بعد يوم واحد من تعيينه وزيراً للداخلية، تولى حيات الله حيات مهامه رسميا اليوم السبت، وذلك وسط استياء رئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله بسبب إقالة وزير الداخلية السابق مسعود أندرابي، أحد المقربين منه، وتعيين حيات مكانه.
وقال عبد الله عبد الله، في بيان مقتضب اليوم السبت، إن الرئيس الأفغاني أشرف غني قام بإقالة وزير الداخلية مسعود أندرابي من دون وجود مبرر، ومن دون التشاور معه ومع معسكره.
كما أكد عبد الله أن الخطوة تعارض روح التوافق المبرم بينه وبين الرئيس الأفغاني، والذي بموجبه انتهى الخلاف الناجم عن الانتخابات بين غني وعبد الله المتنافسين في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في سبتمبر/أيلول من عام 2019.
ولم تعلق الرئاسة الأفغانية على بيان عبد الله، غير أن بدء حيات مهامه وزيرا للداخلية صباح اليوم، وبهذه العجالة، تؤكد أن الرئاسة الأفغانية مصممة على المضي قدما في قرارها.
وأشار المحلل الأمني إسماعيل وزيري، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "لا يبدو أن الرئيس الأفغاني أشرف غني سيراجع قراره مجددا، إذ إن هذه الخطوة كانت منتظرة، حيث إن الجميع يعرف أن وزير الداخلية قد فشل في ضبط الأوضاع، وكان الجميع يطلبون تغييره".
وأوضح وزيري أن وزير الداخلية المقال "لم يفشل فقط في مواجهة هجمات طالبان وهجمات المسلحين، بل أيضا في التصدي للعصابات الإجرامية، حيث أضحت الحياة في العاصمة كابول وفي المدن الرئيسية شبه مستحيلة، والداخلية الأفغانية كانت قد فشلت في التصدي لها، علاوة على فشله في محاربة الفساد المالي والإداري، إذاً تغيير وزير الداخلية كان أمراً لا بد منه، إلا أنه بموجب الاتفاقية كان المفروض أن يتم التشاور مع عبد الله".
أبرمت الاتفاقية بين غني وعبد الله على تقاسم السلطة بوساطة بعض الوجوه السياسية الأفغانية في شهر مايو
وأبرمت الاتفاقية بين غني وعبد الله على تقاسم السلطة بوساطة بعض الوجوه السياسية الأفغانية في شهر مايو/أيار من العام الماضي، لإنهاء الصراع الناجم عن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في سبتمبر من عام 2019، حيث أعلنت لجنة الانتخابات فوز غني، ولكن عبد الله أيضا اعتبر نفسه رابحا، وقد أدى كل من غني وعبد الله في مارس/آذار من العام الماضي اليمين الدستورية. لاحقا انتهى الجدل بين الطرفين بموجب تلك الاتفاقية التي تنص على تعيين عبد الله 50 في المئة من الوزراء، بينما يقوم غني بتعيين 50 في المئة أيضا.
وكانت وزارة الداخلية من نصيب عبد الله، بينما وزارة الدفاع من نصيب غني. وعندما قرر الرئيس الأفغاني إقالة وزير الداخلية أنداربي أمس وتعيين أحد المقربين منه مكانه، وهو حيات الله حيات، كان متوقعا رد فعل عبد الله.
وكان الرئيس الأفغاني أيضا قد قرر أن يتولى ياسين ضياء مهام وزير الدفاع بالوكالة إلى حين عودة وزير الدفاع أسد الله خالد إلى منصبه، مع حفاظه على منصب قائد الجيش، حيث إن الوضع الصحي لخالد ليس جيد وهو في رحلة علاجية خارج البلاد. ورغم أن ياسين ضياء من المقربين لعبد الله، إلا أنه لم يتم تعيينه وزيراً للدفاع بشكل دائم.
ويعتبر حيات من المقربين للرئيس الأفغاني، وهو من الوجوه المعروفة في الإدارة ومحاربة الفساد، علاوة على كونه رجلا له جذور في الأوساط القبلية، كونه يتحدر من قبائل خوجياني القاطنة على سفح الجبل الأبيض في شرق البلاد.
ولد حيات في عام 1973 في منطقة خوجياني المجاورة لمنطقة تورا بورا، وكان عضوا فعالا في شورى قبائل خوجياني، قبل أن يتولى منصب حاكم إقليم ننجرهار في الشرق.
وفي فبراير/شباط من عام 2019، تم تعيينه حاكماً على إقليم قندهار، حيث رفضت قبائل قندهار توليه منصب حاكم الإقليم، لكن بعد وساطة بعض الوجوه السياسة مكنته القبائل من تولى المنصب، إلا أن العلاقة بينه وبين قبائل قندهار لم تكن جيدة. قبل شهرين، تمت إقالته من منصب حاكم إقليم قندهار وجاء إلى العاصمة كابول.
أما مسعود أنداربي، وزير الداخلية المقال، فمن إقليم بغلان شمالي البلاد. عمل لأعوام عدة في مختلف المناصب في الاستخبارات الأفغانية قبل أن يتولى منصب وزير الداخلية، وهو من المقربين لعبد الله عبد الله.
هذا، ولا يتوقع استمرار الجدل بهذا الخصوص، لا سيما إذا بقي الجنرال ياسين ضياء، أحد المقربين لعبد الله عبد الله، في منصب وزير الدفاع، في حالة عدم عودة خالد إلى منصبه بسبب المرض، وهو غائب منذ أشهر ويقال إن وضعه الصحي في خطر.