قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة، إنّ بلاده ستبدأ إجراءات التصديق في البرلمان على طلب انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعدما اتخذت البلاد خطوات ملموسة للوفاء بوعودها.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مع نظيره الفنلندي إنّ تركيا ستواصل المباحثات مع السويد حول القضايا المتعلقة بالإرهاب، لافتاً إلى أنّ طلب السويد الانضمام إلى الحلف سيعتمد بشكل مباشر على الإجراءات التي سيجري اتخاذها.
ووصل الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، الذي يسعى بلده منذ عشرة أشهر للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أنقرة، في محاولة للحصول على الموافقة التركية لدخول هلسنكي الحلف الدفاعي.
والأربعاء، قال نينيستو إن تركيا توصلت إلى قرار بشأن التصديق على طلب فنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأوضح نينيستو في بيان أن "أمل الأتراك في أن أكون هناك لتلقي الرد عندما يعلنون القرار. بالطبع قبلت الدعوة".
ولمح أردوغان إلى قبول تركيا طلب فنلندا في وقت سابق من الأربعاء، وقال: "سنقوم بدورنا وسنفي بالوعد الذي قطعناه"، مصرّحاً للصحافيين: "الجمعة سنلتقي الرئيس (الفنلندي) وسنفي بمتطلبات وعدنا".
ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع بين أردوغان ونينيستو، الذي زار الخميس محافظة كهرمان مرعش مركز زلزال السادس من فبراير/شباط المدمّر، ظهر اليوم.
وبعد منح أردوغان موافقته، سيعود الأمر للبرلمان التركي للمصادقة على طلب فنلندا العضوية في حلف شمال الأطلسي، وهو طلب قدّمته هلسنكي كما استوكهولم العام الماضي في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتتشارك فنلندا مع روسيا حدوداً برية بطول 1300 كيلومتر.
وموعد التصويت في البرلمان التركي غير معروف، ويبقى السؤال عما إذا كان سيتم قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية المقرر إجراؤها في 14 مايو/ أيار.
وسيتوجب على البرلمان التركي تعليق أعماله لمدة شهر تقريباً قبل الانتخابات.
ووقّعت فنلندا والسويد وتركيا اتفاقاً ثلاثياً في قمة لـ"الناتو" عُقدت في مدريد في يونيو/ حزيران، وقد عبرت تركيا عن استيائها مرات عدة بسبب ما تعتبره فشل السويد في الوفاء بالتزاماتها، بينما أشارت إلى أنها مرتاحة للتقدم الذي أحرزته فنلندا.
من جهته، أقرّ رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الثلاثاء، بأنّ احتمالات انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي قبل السويد ارتفعت، خصوصاً بسبب اعتراض تركيا على عضوية استوكهولم.
وقال نينيستو: "سأواصل عملي لدعم عضوية السويد في الناتو"، مضيفاً أنه ناقش الأمر مع كريسترسون.
ستولتنبرغ يشيد بالخطوة التركية بشأن عضوية فنلندا ويتوقع انضمام السويد قريباً
أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، يوم الجمعة، بقرار تركيا بدء إجراءات التصديق على طلب فنلندا للانضمام إلى التحالف العسكري، وقال إنّه واثق من أنّ السويد ستنضم قريباً.
وفي مقابلة عبر الهاتف مع وكالة "رويترز"، قال ستولتنبرع إنّ إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان أنّ البرلمان التركي سيبدأ إجراءات التصديق على طلب فنلندا كان "يوماً جيداً لكل من يؤمن بتوسيع حلف الأطلسي".
وأضاف: "انضمام فنلندا سيقوي الحلف ويعزز الأمن الفنلندي، كما سيعزز الأمن السويدي".
ورداً على الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط من عام 2022، تقدم كل من السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى الحلف، لكنهما واجهتا اعتراضات من تركيا، التي انضمت إليه في عام 1952.
وقال ستولتنبرغ إنّ أردوغان أبلغه، مساء الجمعة، أنّه مستعد لمواصلة المشاورات بشأن عضوية السويد.
وتابع: "أنا واثق أيضاً من أنّ السويد ستنضم قريباً، وسأعمل بجد من أجل ذلك".
ويقول مسؤولون في الحلف إنّه بانضمام السويد وفنلندا سيكسب في صفه جيشين يتمتعان بقدرات عالية ويعزز جناحه الشمالي الشرقي.
وأعرب ستولتنبرغ عن أمله في أنّ تنضم فنلندا إلى الحلف قبل الانتخابات التركية في مايو/أيار القادم، وأن تنال السويد العضوية بحلول موعد قمة الحلف في ليتوانيا في يوليو/تموز.
(فرانس برس، رويترز)