أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، اليوم الأربعاء، أن برلين تعتزم سحب قواتها المنتشرة في أفغانستان اعتباراً من الرابع من يوليو/تموز، فيما تسحب واشنطن قواتها من هذا البلد بحلول 11 سبتمبر/أيلول.
وقال المتحدث لوكالة "فرانس برس": "في الوقت الحاضر، تسير المداولات الجارية (...) في اتجاه تقصير فترة الانسحاب، ويتم طرح تاريخ للانسحاب في الرابع من يوليو".
يأتي هذا في وقت أعلن فيه قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي، الثلاثاء، أنّ الجيش الأميركي سيبدأ مفاوضات مع دول عدة قريبة من أفغانستان من أجل إعادة تموضع القوات في المنطقة بعد انسحابها من أفغانستان بهدف منع صعود جديد لتنظيم "القاعدة".
وقال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، في جلسة استماع في الكونغرس: "نستعد حالياً لمواصلة عملياتنا لمكافحة الإرهاب في المنطقة، لضمان بقاء المنظمات المتطرفة العنيفة التي تسعى من أجل البقاء في المناطق النائية الأفغانية تحت ضغط ومراقبة مستمرين".
وأوضح أنّ الهدف هو التمكّن من مواصلة عمليات المراقبة والاستطلاع فوق الأراضي الأفغانية بعد انسحاب قوات التحالف الدولي، التي دخلت أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، والتي تبناها تنظيم "القاعدة" في ذلك الحين بدعم من حركة "طالبان".
ومع أن الحركة وعدت بمنع أي هجوم على الأراضي الأميركية بعد انسحاب القوات الأجنبية، يخشى الجيش الأميركي من أن يسمح انسحاب التحالف بعودة جماعات مثل "القاعدة" أو تنظيم "داعش"، مع خطر انهيار الحكومة الأفغانية.
وقال المسؤول العسكري خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس النواب: "سننظر في جميع دول المنطقة، وسيتواصل دبلوماسيّونا معهم، وسنناقش أين يمكننا وضع هذه الموارد"، مؤكداً أنه "حتى الآن ليس لدينا اتفاق من هذا النوع".
وامتنع الجنرال ماكينزي عن تحديد حجم إعادة الانتشار هذه أو البلدان المعنية، لكنه قال إنه يعتزم تقديم خيارات لوزير الدفاع لويد أوستن "بحلول نهاية الشهر" الجاري.
وتحدث عن احتمال شن غارات جوية من دول مجاورة. وقال إنّ هذا النوع من العمليات "يتطلب دعماً كبيراً من أجهزة الاستخبارات"، مذكراً بأنّ الولايات المتحدة ستفقد هذا الدعم مع الانسحاب الذي يفترض أن يبدأ في الأول من مايو/ أيار وينتهي بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.
وأكد الجنرال الأميركي أنه "عندما نكون قد غادرنا البلاد ولا نملك هذا النظام البيئي القائم حالياً (...) لن يكون ذلك مستحيلاً ولكنه سيكون صعباً".
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز قد أكد، الأسبوع الماضي، أنه "عندما ينسحب الجيش الأميركي ستتضاءل قدرة الحكومة على جمع المعلومات والتهديدات"، لكنه وعد بأن تحتفظ وكالة الاستخبارات "بقدرات" في أفغانستان. وقال بيرنز إن "بعضها سيبقى هناك وبعضها سيتم إحداثه".
(فرانس برس)