رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الخميس، دعوى قضائية بحق زعيمة الحزب الجيد المعارضة ميرال أكشنر، ومطالبتها بدفع تعويضات مالية بعد تشبيهها لأردوغان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقدم حسين آيدن، محامي أردوغان، في وقت سابق من الخميس، مذكرة للمحكمة الأصيلة العامة في أنقرة، يطالب أكشنر بدفع تعويضات مالية بناء على تصريحاتها التي استدعت ردود فعل كبيرة من الحزب الحاكم، وبلغت قيمة التعويضات المطلوبة في الدعوى ربع مليون ليرة تركية، ما يعادل 30 ألف دولار.
وبدأت فصول الحكاية في كلمة لأكشنر أمام كتلة حزبها البرلمانية أمس، قالت فيها "لم يتمكن نتنياهو أطول رئيس وزراء في إسرائيل من تشكيل حكومته ليتم تكليف حزب آخر بذلك، وفي لحظة باتت الأحزاب العربية لها أهمية كبيرة، لأن شراكتها بالحكومة تحدد الحكومة الجديدة".
وأضافت "وفق التطورات هذه فإن نسخة أردوغان الإسرائيلية المتمثلة ببنيامين نتنياهو، يسعى إلى القضاء على منافسيه بهذا الشكل والحفاظ على الكرسي ليستهدف الأطفال والمدنيين بأرواحهم دون أن يرف له جفن".
محامي أردوغان قال في بيان عقب رفع الدعوى "أردوغان يعتبر في مقدمة الأطراف التي عملت على بناء زيادة الوعي العالمي ضد الظلم الإسرائيلي، والتصريحات الصادرة وضعت أردوغان ومواقفه الإنسانية والعادلة في مقابل رمز في المنطقة قاتل للأطفال والنساء، ويمارس سياسات احتلالية ويجبر الناس على النزوح، وهو أمر لا يمكن قبوله".
وأردف "هذا التشبيه يجعل من الرئيس أردوغان يتمتع بنفس صفات رمز القتل، خاصة في فترة ارتفعت فيها الحساسية المجتمعية حيال الجرائم المرتكبة مؤخراً، وهذا التشبيه يعتبر إهانة للرئيس وعملية استفزاز تفوق الوصف".
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد رد في لقاء مع الشبان في وقت سابق على أكشنر بالقول: "هناك سياسيون من دون خجل يعملون على وضعي في كفة واحدة مع نتنياهو، ولن أتمادى معها لأنها امرأة، حتى الآن لم ألتق بنتنياهو، التقيت فقط بشارون وأعطيت في دافوس سابقاً رسالة أمام العالم، حيث أن هؤلاء يقتلون الأطفال والنساء والعجائز، وقلت هذا لهم في دافوس وفي الأمم المتحدة، ولهذا لا يمكن قول هذا الكلام لأردوغان، وهو ليس من حدك ولا يسمح أحد لك بذلك".
وأدت هذه التصريحات من أكشنر إلى ردود شعبية غاضبة أيضا، حيث أجرت اليوم جولة في ولاية "ريزة" على البحر الأسود، وواجهت ردوداً شعبية كبيرة أجبرتها على المغادرة، بعد تدخل الشرطة لتفريق المواطنين واعضاء الحزب الذين اشتبكوا مع بعضهم البعض.
وسبق لأردوغان أن حصل على تعويضات مالية عديدة من سياسيين معارضين، بعد توجيه عبارات مهينة له، كان لزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو الحصة الأكبر من هذه التعويضات المدفوعة لأردوغان.