ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، أخيراً، أن الولايات المتحدة عبّرت عن عدم رضاها عن تكثيف إسرائيل هجماتها السرية في قلب إيران، مشيرة إلى أن حوادث تصفية العلماء الإيرانيين والانفجارات الغامضة التي تشهدها المنشآت النووية الإيرانية والتي تنسب المسؤولية عنها إلى إسرائيل تثير قلقاً متزايداً في الأوساط الرسمية بواشنطن.
ونقلت القناة عن مصادر في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قولها إن تل أبيب تحرص على عدم إطلاع الولايات المتحدة على العمليات التي تخطط لتنفيذها في إيران وتوقيتها بشكل مسبق.
وعبّرت المصادر عن خشيتها من أن تخرج المواجهة بين إيران وإسرائيل عن السيطرة، مشيرة إلى أن التداعيات المحتملة لتكثيف إسرائيل عملياتها في إيران تشغل الولايات المتحدة تحديداً عشية زيارة بايدن المرتقبة لكل من إسرائيل والسعودية منتصف شهر يوليو/ تموز القادم.
وأوضحت المصادر ذاتها أنه على الرغم من أن إدارة بايدن لا تعترض على العمليات التي تنفذها إسرائيل في إيران، إلا أنها تخشى في المقابل أن يسيء أحد الطرفين أو كلاهما التقدير، ويرد بشكل مبالغ فيه، ما يفضي إلى خروج المواجهة الحالية بين الجانبين عن السيطرة.
وحسب القناة، فإن كلاً من إسرائيل والسعودية تضغط على إدارة بايدن لطرح خطة عملية ومفصلة لمواجهة النووي الإيراني تحت مظلة قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي.
لكن الانتقادات التي وجهتها إدارة بايدن لم تحل دون تواصل التنسيق الاستراتيجي بين جيش الاحتلال والجيش الأميركي.
فقد ذكر جيش الاحتلال أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي شارك أمس في المنتدى الاستراتيجي-العملياتي المشترك للجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي في إحدى قواعد الجيش الإسرائيلي في محيط تل أبيب.
وحسب المصدر ذاته، فقد استعرض القادة العسكريون الإسرائيليون والأميركيون التطورات في الشرق الأوسط وفرص توسيع شبكة التعاون الاستراتيجي والأمني بين الجانين.
إلى ذلك، ذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، شكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على التعاون السائد بين تل أبيب وواشنطن.
وحسب الموقع، فإن كلاً من بينت وبلينكن بحثا في اتصال هاتفي مساء أمس عدة قضايا، من بينها النووي الإيراني، مشيراً إلى أن بينت شدد على رغبة إسرائيل في مواصلة التعاون في مواجهة البرنامج النووي لطهران.
إلى ذلك، قال الباحث في "المعهد اليروشلمي للاستراتيجيات والأمن" إيتان جبلوع، إن سعي بايدن لتشكيل تحالفات إقليمية يدل على أن الولايات المتحدة "لم تعد قادرة على مواصلة لعب دور شرطي العالم".
وفي تقدير نشره موقع المركز، أشار جبلوع إلى أن الفشل الأميركي في كل من أفغانستان والعراق عزز الرغبة لدى الإدارة الحالية بواشنطن في محاولة تشكيل تحالفات تقلص من حجم الأعباء الملقاة على عاتق الولايات المتحدة.