استقبل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، في مكتبه في الديوان الأميري، رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، والوفد المرافق الذي يزور الدوحة.
وقال الديوان الأميري، على موقعه الإلكتروني، إنه جرى خلال المقابلة، "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه تنميتها وتعزيزها، ومناقشة مستجدات الأوضاع في ليبيا، بالإضافة إلى مناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية".
سمو الأمير المفدى يستقبل دولة السيد عبدالحميد محمد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية بدولة ليبيا الشقيقة والوفد المرافق، بمناسبة زيارته للبلاد، وذلك في مكتبه بالديوان الأميري. https://t.co/b0vsruUDcp pic.twitter.com/pxamyG0gVA
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) September 8, 2022
وكان المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، قد أعلن في منشور على صفحته في "فيسبوك"، أنّ الاجتماع مع أمير قطر، الذي حضره نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، "قد ركّز على ضرورة دعم الجهود الدولية لإجراء الانتخابات في ليبيا، باعتبارها الخيار الوحيد للشعب الليبي للوصول إلى الاستقرار ورفضه المراحل الانتقالية".
وضمّ الوفد الليبي الزائر إلى جانب الدبيبة، كلاً من وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي ووزيري الدولة للاتصال والشؤون السياسية وشؤون مجلس الوزراء والسفير الليبي في الدوحة.
عقيلة صالح يتوجّه إلى الدوحة.. هل يلتقي الدبيبة؟
إلى ذلك، كشفت مصادر برلمانية ليبية عن توجّه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إلى العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس، لإجراء زيارة تلبية لدعوة من الجانب القطري.
ووفقاً لمعلومات المصادر، التي تحدثت لــ"العربي الجديد"، فإنّ صالح سيلتقي عدداً من المسؤولين القطريين، لبحث ملف الخلاف الحكومي القائم في ليبيا، مشيرةً إلى أنه سيسعى لحشد الدعم القطري للحكومة المكلفة من مجلس النواب، برئاسة فتحي باشاغا.
وعن إمكانية لقاء صالح الدبيبة، الموجود في الدوحة حالياً، أكدت المصادر أنّ "مثل هذا اللقاء غير مبرمج في زيارة رئيس مجلس النواب"، لكنها لم تنفِ إمكانية إدراجه، لافتة إلى أنّ صالح تلقّى دعوة لزيارة الدوحة منذ مدة.
ولا يزال صالح متمسّكاً بضرورة تمكين الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، ورفض استمرار الدبيبة وحكومته في السلطة، وآخر مواقفه في ذلك مطالبته للأمين العام لجامعة الدولية العربية، أحمد أبو الغيط، بضرورة دعم الجامعة العربية لباشاغا وحكومته.
وأشار صالح، في خطاب وجهه إلى أبو الغيط، أمس الأربعاء، إلى أنّ مجلس النواب "الجسم الشرعي الوحيد والمنتخب والمعترف به دولياً"، وأنّه "يمارس سلطاته وصلاحياته المنصوص عليها في الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي".
وأوضح عدة أسباب تتعلق بسحب مجلس النواب الثقة من حكومة الدبيبة، ومنها "فشلها في أن تكون حكومة وحدة وطنية حقيقية وفاعلة تهيّئ المناخ السياسي والاقتصادي والأمني، تمهيداً لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر، بالإضافة إلى الفشل في مدّ جسور الثقة بين الليبيين في الغرب والشرق والجنوب، وفي توحيد مؤسسات الدولة، وتعميقها للانقسام السياسي والاجتماعي، وتحولها إلى مظلة حامية للمليشيات والعصابات المسلحة"، بحسب قوله.
وشدد صالح على أنّ حكومة باشاغا "ستضطلع بذات المهام المنصوص عليها في الاتفاق السياسي"، معتبراً أنّ محاولات بعض الدول لدعم بقاء حكومة الدبيبة يُعَدّ "دعماً ومساندة للمليشيات المسلحة"، وفق رأيه.
وفي ختام الخطاب، طالب صالح بـ"دعم الحكومة الجديدة لتمارس مهامها من خارج مدينة طرابلس، إلى حين افتكاكها وتحريرها من قبضة المليشيات والعصابات المسلحة"، على حد قوله.
وجاء خطاب عقيلة صالح بعد يوم من ترؤس ليبيا الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الـ158 لمجلس وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، الذي مثلت فيه وزير خارجية حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، ليبيا، وسط اعتراض مصري.
والتقت المنقوش وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي، على هامش جلسة وزراء الخارجية العرب في القاهرة، أول أمس الثلاثاء، لبحث العلاقات الثنائية التي تربط البلدين.
وبحسب بيان لوزارة خارجية حكومة الوحدة الوطنية، فإنّ لقاء المنقوش والوزير القطري ناقش "مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا؛ بما يعزز المصالح المشتركة لدعم مسيرة العمل العربي المشترك".
وتشهد ليبيا، منذ مارس/آذار الماضي، صراعاً حول السلطة بين الحكومتين، حيث تسيطر حكومة الدبيبة على العاصمة ومؤسسات الدولة السيادية والمالية، وترفض تسليم السلطة إلا بعد إجراء الانتخابات. وتقابلها حكومة باشاغا المدعومة من جانب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والمقبولة في مناطق اللواء المتقاعد خليفة حفتر، شرقيّ البلاد وجنوبيّها، والتي تطالب بدخول طرابلس، وحاولت ذلك في ثلاث مناسبات، وتتخذ الآن من مدينة سرت مقراً مؤقتاً لها.