ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنها راجعت وثائق رفعت عنها السرية تشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية عززت بشكل لافت للنظر شحناتها من الأسلحة الحربية والمعدات الوقائية لأوكرانيا، وذلك حتى قبل بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الوثائق التي راجعتها تهمّ بالأساس سجلات التحويلات والمبيعات المرتبطة بتلك الأسلحة والمعدات، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بدأت منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي بتزويد المقاتلين الأوكرانيين بالأسلحة والمعدات الموجهة لمساعدتهم في القتال بالمدن، بما في ذلك البنادق ومعدات خاصة لحماية الجنود من الذخائر غير المنفجرة.
وكشفت "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قامت خلال الأسبوع المنصرم بزيادة حجم تلك الشحنات، بإرسالها لأول مرة أنظمة صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات، وبعث المزيد من صواريخ "جافلين" المضادة للمدرعات وأنواع أخرى من الذخيرة إلى كييف.
وقالت الصحيفة إن تنوع وحجم ومدى فعالية تلك المعدات والأسلحة التي تم إرسالها إلى جبهة الحرب تكشف إلى أي مدى سعت الولايات المتحدة لإعداد الجيش الأوكراني لشنّ حرب هجينة على روسيا، رغم أن الرئيس بايدن استبعد بشكل واضح أي إمكانية للزجّ بالقوات الأميركية في الحرب الروسية على أوكرانيا.
As war loomed, U.S. armed Ukraine to hit Russian aircraft, tanks and prep for urban combat, declassified shipment list showshttps://t.co/7Rq03h2ihB
— The Washington Post (@washingtonpost) March 5, 2022
وأوردت "واشنطن بوست" تصريحاً أدلى به للصحافيين مسؤول أميركي كبير بالدفاع الجمعة قال فيه: "هذه عملية متواصلة. نقوم على الدوام بالنظر في ما تحتاجه إليه أوكرانيا، وقد دأبنا على القيام بذلك لعدة سنوات وليس رهين اللحظة".
وأضاف: "ما قمنا به في الوقت الراهن، تسريع عملياتنا في تحديد المتطلبات ورفع وتيرة مشاوراتنا كذلك مع الأوكرانيين، نتحدث إليهم يومياً مقارنة بالاجتماعات الدورية التي أجريناها قبل هذه الأزمة".
واستأنف الجيش الروسي، أمس السبت، مهاجمة مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، وواصل التقدّم في مناطق أوكرانية أخرى مع استمرار القتال العنيف حول العاصمة كييف.
يأتي حصار ماريوبول مع اقتراب القوات الروسية من كييف في مواجهة مقاومة شديدة في بعض الأحيان وقصف طاول مباني سكنية، ولا سيما في تشيرنيغوف على بعد 150 كيلومتراً شمال العاصمة، حيث قتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة، وفق وكالة "فرانس برس".
إلى ذلك، لفت تقرير "واشنطن بوست" إلى أنه رغم تمكن المقاتلين الأوكرانيين من إبطاء الغزو، إلا أن القوات الروسية تواصل تحقيق مكتسبات بينما تقترب من المدن.
وأوردت نقلاً عن عدة خبراء قولهم إنه رغم مجهودات الجيش الأوكراني لاستنزاف القوات الروسية، فإن الحرب سيكون مآلها أن تتحول إلى حرب شوارع، ولا سيما إذا تمكنت موسكو من السيطرة على المدن الرئيسية. وقالت "واشنطن بوست" إن لائحة الشحنات التي اطلعت عليها تشير إلى أن إدارة بايدن توقعت أن أوكرانيا ستكون في حاجة لتسليح نفسها في مواجهة غزو متعدد الجبهات.
واشنطن تدرس صفقة لإرسال طائرات حربية لأوكرانيا
من جهتها، أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تدرس صفقة ترسل بموجبها بولندا طائرات حربية من الحقبة السوفييتية إلى أوكرانيا مقابل مقاتلات أميركية من طراز "إف -16".
The U.S. is exploring a deal in which Poland would send Soviet-era aircraft to Ukraine in return for American F-16 jet fighters https://t.co/JV8E9aD9iB
— The Wall Street Journal (@WSJ) March 6, 2022
وأفاد المسؤولون بأن العمل جارٍ لتحديد تفاصيل الصفقة المحتملة بين بولندا والولايات المتحدة وكيفية إيصال الطائرات إلى أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تتطلب موافقة الكونغرس الأميركي، وأكدت أن الكونغرس مستعد للتصديق على اتفاق كهذا.