أعلن قصر الإليزيه، اليوم الخميس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قررا خلال لقائهما في باريس "توحيد جهودهما من أجل تبديد صعوبات الوصول إلى ضحايا الزلزال في سورية".
وقالت الرئاسة الفرنسية غداة اجتماع زعيمي البلدين "لقد اتفقا على مواصلة وتوحيد الجهود التي تبذلها فرنسا وقطر لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسورية، ولتبديد صعوبات الوصول خصوصاً إلى السكان السوريين في شمال غربي البلاد، في أسرع وقت".
وتعرضت سورية وتركيا، في السادس من فبراير/شباط الجاري، لزلزال شديد خلّف نحو أربعين ألف قتيل، بينهم 3600 على الأقل في سورية.
وسُجل دمار كبير في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري شمالي محافظة حلب وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، حيث يعيش نحو أربعة ملايين شخص.
وفي وقت سابق اليوم، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، تواصل حملة المساعدات القطرية للمتضررين من الزلزال الذي وقع في جنوب تركيا وشمال غرب سورية، مشدداً على أن موقف قطر من النظام السوري "لم يتغير".
وأشار إلى أن حجم المساعدات القطرية الفورية لضحايا الزلزال بلغ نحو 58 مليون ريال قطري (نحو 16 مليون دولار أميركي) بأشكال مختلفة نقدية وعينية، فضلاً عن 168 مليون ريال قطري (46 مليون دولار أميركي)، من بينها 50 مليون ريال (14 مليون دولار أميركي) تبرع بها أمير قطر، ضمن حملة "سند وعون" لمصلحة متضرري الزلزال في تركيا وسورية.
وأضاف الأنصاري أن صندوق قطر للتنمية عمل على تلبية الحاجات المستعجلة لفرق "الخوذ البيضاء" في شمال غرب سورية، عبر معبر باب الهوى بالتنسيق مع الجانب التركي، من خلال توفير الوقود اللازم لتشغيل سيارات الإسعاف، كما قدم بعض سيارات الإسعاف والآليات الثقيلة للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ وإخراج الناجين والضحايا من تحت الأنقاض، لافتاً إلى التحديات اللوجستية الكبيرة في هذا الجانب.
في سياق آخر، أكد المتحدث موقف دولة قطر الثابت من النظام السوري، مضيفاً أن الأسباب التي أدت إلى تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية ما زالت قائمة.
إلى ذلك، أشاد ماكرون والشيخ تميم "بتعميق الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا وقطر" وبـ"تشاورهما" حول "كل الموضوعات الإقليمية والدولية"، بحسب بيان باريس، واعدين بـ"تكثيف العمل من أجل تعميق العلاقة الثنائية"، خصوصا "على الصعيد الاقتصادي وفي الاستثمارات، وكذلك في مجالي الدفاع والأمن".
والعلاقات بين فرنسا ودول الخليج وثيقة. وزار ماكرون الدوحة مرتين في ديسمبر/كانون الأول لحضور مباريات المنتخب الفرنسي لكرة القدم في إطار كأس العالم، مشيدا بتنظيم قطر لهذه البطولة.
(فرانس برس، العربي الجديد)