أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، باستعادة أذربيجان لإقليم كاراباخ، معتبراً أنّه "انتصار شرعي مستحق"، فيما أشار وزير دفاعه خلوصي أكار إلى أنّ باكو حررت أرضها "بمساهمات أسلحتنا المحلية".
وشهد أردوغان، اليوم، مراسم افتتاح طريق في ولاية قارص (شمال شرق)، عبر اتصال مرئي من قصر وحيد الدين في مدينة إسطنبول. وتطرق، في كلمته، إلى تحرير أذربيجان للإقليم، قائلاً: "استعادة كاراباخ انتصار مستحق لأذربيجان يتوافق مع القانون الدولي والمجالين الدبلوماسي والعسكري".
وأكد أنّ العلم الأذربيجاني يرفرف بفخر في كاراباخ بصفته "رمزاً لبطولات شهدائنا". وتابع: "نحمد الله على أن الهلال والنجمة (الموجودين في علم أذربيجان) باتا يزينان سماء كاراباخ بفضل نضال أشقائنا الأذربيجانيين".
وعلى صعيد آخر، أشار أردوغان إلى تبني تركيا مواقف مشرفة ومبدئية عندما وقفت إلى جانب العدالة في سورية، والسلام والاستقرار في العراق،والشرعية في ليبيا. وأكد مواصلة تركيا الوقوف بجانب الحق والمظلومين في كل زمان ومكان.
Sarıkamış - Karakurt - Horasan Yolu Açılış Töreni’ne canlı bağlantı gerçekleştiriyoruz. https://t.co/ryPnk0GFPt
— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) December 5, 2020
وشدد على أنّ أذربيجان لم تتدخل في أراضي أحد، ولم تعتد على أي جهة، وإنما حُررت أراضيها المحتلة منذ 30 عاماً رغم قرارات الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأضاف أنّ أذربيجان حررت أراضيها في إطار الشرعية، ولم تستهدف المدنيين والمناطق المأهولة المدنية على غرار ما فعلت أرمينيا حينما احتلت أراضي أذربيجانية قبل 30 عاماً.
وأوضح أنّ تركيا سارعت إلى إغاثة أشقائها الأذربيجانيين بكل إمكاناتها عندما شنت أرمينيا اعتداء على الأراضي الأذربيجانية. وبيّن أن تركيا ساهمت في تحرير كاراباخ والأراضي الأذربيجانية من الاحتلال الأرميني، وفقًا للتاريخ والثقافة والمعتقد واللغة المشتركة بين البلدين.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأذرية أنها ستنظم عرضاً عسكرياً الخميس المقبل يضم 3000 جندي و150 مركبة عسكرية. وأضافت أن العرض سيضم أيضاً أسلحة تمت مصادرتها والاستيلاء عليها من القوات الأرمينية.
ومن المقرر أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أذربيجان في نفس اليوم.
وزير الدفاع التركي: أذربيجان حررت أرضها بمساهمات أسلحتنا
من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، السبت، إنّ أذربيجان حررت إقليم كاراباخ من الاحتلال الأرميني في 44 يوماً بمساهمات أنظمة الأسلحة المحلية التركية.
جاء ذلك خلال مراسم تسليم أول محرك مروحيات محلي الصنع من إنتاج شركة "توساش" لصناعات المحركات، وافتتاح مركز لتصميم المحركات في ولاية أشكي شهير وسط تركيا.
Millî Savunma Bakanı Hulusi Akar, Sanayi ve Teknoloji Bakanı Mustafa Varank ve TSK Komuta Kademesi, ilk milli helikopter motoru TEİ-TS1400’ün teslimi ve tasarım merkezinin açılış törenine katıldı.https://t.co/pRRrSlFGUQ#MSB #HulusiAkar pic.twitter.com/c3rWK5TQug
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) December 5, 2020
وأوضح أكار أنّ جيش أذربيجان تمكن بنجاح كبير، عبر "عملية الوطن الواحد"، من إنهاء الاحتلال الأرميني للأراضي الأذربيجانية الذي استمر نحو 30 عاماً.
وأشار إلى أن العالم بأسره يتحدث اليوم عن مدى تأثير أنظمة الأسلحة التركية على مسار العملية العسكرية التي قامت بها أذربيجان لتحرير أراضيها وطرد المحتلين.
وبيّن أن القوات المسلحة التركية حققت نجاحات كبيرة في عملياتها العسكرية ضد الإرهاب داخل البلاد وخارجه من خلال تضحيات عناصرها، وبفضل الأسلحة والذخائر، والمعدات، والمركبات، والآليات المصنعة محلياً.
MSB HULUSİ AKAR: “Türk yapımı silah sistemlerinin etkinliği, yakın zamanda Azerbaycanlı kardeşlerimizin öz topraklarını işgalden kurtarma mücadelesinde de en açık şekilde görülmüştür.”https://t.co/pRRrSlFGUQ#MSB #HulusiAkar pic.twitter.com/gats1KVYsn
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) December 5, 2020
ولفت إلى أنّ إسهامات أنظمة الأسلحة الوطنية والمحلية كبيرة في نجاح القوات المسلحة التركية بمهامها في حماية مصالح البلاد شرقي المتوسط في بحر إيجة، والمهام المناطة بها في مختلف بقاع العالم.
تظاهرات أرمينيا تتواصل
من جهة أخرى، نظم عشرات الآلاف من أنصار المعارضة مسيرة في أنحاء العاصمة الأرمينية، اليوم السبت، للمطالبة بتنحي رئيس الوزراء نيكول باشينيان على خلفية تعامله مع النزاع مع أذربيجان بشأن كاراباخ.
وخلال ستة أسابيع من القتال العنيف، الذي انتهى باتفاق سلام توسطت فيه روسيا في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، استعاد الجيش الأذري الأراضي التي احتلتها القوات الأرمينية لأكثر من ربع قرن.
وحذرت أحزاب المعارضة في أرمينيا رئيس الوزراء نيكول باشينيان من تنظيم عصيان مدني بشتى أرجاء البلاد إذا لم يتنح بحلول ظهر الثلاثاء. ويرفض باشينيان التنحي، ودافع عن اتفاق السلام باعتباره خطوة مؤلمة ولكنها ضرورية منعت أذربيجان من اجتياح إقليم كاراباخ بأكمله.
واحتشد أكثر من 20 ألف متظاهر في يريفان، اليوم السبت، مرددين هتافات مثل "نيكول، أيها الخائن!" و"نيكول، ارحل!"، ثم ساروا إلى المقر الرسمي لرئيس الوزراء.
وفي هذا الصدد، قال زعيم "حزب الوطن" المعارض والرئيس السابق لجهاز الأمن القومي أرتور فانيتسيان، في مسيرة احتجاجية، "تشغل منصب رئيس وزراء أرمينيا حالياً جثة سياسية".
وانضم العديد من كهنة الكنيسة الرسولية الأرمينية إلى الاحتجاج، ونددوا بباشينيان لسماحه لأذربيجان بالسيطرة على بعض الأماكن المقدسة.
وخلال مسيرة السبت، قال السياسي المخضرم فازغين مانوكيان، الذي رشحه 17 حزباً لرئاسة الوزراء، إنّ حكومته الانتقالية ستسعى لإعادة التفاوض على بعض النقاط الغامضة من اتفاق سلام 10 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وشغل مانوكيان ( 71 عاماً) منصب رئيس الوزراء عامي 1990 و1991، عندما كانت أرمينيا جزءاً من الاتحاد السوفيتي، ثم شغل لاحقاً منصب وزير الدفاع خلال الحرب الانفصالية.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، وقع مسؤولون أتراك وروس وثائق إقامة مركز مراقبة مشتركة لضمان تنفيذ اتفاق السلام.
(الأناضول، أسوشييتد برس)