حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، أرمينيا من انتهاك وقف إطلاق النار في إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي سيطرت عليه أذربيجان، أخيراً.
جاء ذلك في خطاب هاتفي إلى الجنود الأتراك، الموجودين بأذربيجان للمشاركة في مراقبة وقف إطلاق النار، ضمن المركز التركي ـ الروسي المشترك.
ووجه أردوغان الخطاب إلى الجنود خلال مراسم عسكرية أقيمت في باكو، بمشاركة وزير الدفاع خلوصي أكار، وقادة الجيش، بجانب مسؤولي أذربيجان.
وقال لأفراد الجيش التركي: "وجودكم في ناغورنو كاراباخ وسام شرف يظهر أهمية المستوى الذي وصلت إليه علاقاتنا مع أذربيجان".
وأشار إلى أن "تركيا تدعم نضال أذربيجان ميدانياً وفي جميع المحافل الدولية، وهي في طريقها لتتويج انتصارها العسكري بنجاح دبلوماسي".
وأضاف: "أرجو التوفيق لجنودنا المكلفين بمراقبة وقف إطلاق النار، وأن يباشر المركز التركي ـ الروسي نشاطه في أقرب وقت".
وتابع أردوغان: "أنصح القوات الأرمينية بالتراجع سريعاً عن خطأ القيام بأنشطة من شأنها انتهاك وقف إطلاق النار، في وقت تبدد فيه دخان الأسلحة".
وأكد أن "تاريخ الجيش التركي مليء بالأمجاد والكرامة، وسيستمر في التضحية وخدمة قضيته عند الضرورة في مختلف القارات والظروف".
ولفت إلى أن "الجنود الأتراك سيؤدون مهامهم على أكمل وجه سواء داخل الوطن، أو في مختلف بلدان العالم، وعلى رأسها أذربيجان".
كما تمنى أردوغان "التوفيق لجميع الجنود الأتراك الذين يناضلون لحماية السلام والاستقرار في مناطق كثيرة بالعالم، بدءاَ من سورية وحتى ليبيا والصومال وكوسوفو وأفغانستان وقطر".
ووجّه الرئيس التركي أيضاً التحية إلى الشعب الأذربيجاني الصديق والشقيق، مشيداً بالانتصار الملحمي الذي تحقق في ناغورنو كاراباخ خلال 44 يوماً بقيادة الرئيس إلهام علييف.
وهنأ القوات الأذربيجانية بنصرها في ناغورنو كاراباخ وبقية الأراضي، والذي أسعد الأتراك أيضا وجعلهم يفتخرون.
وأشار إلى أن أذربيجان استقبلت القوات التركية في 10 ديسمبر/ كانون الأول الحالي بالحماسة نفسها التي أظهرتها خلال استقبالها جيش القوقاز الإسلامي بدموع الفرح والأدعية.
من جهته، شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، على أن أنقرة مستمرة في الدفاع عن حقوق الأشقاء الأذربيجانيين، بافتتاح المركز المشترك مع روسيا لمراقبة وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ.
وقال أكار، خلال لقائه في باكو، الخميس، الجنود الأتراك الذين سيؤدون مهامهم في المركز المشترك "سنكثف جهودنا في الدفاع عن حقوق أشقائنا الأذربيجانيين مع افتتاح مركز المراقبة المشترك".
وأوضح أن المركز التركي ـ الروسي سيراقب وقف إطلاق النار (بين أذربيجان وأرمينيا) وأن الجنود الأتراك جاهزون للقيام بمهامهم.
وقال أيضاً إن "الأيام الـ44 التي استمرت خلالها العملية، كُتبت بأحرف من ذهب في التاريخ الأذربيجاني والتركي"، معرباً عن أمله أن تستمر أصداء هذا النصر التاريخي طيلة 44 عاماً وأكثر..
ولفت إلى توقيع وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ بتاريخ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عقب انتصار الجيش الأذربيجاني، والاتفاق على إنشاء مركز مراقبة تركي ـ روسي مشترك.
وبيّن أن المركز يهدف إلى مراقبة وقف إطلاق النار في الإقليم، معرباً عن استعداد الجنود الأتراك لبدء مهامهم في هذا الصدد.
وأردف أن الجنود الأتراك يقومون أيضاً بإزالة الألغام والعبوات الناسفة، بالتعاون مع الجيش الأذربيجاني، للحيلولة دون إلحاق ضرر بالمدنيين، وجعل المنطقة آمنة، الأمر الذي سيؤدي لعيش أهالي المنطقة في أمان ورفاهية.
وفي 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية للسيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني.
وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 نوفمبر 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
(الأناضول)