اشترط الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، اليوم الأحد، أن تضع أرمينيا جدولا زمنيا لانسحابها من إقليم ناغورنو كاراباخ والمناطق الأذربيجانية المحيطة قبل أن توقف باكو العمل العسكري.
وقال علييف، في خطاب بث عبر التلفزيون، إن أذربيجان انتظرت 30 عاما لاستعادة أراضيها.
وأضاف "ناغورنو كاراباخ إقليم أذربيجاني لا بد من استرداده وسنسترده".
وفي المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أن أرمينيا تواجه "ربما أكثر اللحظات مصيرية في تاريخها" المعاصر، داعيا إلى التعبئة من أجل تحقيق "النصر".
على الأرض، شهد اليوم الأحد، وهو اليوم الثامن من القتال، تبادلا كثيفا للقصف المدفعي من الجانبين، وقد تركّز في معظمه على عاصمة إقليم كاراباخ وثاني مدن أذربيجان.
كما كثف الطرفان التصريحات الهجومية متجاهلين دعوات المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار، وتبادلا الاتهامات حول المسؤولية عن النزاع.
وفي ظل "زيادة عدد الضحايا بين السكان المدنيين"، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلقه، وجدد دعوته إلى "وقف إطلاق النار في أسرع وقت".
ومنذ الجمعة، تتعرض ستيباناكرت، كبرى مدن منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، للقصف، ما أجبر السكان على الاحتماء في أقبية وملاجئ. كذلك، قُطعت الكهرباء منذ ليل السبت إلى الأحد في المدينة.
ودوت صفارات الإنذار في ستيباناكرت بدون توقف تقريباً. وتم استهداف وسط المدينة ومحيطها، وارتفعت سحب من الدخان الأسود في الجزء الشمالي الشرفي منها.
واحتمى السكان في الملاجئ القائمة، كما في سرداب إحدى الكنائس حيث لجأت عدة عائلات.
واتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية، أرتسرون هوفنسيان، "القوات الأذربيجانية بقصف أهداف مدنية".
ووفق السلطات المحلية، فإن القصف تم عبر أنظمة إطلاق صواريخ متعددة من طرازي "سميرتش" و"بولونيز"، كما حلقت طائرات مسيرة فوق المدينة.
وأعلن رئيس المنطقة الانفصالية أراييك هاروتيونيان، أن قواته سترد باستهداف البنية التحتية العسكرية المتمركزة في "المدن الكبرى" لأذربيجان، الواقعة على مسافة بعيدة عن الجبهة، داعيا "المدنيين إلى مغادرة هذه المدن على الفور".
وفي أعقاب ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن ثاني مدن البلاد "كنجه تتعرض لنيران القوات الأرمينية". واتهمت باكو أرمينيا بتنفيذ القصف، الأمر الذي نفته يريفان.
وأعلن المتحدث باسم رئاسة سلطان ناغورنو كاراباخ، فاغرام بوغوصيان، أن تلك الهجمات نفذها الانفصاليون الأرمن، مؤكدا "تدمير" مطار عسكري.
ودانت تركيا ما قالت إنها هجمات نفّذتها القوات الأرمينية على مدينة كنجه، واعتبرت وزارة الخارجية التركية في بيان أن "الهجمات الأرمينية التي تستهدف المدنيين اليوم في ثاني كبرى المدن الأذربيجانية كنجه تعد مؤشرا جديدا على موقفها (يريفان) الذي لا يعترف بالقانون. ندين هذه الهجمات".
كما أشارت وزارة الدفاع الأذربيجانية إلى أن "القوات الأرمينية تطلق قذائف على مدينتي ترتر وهوراديز في منطقة فيزولي انطلاقا من خانكندي"، وهي التسمية الأذربيجانية لستيباناكرت.
وعلى الجبهة، يؤكد الطرفان، على غرار الأيام السابقة، تحقيق انتصارات ميدانية.
(رويترز، فرانس برس)