شارك أكثر من عشرة آلاف متظاهر في العاصمة البريطانية لندن، في المسيرة السنوية لذكرى النكبة الفلسطينية، اليوم السبت.
وندّد المتظاهرون في المسيرة التي تنظمها مجموعة من الحركات والمؤسسات المناصرة لفلسطين بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وهتفوا لحرية الفلسطينيين، ورفعوا شعارات تطالب بمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها.
وجابت التظاهرات شوارع لندن المركزية، واختتمت بالقرب من مقر رئاسة الوزراء البريطانية، حيث المنصة المخصصة للخطابات.
وطالب المتحدثون من على المنصة الحكومة البريطانية بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تقتل الفلسطينيين.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو/ أيار من كل عام ذكرى النكبة التي وقعت عام 1948، وجسّدت مأساة الشعب الفلسطيني والمجازر التي ارتكبت بحقه على يد العصابات الصهيونية، ودفعته لرحلة لجوء مريرة، ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
وقالت ليان محمد، حفيدة إحدى المهجرات الفلسطينيات من مدينة حيفا عام 1948، إن النكبة مستمرة حتى اليوم في غزة ومخيمات اللجوء، مشددة على أن جيلها من اللاجئين لن يتنازل عن حق العودة.
وبرزت في التظاهرة مشاركة عدد من المجموعات اليهودية المناصرة للفلسطينيين، ومجموعات طلابية وممثلين عن عدد من الأحزاب مثل حزب العمال البريطاني.
كذلك شاركت مجموعات ناشطة في مجال البيئة مثل "Just Stop Oil"، التي تتظاهر بشكل دائم في بريطانيا وتغلق الشوارع بشكل شبه يومي، بهدف تغيير السياسات الحكومية المتعلقة بأزمة المناخ.
وأكدت هذه المجموعات ضرورة تقاطع النضال من أجل الحفاظ على البيئة والعدالة في فلسطين.
وحمل عدد من المتظاهرين صوراً للأسرى الفلسطينيين، منهم الأسير وليد دقة الذي يعاني أوضاعاً صحية خطرة، مطالبين بحريته.
وقال السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط: "منذ 75 عاماً حتى يومنا هذا لم تتحقق العدالة في فلسطين، وإسرائيل مستمرة في سياسات التطهير العرقي بحق الفلسطينيين".
وردّ في كلمته على ممثلة الاتحاد الأوروبي في إسرائيل التي قالت مؤخراً إن إسرائيل جعلت الصحراء تزدهر، قائلاً: "كذب.. بل هذا استعمار". ووصف ترويج الإعلام البريطاني بأن إسرائيل تدافع عن نفسها في غزة،بالـ"كذب".
وطالب زملط بعودة اللاجئين وبتعويضات من الحكومة البريطانية، بسبب دور الانتداب البريطاني في خسارة الفلسطينيين وطنهم.
وفي الكلمة الختامية، قال زعيم حزب العمالي البريطاني السابق جيمي كوربن إن "أكثر من 5 ملايين فلسطيني يعيشون اللجوء بسبب النكبة.. عندما زرت هذه المخيمات رأيت بعيني أوضاع اللاجئين وظروفهم المعيشية، وتحدث معي الكثيرون عن أملهم بالعودة وألهموني بالعمل والنضال من أجل تحقيق العدالة للفلسطينيين".
وذكّر كوربن بالصحافية شيرين أبو عاقلة والصحافيين الذين سقطوا برصاص الاحتلال خلال تغطية الأحداث في فلسطين.
وهاجم كوربن الحكومة البريطانية على دورها في دعم إسرائيل، قائلاً إن "التضامن العالمي مع فلسطين كبير جداً.. رأينا ذلك من خلال الأعلام الفلسطينية الكثيرة خلال المونديال".
وأضاف: "لن نتوقف عن دعم حقوق الفلسطينيين مهما حصل، والمطالبة بالاعتراف بفلسطين وتحقيق حق العودة".
يذكر أن المظاهرة تنظمها كلّ من: حركة التضامن الفلسطينية، وحركة أوقفوا الحرب التي تأسست ضد الحرب على العراق، والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وأصدقاء الأقصى، ومؤسسة مسلمو بريطانيا، وحملة نزع السلاح النووي.