مبنى السجل المدني ومديرية الصناعة ومديرية الحبوب، في حين يسيطر النظام فقط في الحسكة على ما يعرف بالمربع الأمني.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" باتت تسيطر على معظم مدينة الحسكة، وبخاصة بعد سيطرتها على المناطق المحيطة بالقاعدة الأميركية قرب حي غويران وسجن الصناعة، ولم تبق للنظام سوى الفروع الأمنية في المدينة.
ويقع حي غويران على ضفة نهر الخابور، جنوب مدينة الحسكة، ويعد الباب الجنوبي للمدينة على الطريق الواصل إلى ناحية مركدة ومحافظة دير الزور، وهو امتداد للأحياء ذات الغالبية العربية في المدينة والتي كانت معقل المعارضة السورية للنظام في المدينة.