يخوض الاتحاد المسيحي الذي يضم حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "المسيحي الديمقراطي" والشقيق الأصغر "الاجتماعي المسيحي" في بافاريا، مساء اليوم الأحد، أولى جولات المحادثات التمهيدية مع الحزب "الليبرالي الحر" الذي لقب بصانع الملك "بعد أن فرضته نتائج انتخابات البوندستاغ الأحد الماضي طرفا أساسيا في أي ائتلاف حكومي مستقبلي".
ويعاني حزب ميركل بعد خسارته أمام "الاشتراكي الديمقراطي" من وضع محرج قد يكون فيه خارج السلطة في حال تعثرت مفاوضاته مع "الخضر" و"الليبرالي" من أجل تشكيل "ائتلاف جامايكا".
في الوقت نفسه يحاول "الاشتراكي الديمقراطي" الفائز بفارق بسيط على الاتحاد المسيحي العودة لدخول المستشارية عبر تشكيل ائتلاف "إشارات المرور" مع "الخضر" و"الليبرالي الحر" .
وعلى ما يبدو فإن المفاوضات لن تكون سهلة على حزب المستشارة الذي قاد الحكم لأربع ولايات متتالية منذ عام 2005 ، وذلك بحكم الخلافات والضغوط التي تمارس على زعيمه المرشح لمنصب المستشار أرمين لاشيت مع ارتفاع الأصوات داخل حزبه التي حمّلته سبب الخسارة التاريخية، حتى إن بعض مسؤولي الحزب طالبوه بالاستقالة، فيما بدأ آخرون يقدمون أوراق اعتمادهم لقيادة الحزب العريق والترشح لخلافة لاشيت في زعامة الحزب.
ويحاول زعيم "الليبرالي الحر" كريستيان ليندنر، الضغط على الاتحاد المسيحي في محادثات اليوم، مشيرا في حديث مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ"، إلى "ضرورة توضيح ما إذا كان الاتحاد المسيحي يريد حقًا قيادة الحكومة"، مؤكدًا أن حزبه مستعد لإجراء محادثات جادة مع حزب ميركل، وأن تقاطع الملفات مع الاتحاد المسيحي أكبر مما هي مع "الاشتراكي الديمقراطي".
ودعا ليندنر إلى إنهاء مفاوضات الائتلاف وتشكيل الحكومة سريعًا وقبل عيد الميلاد المجيد، مؤكدًا ضرورة التغلب على ركود كورونا بشكل أفضل.
وأكد أن هناك خطين أحمرين لحزبه في المفاوضات مع الأطراف الأخرى، وهما "الامتثال لفرملة الديون والتنازل عن فكرة الزيادات الضريبية".
من جهته، قال الأمين العام لـ"المسيحي الديمقراطي" بول زيمياك، إن حزبه يأخذ المحادثات على محمل الجد، مشيرًا إلى أنهم يريدون بناء تحالف من أجل الاستدامة المتعلقة بحماية المناخ وتمويل الدولة إلى الرقمنة والتحديث.
وأشارت صحيفة "هاندلسبلات"، إلى أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن ائتلاف "إشارات المرور"، مؤكدة أن تحالف "جامايكا" قد يقضم أي فرصة لوصول "الاشتراكي".
وعن المحادثات التمهيدية حول الائتلاف المقبل، اعتبر فولكر كروننبرغ البروفسور في العلوم السياسية في جامعة بون، خلال حديث مع "إيه آر دي" الإخبارية، ضرورة إجراء جميع الأطراف لقاءات استكشافية بعد أن شنوا حملات ضد بعضهم بعضاً لإيجاد أرضية مشتركة، مؤكدا أن الأمر يصبح أكثر صعوبة عند التطرق إلى ملفات زيادة الضرائب أو خفضها أو حول ضريبة الثروة والشؤون المالية إلى سياسة المناخ ونقل الطاقة.
ويشير إلى ضرورة الاستقصاء حول العديد من القضايا والموضوعات الدقيقة والملحة، وإجراء المزيد من التفاوض بعد إيجاد الشريك المناسب، مع ضرورة الانتباه إلى عدم التضحية وفقدان الناخبين.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد المسيحي سيجري محادثات مماثلة مع "حزب الخضر" يوم الثلاثاء المقبل، على أن تجرى محادثات بين "الاشتراكي الديمقراطي" و"الليبرالي الحر" و"الخضر" اليوم، بعد أن خاض الحزبان "الليبرالي" و"الخضر" جولتين من المحادثات.