أعرب عدد من أعضاء حزب "الليكود" الإسرائيلي، في جلسة الكتلة الأسبوعية أمس الإثنين، عن امتعاضهم الكبير من التظاهرات التي تلاحقهم عند تنقّلهم في الحيز العام وأمام بيوتهم، بسبب التعديلات القضائية، مطالبين بوضع حدّ لها من خلال قانون يمنعها.
ويأتي ذلك على الرغم من أنّ التظاهرات أمام منازل المسؤولين الإسرائيليين باتت أمراً مقبولاً في السنوات الأخيرة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأنّ أعضاء "الليكود" بحثوا في جلستهم أمس، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطة تقويض جهاز القضاء، وكذلك الاحتجاجات المناهضة لها، كاشفة عن تسجيلات من الجلسة.
وذكر نواب الكتلة أنّ تشويشاً كبيراً طرأ على حياتهم منذ انطلاق التظاهرات، فيما طالب النائب داني دانون بالعمل لاتخاذ خطوات ضد المتظاهرين، واقترح سنّ قانون يحظر التظاهر أمام بيوت منتخبي الجمهور، علماً أن ثمة تقييدات اليوم تحافظ على مسافة بين المتظاهرين ومنازل السياسيين.
بدوره، زعم عضو الكنيست موشيه سعدة، أنّ أحد الناشطين في الاحتجاجات "دعا لمطاردتنا (أعضاء الليكود) في الحيز العام"، مضيفاً أن الناشط هدّد بالإقدام على اتخاذ خطوات معيّنة (لم يحددها) حال عدم التخلّي عن خطة إضعاف القضاء.
بدورها، ذكرت النائبة تالي غوتليب أنّ ممثلي الاحتجاجات يلاحقون كبار المسؤولين في "الليكود" في كلّ تحركاتهم. وأبدى نتنياهو استعداداً لفحص اقتراح النائب دانون، وأظهرت التسجيلات قوله أمام أعضاء حزبه: "لا تتوقفوا، ونحن أيضاً لن نتوقّف. أقول هذا كشخص يواجه هذا في كل مكان. على فكرة، ليست لديهم (أي المتظاهرين) حدود جغرافية عندما يتعلق الأمر برئيس الحكومة. إنهم يصلون إلى لندن، يصلون إلى روما وإلى كل مكان" (في إشارة الى التظاهرات الاحتجاجية التي استقبلته عند سفره في الآونة الأخيرة).
ويأتي ذلك فيما يُتوقع أن يعمل منظمو التظاهرات الاحتجاجية ضد التعديلات القضائية على تصعيد خطواتهم، وتشجيع تظاهرات إضافية أمام بيوت النواب في أحزاب الائتلاف الحكومي. وأشارت القناة 12 إلى أن المحتجين ينوون التركيز على أعضاء كنيست أكثر من غيرهم، لاعتقادهم بأن وقعها عليهم سيكون كبيراً.
واستغل نتنياهو جلسة الهيئة العامة للكنيست التي عُقدت لمناقشة قضايا العنف والجريمة في المجتمع العربي داخل الخط الأخضر، بعد ساعات من اجتماع كتلة "الليكود"، للحديث عن التظاهرات ضد التعديلات القضائية، وادّعى في خطابه بأن جزءاً من المتظاهرين يهدد النواب.
وأضاف نتنياهو في هذا السياق، أن ما يهم المتظاهرين هو إزعاج أعضاء "الليكود" والائتلاف الحكومي، "لكي لا يحظوا بلحظة هدوء واحدة"، وأنهم "باسم حرية التعبير، يعتدون على الوزير آفي ديختر، يطردون النائب بوعز بيسموت، ولا يسمحون لرئيس لجنة التشريع البرلمانية سيمحا روتمان بإلقاء خطاب في جامعة تل أبيب".
يذكر أنّ روتمان، أحد قادة التعديلات القضائية، وصل إلى جامعة تل أبيب، يوم الأحد الماضي، تحت حراسة مشددة، للمشاركة بمؤتمر بشأن التعديلات، وقوبل باحتجاج من معارضي خطة إضعاف القضاء الذين حاولوا منعه من دخول مبنى المؤتمر، كما حاولوا منعه من الخروج بعد انتهائه، ما استدعى تدخل الشرطة. ووصف المحتجون روتمان بأنه "فاشي"، ودعوا إلى "محاصرته"، كما رددوا شعارات ضد التعديلات من قبيل "ديمقراطية".