آمال النازحين في غزة معقودة على مفاوضات وقف إطلاق النار

06 يناير 2025
أحد النازحين في رفح يستمع للراديو، 14 مارس 2024 (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتابع الفلسطينيون في غزة بترقب المفاوضات بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية، مع آمال في اتفاق تبادل أسرى يخفف معاناة النازحين.
- شهدت المفاوضات تطورات ملموسة مع لقاءات بين مسؤولين من حماس ومصر، وتركزت على عدد الأسرى وظروف إطلاق سراحهم، مما يعزز الآمال في اتفاق قريب.
- يعبر النازحون عن مشاعر مختلطة من الأمل والخوف، مؤكدين على أهمية التوصل إلى اتفاق يخفف معاناتهم ويعيد حقوقهم الأساسية.

يتابع الفلسطينيون في غزة أخبار المفاوضات الساعية للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية ومصرية، عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والتجمعات المجتمعية، وسط آمال لدى النازحين في غزة بانتهاء مأساتهم المتفاقمة في مراكز ومدارس ومخيمات اللجوء، في ظل أوضاع إنسانية ومعيشية غاية في السوء، جراء تواصل العدوان للشهر الـ15 على التوالي. يتعلّق هؤلاء النازحون بـ"قشة" التطوّرات والأخبار المتعلقة بالمفاوضات الراهنة، والتي يمكنها إنقاذهم من ويلات حياة التهجير القاسية والكارثية. يأتي ذلك خصوصاً في ظل الحديث عن دخول المفاوضات في التفاصيل المتعلقة بأعداد ومواصفات الأسرى الذين سيُطلق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والتي تستمر 60 يوماً، بما في ذلك الحالات الإنسانية وكبار السن، وسط تصريحات منفصلة تفيد بأن الجانبين "أقرب من أي وقت مضى إلى صفقة".

وغادر وفد إسرائيلي فنّي إلى الدوحة، الجمعة 3 يناير/كانون الثاني الحالي، لاستكمال المفاوضات، فيما التقى مسؤولون في "حماس" بمسؤولين مصريين في اليومين الماضيين لتحريك عجلة التفاوض. وبدأت جهود الوسطاء في قطر ومصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكانت تهدف إلى إدارة ملف الأسرى وإطلاق مفاوضات مباشرة. واستؤنفت وساطات الدوحة والقاهرة في النصف الثاني من عام 2024، فيما ظهرت مؤشرات على تقدم ملموس، إذ بدأت الأطراف تدخل في تفاصيل الاتفاق. إلّا أن شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي شهد تطورات لافتة، ركزت على عدد الأسرى وظروف إطلاق سراحهم، مع تسريبات عن تقدّم ملموس في التفاصيل.

أحمد أبو العيس: لا نمتلك رفاهية اليأس، سنرجع يوماً إلى بيتنا ولو كان ركاماً

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

بانتظار أخبار الصفقة

يقول الفلسطيني أحمد أبو العيس، وهو أب لخمسة أطفال، وأحد النازحين في غزة الذي اضطر للتوجه من منطقة سكنه في بيت لاهيا شمالي القطاع إلى مدينة دير البلح وسطه بفعل اشتداد القصف والتهديد، إن "أملي الوحيد في العودة، بالتفاوض". ويضيف في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن لا نمتلك رفاهية اليأس، سنرجع يوماً إلى بيتنا ولو كان ركاماً، ومستعدّون للبدء من الصفر، لكن المهم أن نعود إلى منطقتنا التي نحب". ويتابع أبو العيس، مثل الكثيرين من النازحين في قطاع غزة المحاصر، الأخبار عبر مذياع صغير على أمل أن يسمع خبر الصفقة. ويشير إلى رغبته في "أن يعرف العالم أننا لسنا أرقاماً تُذاع في نشرات الأخبار، فكل بيت قصف وبات ركاماً وكل عائلة هُجّرت وراءها قصة وجع وأمل، ساعدونا حتى نرجع إلى بيوتنا ونعيش بكرامة، نحن لا نطلب شيئاً أكثر من حقنا الطبيعي".

ريم البياري: الأمل موجود بالتوصل إلى اتفاق يخفّف من معاناتنا

أما الفلسطينية ريم البياري (25 عاماً) فتقول إن كل شيء في قطاع غزة مرتبط بأخبار المفاوضات وصفقة التبادل، فمنذ اللحظة الأولى لبدء المفاوضات وهي تتابع التفاصيل عبر القنوات والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي. وتضيف في حديث لـ"العربي الجديد" أنه "رغم شح المعلومات، لكن الأمل موجود بالتوصل إلى اتفاق يخفف من معاناتنا". وتبيّن البياري أن الوصول إلى حل في المفاوضات الجارية قد يتيح لها ولعائلتها فرصة العودة للحياة الطبيعية، داعية جميع الأطراف إلى عدم الاكتفاء بتناقل الأخبار والتصريحات التي تكون في بعض الأحيان متضاربة وتتسبب بانعكاسات نفسية سيئة، بل العمل على إنهاء المعاناة التي طال أمدها.

يوسف أبو هلال:  لا يفارقني هاجس فشل المفاوضات

هواجس النازحين في غزة

أما الفلسطيني يوسف أبو هلال، وهو نازح من مدينة رفح جنوبي القطاع، منذ اجتياحها في شهر مايو/ أيار الماضي، ويعيش في مخيم غربي مدينة دير البلح، فيشعر بتفاؤل كبير حيال مفاوضات وقف إطلاق النار، لكنه تفاؤل ممزوج بشعور الخوف والقلق من المماطلة وطول الأمد. ويلفت في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن قلقه يعود لسوء الأوضاع الإنسانية التي يمرّ فيها رفقة أهله وأقاربه وجيرانه، قائلاً: "نعيش كل يوم بانتظار الفرج في ظل المعاناة التي تمزق أجسادنا، فيما لا يُفارقني هاجس فشل المفاوضات، كيف سنواصل حياتنا، وكيف سنرجع إلى بيوتنا، كل يوم يمر يزيد من شعور القلق". وحول متابعة النازحين في غزة لتطورات الأخبار والمفاوضات، يبيّن أبو هلال أن الجميع في الخيام يتابع الأخبار، إلا أن المعلومات المتوفرة قليلة وغير شافية، كما أن التفاصيل تكون غالباً غامضة أو غير واضحة، مضيفاً أنه "في بعض الأحيان، أسمع عن تقدم، ولكن في النهاية لا يحدث شيء ملموس". ويقول إن "هذا يزيد من توتري وخوفي كما الجميع، أتمنى أن يكون هناك شيء حقيقي هذه المرة".

المساهمون