ويقول حمدان لـ"العربي الجديد"، خلال حضوره المؤتمر العاشر لحركة النهضة في تونس، أخيراً، إنّه "اتُفق أن يُعرض ما تم التوصل إليه في الجولة الثانية لحوار الدوحة على قيادتَي الحركتَين لاعتماده. بالنسبة لحركة حماس، تم اعتماد الاتفاق لكننا فوجئنا بمماطلة من جانب وفد فتح، بعد ذلك وصلتنا تسريبات تقول، إنه جرى الاعتراض في اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح على ما تم التوافق عليه".
ويضيف حمدان، أنّ "عدداً من أعضاء اللجنة المركزية في حركة فتح اعتبر أن المسؤول عن ملف المصالحة الفلسطينية، عزام الأحمد، تجاوز التفويض الممنوح له، وكان الاعتراض من الرئيس الفلسطيني تحديداً، وحتى الآن لم يتّصل الأحمد لتحديد موعد جديد. ويلفت إلى أنّهم فوجئوا بـ"تصريحات جديدة من فتح تقول، إنهم يتمسكون بما تم الاتفاق عليه في اتفاق 2011، واتفاق الدوحة"، متسائلاً عن الأسباب التي تدعوهم لعقد لقاءات واتفاقات تفصيلية جديدة، "هذا يعني أن فتح تحاول تضييع الوقت ليتم بناء عملية سلام جديدة مع الثنائي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب يسرائيل بيتينو، المرشح لمنصب وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان".
وكشف الأحمد، في لقاء مع برنامج "العربي اليوم" على شاشة "التلفزيون العربي"، في مارس/آذار الماضي، عن أن اتفاق الدوحة نصّ على تشكيل حكومة وحدة وطنية بدلاً من حكومة الوفاق الوطني الحالية، وإجراء انتخابات برلمانية، ورئاسية، ومجلس وطني بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة، على أن يتم تحديد موعد متفق عليه لاستئناف عمل المجلس التشريعي بكامل صلاحياته وعمل اللجان المدنية والمجتمعية. وأكد الأحمد، خلال اللقاء، أنّ الاتفاق ليس جديداً، وإنما جاء لتنفيذ ما حملته ورقة القاهرة التي تم التوقيع عليها عام 2011، بعدما اختيرت مصر راعية لملف المصالحة الوطنية في قمة الجامعة العربية في دمشق.
ويؤكد حمدان أنّه "حتى الآن، لا يوجد أية إشارة إيجابية من فتح تجاه ما تم التوصل إليه في الدوحة، والتسريبات التي تتداولها الطبقة السياسية الفلسطينية تقول، إن فتح تراجعت عما تم الاتفاق عليه". وحول خيارات "حماس" في هذا الشأن، يقول حمدان إن "المصالحة الفلسطينية هي خيارنا ومستمرون فيها حتى تحقيقها. والجهد الذي بذله الأشقاء في قطر مشكور ونأمل أن يتواصل، مع جهود مصر باتجاه دفع الأمور لإنجاز هذه المصالحة". ويلفت إلى أنّنا "في حركة حماس لن نقف في محطة انتظار، سنواصل برنامجنا المقاوم ضد الاحتلال وسنواصل تصعيد المواجهة معه، وسندعو الطبقة السياسية الفلسطينية، والمجتمع الفلسطيني لإنقاذ ليس المصالحة فحسب بل حماية المشروع الوطني الفلسطيني".
وحول نتائج الاتصالات التي أجرتها حركة حماس مع مصر والتي لم ير الشارع الفلسطيني نتائج لها على الأرض، يقول حمدان إن "الأمور لم تصل بعد إلى نهايتها، حتى أنّه يمكن القول، إنه تم ترميم العلاقة بين الحركة ومصر وترتيب الأمور على النحو الذي يرضي الطرفَين"، نافياً في الوقت عينه، أن يكون هناك مواعيد محدّدة، بشكل نهائي، لاستئناف الحوار مع مصر، مستدركاً بالقول، "هناك أفكار تُدرس لكن لا توجد مواعيد محددة".
على صعيد آخر، يؤكد حمدان وجود اتصالات بين حركته وشخصيات أميركية وأوروبية، رافضاً الكشف عن هويتها، وقال إن "هذه الاتصالات مستمرة وقائمة ولم تنقطع، وحماس تسعى من خلالها للدفاع عن قضية ومصالح الشعب الفلسطيني، وتعزيز القناعة لدى الغرب أن مشروع التسوية انتهى نتيجة التعنّت الإسرائيلي". ويلفت إلى أنّ "إسرائيل لا تريد السلام بل إنهاء القضية الفلسطينية، والاستيلاء على كل شيء".