"أمان" تنشئ وحدة خاصة لرصد تحركات الحوثيين: "من دون استهداف قادتهم لن يرتدعوا"

29 ديسمبر 2024
استهدف القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء برج المراقبة، 27 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه إسرائيل تحديات في استهداف قادة الحوثيين في اليمن، مع التركيز على مهاجمة المنشآت الحيوية الوطنية كخيار أفضل رغم صعوبة تعقب القيادة الحوثية.
- تعمل شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" على إنشاء وحدة مستقلة لجمع المعلومات بالتعاون مع جيوش وأجهزة استخبارات أجنبية لتسريع عمليات الاستقصاء حول الحوثيين.
- تسعى إسرائيل لإنشاء تحالف أوسع لتعزيز الهجمات ضد المنشآت الحيوية واستهداف شخصيات بارزة، مع التركيز على الإضرار بسلسلة التوريد الخاصة بالحوثيين لتحقيق الردع.

تقر إسرائيل بالصعوبة الكامنة في استهداف القادة الحوثيين في اليمن، فيما تواجه تل أبيب تحديات جمّة قد تطيل المواجهة مع الحوثيين بسبب الغارات التي يشنّها سلاح الجو الإسرائيلي على منشآت حيوية خصوصاً في الحُديدة وصنعاء.

مع ذلك، نقل موقع "والا" الإلكتروني، اليوم الأحد، تأكيد مسؤولين في الجيش الإسرائيلي أن مهاجمة المنشآت الحيوية الوطنية في اليمن "هي الخيار الأفضل"؛ إذ إن إنشاء بنك أهداف لاستهداف الحوثيين "يمثل تحدياً كبيراً لإسرائيل، خصوصاً أن القيادة الحوثية تختبئ ولا يمكن تعقبها أو جمع معلومات استخبارية عنها". أمّا التحدي الآخر، فيتمثل في تشكيل تحالف واسع لشن هجمات مكثّفه لأنه من دون ذلك فإن الحملة العسكرية ضد اليمن "ستكون طويلة"، فيما أوعز رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، بالاستعداد لـ"سيناريوهات متطرفة"، مثل محاولات الحوثيين تنفيذ هجمات من البحر على السفن والشواطئ.

ووفقاً للموقع، فقد انعقدت مؤخراً جلسات مغلقة بين مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تداول خلالها المجتمعون بالصعوبات التي تواجهها تل أبيب في شن الهجمات على اليمن، مرجحين أن العدوان الإسرائيلي ضد الحوثيين "سيكون أطول مما كانوا يعتقدون"، وأنه بهدف ردع الحوثيين ثمة حاجة إلى عدّة إجراءات، في مقدمتها "تسريع عمليات الاستقصاء وجمع المعلومات من قبل مختلف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن الحوثيين، وتكوين خبرة معرفية حول اليمن وجماعة الحوثي في المنطقة الجغرافية البعيدة جداً عن حدود إسرائيل".

وفي هذا الإطار، لفت الموقع العبري إلى أن شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال "أمان" والتي يقودها اللواء شلومي بيندر، "شرعت بالفعل في هذه المرحلة في عدة إجراءات لإنشاء وحدة مستقلة لتجميع المعلومات ورصد تحركات ونشاطات الحوثيين، بضمن ذلك جمع المعلومات بمساعدة جيوش وأجهزة استخبارات أجنبية تتقاطع مصالحها مع إسرائيل، ضد الحوثيين".

إضافة إلى ما تقدم، ذكر الموقع أنه ثمة "توجه من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي لإنشاء تحالف أوسع بكثير من التحالف القائم ضد الحوثيين، وذلك عبر تعزيز وزيادة الهجمات ضد المنشآت الحيوية الوطنية في اليمن، والبنى التحتية التي تدعم التنظيمات المسلحة هناك، بما في ذلك استهداف شخصيات بارزة من جماعة الحوثي". وعزا "والا" التوجه المذكور إلى "كون أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تصطدم بتقيدات وصعوبات في تحديد أهداف ذات قيمة عالية في اليمن"، في إشارة إلى أهداف قد يدفع تدميرها الحوثيين إلى التراجع عن "جبهة الإسناد" التي افتتحوها جزءاً من "دعمهم لغزة" ضد حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

ويرى مسؤولون كبار في الجيش أن استهداف المنشآت الحيوية في اليمن هي "الخيار الأفضل"، مع ذلك تؤيد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "استهداف قادة الحوثيين ومقدراتهم بشكل مباشر". لكن بحسب المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى الجيش الإسرائيلي، كما ينقل الموقع، فإن "كبار قادة التنظيم يختبئون في الكهوف، وهو ما يُصعّب العثور عليهم؛ إذ يتبعون نموذج (اختباء) على النمط الذي اتبعه تنظيم القاعدة في أفغانستان".

وفي السياق، ذكر الموقع أنه خلال مداولات عقدتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قدم عدد من الجنرالات في الجيش الإسرائيلي موقفاً واضحاً مفاده بأنه "من دون الإضرار بسلسلة التوريد الخاصة بالحوثيين ومن دون إجراءات مضادة تستهدفهم، سيكون صعباً تحقيق الهدف المنشود بردعهم"، وذلك خلافاً لتوصيات سابقة باستهداف إيران مباشرة بدلاً من الحوثيين، من أجل ردع الأخيرين.

إلى ذلك، نقل الموقع عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله "الحوثيون تنظيم مستقل ولن يوقفوا عملياتهم ضد إسرائيل إذا هاجمنا إيران. وقد ثبت مؤخراً أنه حتى عندما تطلب منهم إيران التوقف، لا يصغون حقاً. ولكي نحقق نتيجة ينبغي ضربهم".

المساهمون