وصل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء اليوم الجمعة، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وكان في استقباله لدى وصوله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي من المنتظر أن يجتمع بأمير قطر في جلسة مباحثات غداً السبت.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية إنه من المنتظر أن تتضمن الزيارة "عقد مباحثات ثنائية بين الزعيمين لتناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلاً عن التباحث حول تطورات القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وتُعتبر زيارة أمير قطر إلى مصر الأولى إلى البلاد، منذ اتفقت مصر وقطر العام الماضي على إنهاء الخلافات بين البلدين.
وكانت الزيارة السابقة للشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى مصر في عام 2015، وكان قد التقى الرئيس السيسي للمرة الأولى منذ الخلاف في قمة بالعراق العام الماضي.
وكان في استقبال أمير دولة قطر في مطار القاهرة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين القطريين، وسفير دولة قطر لدى مصر سالم بن مبارك آل شافي، والسفير عمرو الشربيني سفير جمهورية مصر العربية لدى قطر، وأعضاء السفارة القطرية.
وقال سفير دولة قطر لدى مصر سالم مبارك آل شافي إن زيارة أمير قطر "من شأنها أن تدفع قدمًا بمسار العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، وأن تعزز المنحى الإيجابي الملاحظ لها منذ اتفاق العُلا بالمملكة العربية السعودية في 5 يناير 2021".
وأضاف سالم مبارك آل شافي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، أن "زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمصر ولقاءه مع شقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي يأتيان تتويجًا للجهود والاتصالات وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين على مدى الأشهر الماضية، ويصبان في صالح علاقات التعاون الحالية والمستقبلية بين البلدين في كافة المجالات".
وأشار السفير آل شافي إلى أن "الظروف الحالية التي يمر بها العالم وحالة عدم اليقين وعدم الاستقرار تفرض العديد من التحديات أمام الحكومات والشعوب، ما يتطلب التشاور بين قيادتي البلدين لتبادل الرؤى ووجهات النظر إزاء التعامل الأمثل مع هذه المسائل والقضايا".
وأشاد الدبلوماسي القطري بـ"المستوى الذي بلغته العلاقات القطرية المصرية منذ تسلمه مهام عمله سفيرًا لدولة قطر لدى جمهورية مصر العربية"، وأثنى على "الزخم المتزايد في الحراك المتعلق بها، خاصة بعدما شهدت الفترة الماضية انعقادًا منتظمًا للجنة المتابعة بين البلدين، وزيارات متبادلة على المستوى الوزاري وعلى مستوى كبار المسؤولين، وهي الزيارات التي أسست لتعاون مستقبلي يحقق المصالح المشتركة للبلدين في ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني"، على حد قوله.
وأكد السفير القطري أن "العلاقة مع مصر أخوية وتاريخية"، موضحًا أن قطر "تُعتبر مستثمرًا رئيسيًا بمصر في جميع القطاعات، وستستمر استثماراتها في مصر، كما استمرت الروابط التاريخية بين البلدين".
وأعرب سفير دولة قطر بالقاهرة عن أمله في أن "تحقق الزيارة النتائج المرجوة منها، وأن تفتح آفاقًا أرحب في مسار التعاون والعمل المشترك بين البلدين".
وكان أمير قطر قد غادر، عصر اليوم الجمعة، مدينة كيغالي بعدما شارك في اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث السادس والعشرين الذي عقد بجمهورية رواندا الصديقة، متوجهاً إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة رسمية، وفق ما أفاد به الديوان الأميري في بيان.
وكانت مصادر قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، أن أمير دولة قطر سيقوم، الجمعة، بزيارة رسمية إلى مصر يلتقي فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتعد هذه الزيارة الأولى لأمير قطر إلى مصر منذ سنوات.
وكانت العلاقات المصرية – القطرية قد شهدت تطوراً منذ إتمام المصالحة الخليجية في قمة العُلا في 5 يناير/كانون الثاني 2021.
وشهدت الأشهر الماضية تبادلاً للزيارات الرسمية على مستوى الوزراء بين البلدين. وسبق أن تلقى أمير دولة قطر دعوة من الرئيس المصري لزيارة القاهرة، ردّاً على دعوة تلقاها السيسي في وقت سابق لزيارة الدوحة.
وسبق أن ثمّن الرئيس المصري، خلال استقباله نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مارس/آذار الماضي، التقدم الملموس في مسار العلاقات المصرية ـ القطرية، مشيداً بـ"الدور الهام الذي تقوم به دولة قطر في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية".