جدّد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، اليوم الخميس، التأكيد على أنّ الاحتلال الإسرائيلي لن يستعيد أسراه إلا من خلال مسار المفاوضات وبعد وقف العدوان على قطاع غزة، مؤكداً أن "هذا المسار لا بديل عنه".
وأكد أبو عبيدة، في خطاب في اليوم الـ76 للعدوان الإسرائيلي على غزة، أن "استمرار العدوان لا يسمح أصلا بإطلاق سراح الأسرى مطلقا، فضلا عن إمكانية تحريرهم بالعمليات العسكرية المباشرة، لذلك إذا أراد العدو وجمهوره أسراهما أحياء فليس أمامهما سوى وقف العدوان"، مذكّرا بما أعلنته "القسام" منذ اليوم الأول للحرب، وهو أن مسار هذه القضية هو التبادل.
وذكر الناطق باسم القسام: "لا يمكن الإفراج عن أسرى العدو أحياء إلا بالدخول في التفاوض بمساراته المعروفة عبر الوسطاء، وهذا موقف ثابت ولا بديل عنه سوى استمرار تساقط أسرى العدو قتلى بنيران جيشها المتغطرس، وبقرار من قيادتهم السياسية التي تهرب من مواجهة الحقيقة والاعتراف بها".
وكشف أبو عبيدة عن أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من استهداف 720 آلية تابعة لجيش الاحتلال منذ بدء العدوان البري على قطاع غزة، توزعت بين ناقلات جند ودبابات وجرافات ومركبات وشاحنات عسكرية، كما تمكنت، خلال الأسبوع الماضي، من تنفيذ أكثر من 15 عملية قنص ناجحة.
وأضاف: "مجاهدونا على الأرض يستمرون في تدمير آليات العدو واستهدافها بكافة أنواع الأسلحة المتاحة وإيقاع جنوده في شراك قاتل، وملاحقتهم خارج آلياتهم وفي المباني التي يتحصنون فيها في مناطق التجمع، موقعين جنود العدو بين قتلى وجرحى".
وحول إعلان جيش الاحتلال أن هدف الحرب هو القضاء على المقاومة الفلسطينية، قال أبو عبيدة إنّ "هذا الأمر محكوم عليه بالفشل، وقد باتت هذه حقيقة لا جدال فيها".
وأوضح أن إعلان جيش الاحتلال اكتشاف نفق للمقاومة الفلسطينية هنا أو هناك يثبت أن الاحتلال "يبحث عن صورة للنصر والإنجاز في ظل الخسائر التي يتعرض لها". وشدد: "إننا في كتائب القسام بعد 11 أسبوعا من التصدي للعدوان والحرب الهمجية النازية نؤكد أن ما ينشغل به جيش العدو اليوم على الأرض هو البحث عن صور النصر والإنجاز، فتارة يعلنون عن اغتيال قيادات ميدانية واستهداف المجاهدين على الأرض، وتارة يحتفلون باكتشاف نفق قديم خارج عن الخدمة أو قصف راجمة صواريخ تم استعمالها وانتهت صلاحيتها، وتارة يحتفي باستيلائه على مواقع عسكرية أو مكاتب ومساكن مخلاة كان قد قصفها بأطنان المتفجرات مسبقا، وتارة يستعرض بالتدمير والقتل العشوائي كردة فعل على فشله والخسائر الكبيرة".
وذكر أبو عبيدة أن "76 يوما مرت على بدء معركة طوفان الأقصى، وعلى العدوان الهمجي الصهيوني الإرهابي على شعبنا في قطاع غزة، ولا يزال العدو يمارس جرائم الحرب المسجلة باسمه في تاريخ الجرائم ضد الإنسانية".
وقال المتحدث باسم القسام إن "هذا العدو التائه المأزوم المتغطرس لم يتعلم من تجارب التاريخ درسا واحدا، فقد سبق واغتال القادة وقتل المجاهدين من أبناء شعبنا بالآلاف، فأنبتت دماؤهم نصرا وأورثت أرواحهم مقاومتنا قوته وعنفوانه. وقد سبق أن دمر العدو وأفسد وقتل وهجر وارتكب المجازر عبر تاريخه الأسود الدموي، فلم يترك لشعبنا خيارا سوى الانتقام منه وتدفيعه ثمن جرائمه ومجازره، والإصرار على مقاومته والعمل على كنسه".
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي "لا يزال يكرر حماقاته وأخطاءه التاريخية، لأنه كغيره من الغزاة المحتلين منفصل عن واقع شعبنا وجاهل بثقافته وحضارته، ولا يدرك معنى إرادة الشعوب الحرة التي تسعى للانعتاق من الاحتلال.