استمع إلى الملخص
- **التحضيرات للقمة المصرية التركية**: تضمنت مباحثات فيدان التحضيرات للقمة بين السيسي وأردوغان، وتنفيذ نحو 20 اتفاقية وبروتوكول تعاون، وأكد السيسي على ضرورة ضبط النفس وحل القضية الفلسطينية.
- **الأوضاع الاقتصادية والعلاقات الثنائية**: تناولت المباحثات الأوضاع الاقتصادية في البلدين، وأهمية تطوير العلاقات التجارية والاجتماعية، مشيراً إلى أن قطع العلاقات كان خسارة للطرفين.
أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارة استثنائية إلى مصر، يومي الأحد والاثنين الماضيين، لبحث التنسيق المصري التركي بشأن الوضع في قطاع غزة، والوساطة من أجل إقرار التهدئة لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر وبحث إمكانية دفع عملية التفاوض المتعثرة، في ظل تأييد تركيا الوساطة المصرية القطرية.
وجال وزير الخارجية التركي على مدينة العريش في محافظة شمال سيناء لتفقد المخازن اللوجستية الخاصة بالهلال الأحمر المصري، قبل التوجه إلى معبر رفح، المغلق منذ سيطرة جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا والمعبر من الجانب الفلسطيني. وكشفت معلومات عن أن مباحثات وزير الخارجية التركي في القاهرة التي وصل إليها قادماً من أديس أبابا، تخللها نقل رسائل من رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بشأن ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، في وقت تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا توتراً منذ فشل آخر جولات المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن السد، بينما يواصل الجانب الإثيوبي عملية الملء الخامس لخزان السد، والتي أوشكت على الانتهاء من دون التوصل إلى اتفاق ينظم عملية تشغيل وملء السد.
وبحسب المعلومات، عرضت أنقرة "خلال مشاورات مصرية تركية سابقة إمكانية التوسط من أجل الوصول إلى حل ينهي الأزمة بشأن السد، وهو ما أبدت مصر ترحيباً به، في ظل ما تملكه تركيا من علاقات وثيقة مع إثيوبيا، كونها أكبر مستثمر أجنبي هناك". وسبق لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن أشار في وقت سابق إلى مباحثات سرية بحضور وزير الخارجية التركي من أجل حل أزمة سد النهضة.
جاهد طوز: مصر لا تستطيع أن تبني علاقات على المستوى الاستراتيجي مع الدول
مباحثات وزير الخارجية التركي
وتضمنت مباحثات وزير الخارجية التركي في القاهرة التحضيرات للقمة المرتقبة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة خلال الفترة المقبلة، وفق ما تم التوافق عليه سابقاً خلال الزيارة التي قام بها إلى القاهرة في 14 فبراير/شباط الماضي. وبحث فيدان والوفد المرافق له الموقف التنفيذي لنحو 20 اتفاقية وبروتوكول تعاون كان قد جرى توقيعها خلال زيارة أردوغان.
في السياق، أكد السيسي خلال استقباله وزير الخارجية التركي في مدينة العلمين الجديدة، أمس الاثنين، أن الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الدقة والخطورة، بما يستوجب أعلى درجات ضبط النفس وإعلاء صوت العقل والحكمة، مشدداً على أن سبيل نزع فتيل التوتر المتصاعد يكمن في تضافر جهود القوى الفاعلة والمجتمع الدولي لإنفاذ وقف إطلاق النار فوراً بقطاع غزة، وإتاحة الفرصة للحلول السياسية والدبلوماسية.
وقال السيسي إن التطورات الإقليمية لا يجب أن تطغى على جهود إنفاذ المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، الذين يعانون من أوضاع معيشية وصحية غير إنسانية، وفقدان أبسط مقومات وأساسيات الحياة، كما جرى تأكيد ضرورة الدفع بحل جذري وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط عام 1967.
وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أحمد فهمي إلى توافق الآراء خلال اللقاء بشأن خطورة المشهد الإقليمي، وإدانة سياسات التصعيد الإسرائيلية، كما استُعرضت آخر مستجدات الجهود المصرية المتواصلة والمكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين. في السياق، قال المستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية جاهد طوز، لـ"العربي الجديد"، إن "تجديد العلاقات وتطويرها بين تركيا ومصر ضروريان للطرفين، لأن التطورات التي حدثت في العالم وفي الإقليم تجبر كل الدول على تبني سياسات جديدة"، مضيفاً أن "تأسيس علاقات جديدة بين تركيا ومصر سيؤثر على الإقليم كله، وتحديداً موضوع غزة، الذي أصبح تهديداً للأمن المصري، وأيضاً لأمن الإقليم بشكل عام وواضح".
معلومات عن نقل فيدان رسالة من إثيوبيا بشأن سد النهضة
الأوضاع الاقتصادية
وتابع طوز: "هناك أيضاً الملف الاقتصادي، وطبعاً مصر تمر بأجواء اقتصادية صعبة جداً، وبحاجة إلى أسواق جديدة وإلى تطوير علاقتها مع دول أخرى، ومن ناحية الاقتصاد في تركيا بعد وباء كورونا تحديداً، فإن هناك بعض المشاكل الاقتصادية، مثل موضوع التضخم الذي وصل إلى مستويات عالية، ولذلك تركيا أيضاً بحاجة إلى أسواق. وأتوقع أن العلاقات ستتطور بشكل كبير".
وحول مستقبل العلاقات بين تركيا ومصر، رأى "أنه لن تكون هناك علاقة على المستوى الاستراتيجي، لأن السياسة التي يتبعها الرئيس السيسي حالياً ليست سياسة مستقلة، وهو ما يعني أن مصر لا تستطيع أن تنفذ القرارات أو تبني علاقات على المستوى الاستراتيجي مع الدول". ولفت طوز إلى أنه "حتى لو لم تتوفر الإرادة لتطوير العلاقات على المستوى الاستراتيجي، فإن الدولتين بحاجة إلى تطوير وتقوية الناحية التجارية، وأيضاً الناحية الاجتماعية". وتابع طوز: "قطع العلاقات خلال أكثر من عشر سنوات كان خسارة لتركيا ولمصر لأن قطع العلاقة مع أي دولة يمنع مناقشة كل المسائل، ولذلك كانت هناك مشكلة كبيرة جداً بين الطرفين".
من ناحيته، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية مختار الغباشي، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في المنطقة مرتبك وملتهب وعلى صفيح ساخن للغاية، وبهذا الوضع، من الطبيعي أن نرى زيارة لمسؤولين أتراك إلى مصر، ورأينا أيضاً زيارة لوزير الخارجية الأردني (أيمن الصفدي) إلى إيران، وهي الزيارة التي تحمل معاني كثيرة ومعقدة للغاية، خصوصاً في طبيعة الضربة التي تريد إيران توجيهها لإسرائيل، وهناك اتصالات حثيثة دؤوبة بين الأطراف صاحبة التأثير مثل مصر والأردن، وهناك دور مهم جداً للعراق وسورية وتركيا والولايات المتحدة، وبعض دول العالم الغربي".