مصادر تكشف ملامح المقترح المصري لوقف إطلاق النار في غزة.. ورسالة خاصة من السيسي لنتنياهو
قالت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، إن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة اضطروا لتغيير طريقة التفاوض حول التهدئة، ووقف إطلاق النار، بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة، بدعوة قيادة حركة الجهاد الإسلامي إلى العاصمة المصرية.
وبالفعل، وصل رئيس الدائرة السياسية في الحركة، محمد الهندي، إلى القاهرة صباح اليوم الخميس قادماً من تركيا، ولفتت المصادر إلى أن هذا التحول جاء بعد فشل الاتفاق المبدئي الذي جرى التوصل إليه أمس لتهدئة الأوضاع، وذلك قبل دخوله حيز التنفيذ، بعدما رفضت تل أبيب الشروط المطلوبة من الفصائل وفي مقدمتها التسليم الفوري لجثمان الشهيد الأسير خضر عدنان، وتقديم تعهدات مكتوبة للوسطاء بوقف سياسة الاغتيالات بحق قيادات المقاومة.
وفي هذا الإطار أيضا، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أنه بعد سلسلة متواصلة من الاتصالات بين رئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ورئيس جهاز "الشاباك" (الاستخبارات الإسرائيلية) رونين بار، قرر المسؤولون في القاهرة إرسال وفد رفيع من قيادات الجهاز بقيادة مسؤول ملف إسرائيل. ومن المقرر أن يصل الوفد المصري في غضون ساعات قليلة على متن طائرة خاصة إلى تل أبيب، من أجل حسم النقاط العالقة التي تعطل الاتفاق، مرجحة أن تبدي الحكومة الإسرائيلية مرونة خلال الساعات المقبلة بشأن تسليم جثمان الأسير خضر عدنان.
وأوضحت المصادر أن الوفد الأمني المصري يحمل رسالة خاصة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تتضمن "الحث على عدم إضاعة الفرص لوقف نزيف الدماء، وإنهاء التصعيد من أجل الذهاب لمفاوضات أكثر شمولا للتهدئة طويلة الأمد خلال الفترة المقبلة".
وكشفت المصادر أن الاتصالات المصرية الإسرائيلية رافقتها اتصالات مع مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن تنسيق الجهود من أجل إحلال السلام، وإنهاء موجة التصعيد الحالية في أسرع وقت ممكن.
وأوضحت المصادر ملامح الاتفاق المصري الذي فشل في الصمود أمس وتسعى القاهرة للبناء عليه في المفاوضات المباشرة الجارية في الوقت الراهن، حيث يقوم على التوافق على تحقيق المطالب العاجلة، المتمثلة بالنسبة للفصائل الفلسطينية بتسليم جثمان الأسير خضر عدنان كمرحلة أولى، يتبعها وقف فوري لإطلاق النار، ثم مواصلة التفاوض بشأن الحصول على تعهدات بوقف سياسة الاغتيالات من الجانب الإسرائيلي، وفي المقابل، النظر في المطالب الإسرائيلية بوضع حد لنشاط المقاومة في الضفة الغربية، والحصول على تعهدات واضحة بعدم التعرض لـ"مسيرة الأعلام".
وكان مسؤول سياسي في حكومة الاحتلال قال إن تل أبيب لن تلتزم لمصر أو أي طرف بالتوقف عن عمليات الاغتيال مقابل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد المسؤول في تصريح وزعه مكتب نتنياهو أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الاتصالات مستمرة مع مصر ولم تُقدَّم أي التزامات أو وعود لها.
وقال: "لم نلتزم بوقف عمليات الاغتيال ويمكنهم المطالبة بذلك لكن نحن لن نلتزم".
وعن تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان، قال المسؤول: "إسرائيل لم توافق على تسليم جثمانه في إطار وقف إطلاق النار"، في إشارة إلى إمكانية تسليمه لاحقًا.
وأوضح أن "هناك اتصالات مستمرة ولم نعد مصر بأي شيء ولن نقبل بأي شروط".
وعقب إعلان القاهرة أمس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أعلنت حكومة الاحتلال اغتيال عضو المجلس العسكري لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، على حسن غالي، مسؤول الوحدة الصاروخية، بعد استهداف وحدة سكنية كان موجودا فيها في خان يونس.
وكان محمد الهندي قد قال في تصريح صحافي إن "ما يعيق التوصل إلى تهدئة هو إلزام الاحتلال بوقف سياسة الاغتيالات"، مشيرا إلى أن الجهود مستمرة، ولكن "من السابق الحديث عن التوصل إلى اتفاق".
وتطالب الجهاد بوقف الاغتيالات في الضفة الغربية، والإفراج عن جثة الشهيد خضر عدنان المحتجزة في إسرائيل، وكذلك إلغاء "مسيرة الأعلام" المقرر تنظيمها من قبل المستوطنين على أبواب المسجد الأقصى.