عقد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في الديوان الأميري في العاصمة الدوحة، اليوم الثلاثاء.
وبحسب بيان الديوان الأميري، عبّر الشيخ تميم عن سعادته بالإعلان اليوم عن الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين قطر واليابان إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، موضحاً أنّ هذا الإعلان "سوف يسهم في تطوير التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وأشار أمير قطر إلى مستويات التعاون بين البلدين في جميع المجالات لاسيما في مجال الطاقة.
من جانبه أشاد رئيس الوزراء الياباني بالشراكة اليابانية القطرية على مختلف الصعد، منوهاً بالإعلان عن رفع مستوى الشراكة إلى المستوى الاستراتيجي من أجل تعزيز العلاقات الثنائية لاسيما في الطاقة والاقتصاد والدفاع والأمن والتبادل الأكاديمي.
وبحثت الجلسة علاقات التعاون القائمة بين البلدين لا سيما في مجالي الاقتصاد والطاقة، إضافة إلى استعراض آفاق التعاون في القطاعات المختلفة. كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وفقاً للديوان الأميري.
وتندرج زيارة كيشيدا إلى قطر التي وصل إليها في وقت سابق اليوم الثلاثاء، ضمن جولة خليجية، في إطار الحراك الدبلوماسي المكثف الذي تشهده الدوحة حالياً.
وتعكس الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والإعلان المشترك بشأن إقامة آلية حوار استراتيجي، الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية وتشجيع التعاون المستمر في مختلف المجالات.
وأكد كيشيدا على أهميَّة زيارته إلى قطر اليوم، خاصةً أنَّها الأولى له منذ توليه منصبَ رئاسة الوزراء، واصفاً العلاقات بين البلدين بالوطيدة مع وجود إمكانيات كبيرة لتطوير التعاون الثنائي.
وقال في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إنَّ دولة قطر تعتبر "شريكاً مهمًاً" لبلادِه، وإنه على مدى نصف القرن الماضي، طوَّرت اليابان وقطر علاقتهما بشكل مطرد ليس فقط في مجال الطاقة، ولكن أيضًا في مختلف المجالات.
واعتبر أنَّ الإمداد الثابت من الغاز الطبيعي المسال والنفط القطري يعد داعمًا للنمو الاقتصادي لليابان لسنوات عديدة، ما مكَّن كلا البلدَين من بناء علاقات قوية على أساس المنفعة المتبادلة، كما لعبت الشركات اليابانية دورًا هامًا في إنشاء مصانع الغاز الطبيعي المسال في دولة قطر على نطاق واسع منذ تسعينيات القرن الماضي.
ولفت رئيس الوزراء الياباني إلى حصول شركة يابانية في فبراير/ شباط 2021 على عقد لتطوير وإنشاء خطوط إنتاج الغاز الطبيعي المسال ضمن مشروع توسعة حقل الشّمال، الذي ينظر إليه باعتباره حجر الزاوية لازدهار قطر. وإلى جانب ذلكَ ساهمت الشركات اليابانية في بناء البنية التحتية الأساسيَّة في دولة قطر عبر مشروعاتٍ عملاقة مثل مترو الدوحة، ومطار حمد الدولي.
وأكَّدَ على أهمية أن تعمل اليابان وقطر بشكل وثيق لتحقيق الاستقرار في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال، والتي تشهد ضغطًا في العرض والطلب.
وتركزت العلاقات الثنائية بين البلدين على الجانب الاقتصادي وفي قطاعي التجارة والطاقة بالدرجة الأولى، إلا أنها بدأت خلال السنوات الأخيرة تتنوع لتشمل مجالات متعددة كالسياسة والأمن والدفاع، والاستثمار، والتعليم، والصحة، والبحوث العلمية والطبية، والعلوم والتكنولوجيا، والسياحة، وتطوير البنى التحتية، وتطوير الموارد البشرية وتدريب الكوادر.
واحتفل البلدان العام الماضي بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات.
وتتوافق رؤى البلدين تجاه حل الأزمات العالمية، بوضع الحوار القائم على مبادئ المساواة والالتزام بالقانون الدولي، أساسا لتحقيق السلم والأمن الدوليين في العالم.
وفي أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، عقدت في مقر وزارة الخارجية في العاصمة اليابانية طوكيو، جلسة الحوار الاستراتيجي الثاني بين حكومتي البلدين.
وناقشت تلك الجلسة توسيع الاستثمارات المشتركة في مجال الطاقة، وتعزيز العلاقات الثقافية، والتعاون وتبادل الخبرات في مجال الأمن السيبراني، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال الدفاعي، وتبادل الخبرات في المجال التكنولوجي، فضلا عن تعزيز الاستثمارات الخاصة..
كما عقدت بالدوحة، منتصف يونيو/ حزيران الماضي، الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين قطر واليابان، وجرى خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي، وسبل دعمها وتعزيزها.
وتعتبر اليابان من أهم الشركاء التجاريين لقطر، سيما في مجال الطاقة، فقطر أحد الموردين الأساسيين للغاز الطبيعي المسال لليابان.
وقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، إذ بلغت قيمة صادرات قطر إلى اليابان عام 2021 أكثر من 43 مليار ريال (الدولار=3.64 ريالات)، فيما شكلت الواردات أكثر من 3 مليارات ريال، ليشكل الفائض التجاري نحو 39 مليار ريال لصالح قطر.
يشار إلى أن كيشيدا بدأ، الأحد، جولة خليجية لمدة 3 أيام، استهلها بزيارة السعودية والإمارات، وهي أول زيارة يجريها زعيم ياباني إلى المنطقة منذ جولة الراحل شينزو آبي في يناير/ كانون الثاني 2020.