هاجمت قوات الدعم السريع، لليوم الثاني على التوالي، مقر القيادة العامة للجيش السوداني في وسط الخرطوم، حيث تصاعدت ألسنة اللهب من أبراج عدة في قلب العاصمة.
وقال سكان لوكالة "فرانس برس"، إن الاشتباكات التي تدور حول مقر قيادة الجيش تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة.
وكان سكان في العاصمة قد أفادوا، السبت، عن تجدد المعارك في محيط مقر القيادة العامة بعد هدوء لأسبوعين. وأدت هذه الاشتباكات إلى اشتعال النيران في مبانٍ بوسط الخرطوم.
وأكدت نوال محمد (البالغة 44 عاماً) أن معارك السبت والأحد كانت "الأعنف منذ بداية الحرب". وعلى الرغم من أنها تقيم على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من أقرب مناطق الاشتباك، فإن نوافذ بيتها وأبوابه تهتز من جراء قوة الانفجارات.
وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، ألسنة اللهب تلتهم مباني شهيرة، أبرزها البرج الذي يضم مقر ومكاتب شركة النيل، أكبر شركات النفط في البلاد.
اتحاد الوقود و الهواء مخلفاً نار حارقة في برج مباني شركة النيل الكبري لعمليات البترول في الخرطوم .
— منصة سودانيات🇸🇩 Sudaniaat (@sudaniaat) September 17, 2023
السودان بحترق .
تابعونا على منصة #sudaniaat تجدوا الجديد pic.twitter.com/Vwi8G3ZSg7
ويعد المبنى ذو الواجهات الزجاجية والتصميم الهرميّ، من أبرز معالم العاصمة. وأظهرت المقاطع احتراقه بشكل شبه كامل، إذ غطّى اللون الأسود طبقاته مع تواصل تصاعد الدخان منه.
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، قال بدر الدين بابكر المقيم في شرق العاصمة: "من المحزن رؤية هذه المؤسسات تدمّر على هذا النحو". وتساءل "بعد كل هذا الدمار ماذا سيتبقى لهم لحكم البلاد؟".
وقال حاتم أحمد (البالغ 53 عاماً) في تصريح للوكالة ذاتها: "وكأنهم يريدون تحويلها إلى مدينة رماد غير قابلة للسكن".
ومنذ اندلاع المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 إبريل/ نيسان، فرّ أكثر من مليون لاجئ إلى دول الجوار هرباً من ويلات الحرب.
ودمّر النزاع البنى التحتية الضعيفة أصلاً، وتسبب بإغلاق 80 بالمئة من مستشفيات البلاد، وأغرق ملايين الأشخاص في وضع أشبه بالمجاعة الحادة.
وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية. وأظهرت صور جرى تداولها على مواقع التواصل، تهشّم نوافذ مبانٍ عدة في وسط الخرطوم واختراق الرصاص جدرانها.
وقال شهود في حي مايو بجنوب الخرطوم إنهم "سمعوا دوي قصف مدفعي كثيف على مواقع قوات الدعم السريع في (منطقة) المدينة الرياضية" المجاورة.
وسقط 51 قتيلاً على الأقل، الأسبوع الماضي، في قصف استهدف سوقاً في حي مايو، وفق الأمم المتحدة.
والأحد ندّدت لجنة للمحامين، مؤيدة للديمقراطية، بسقوط عشرات القتلى المدنيين في المعارك المستمرة منذ الجمعة. وفي ولاية شمال كردفان (350 كيلومتراً غرب العاصمة)، تبادل الجيش وقوات الدعم السريع القصف المدفعي الأحد، بحسب ما أفاد سكان.
ومنذ اندلاع الحرب، وقعت أشد المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان، حيث شنت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها هجمات على أساس عرقي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق جديد في جرائم حرب محتملة.
وكان إقليم دارفور مطلع القرن الحالي مسرحاً لنزاع دامٍ أوقع 300 ألف قتيل، وأدى الى نزوح أكثر من 2,5 مليون سوداني، بحسب الأمم المتحدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)