اعتبر الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" المغربي المعارض، عبد الإله بنكيران، اليوم الأحد، أنّ التوقيع على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل "كان خطأ" مثلما كان "قانون اللغة العربية وتقنين القنب الهندي خطأ"، لافتاً إلى أنّ "الشعوب لا تقبل التطبيع ولولا أنّ الحدود مغلقة لذهبنا إلى أرض الجهاد".
وقال بنكيران، في كلمة له في مهرجان خطابي نظمته نقابة الاتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابي للحزب الإسلامي، بمناسبة الاحتفال بعيد العمال العالمي، إنّ "المغاربة يعاملون اليهود بأحسن معاملة، لكنهم لن يقبلوا بأن يُقتل إخوانهم الفلسطينيون".
واستنكر بنكيران الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى ومدينة القدس، قائلاً: "أنتم (إسرائيل) تقتلون إخواننا في فلسطين وتريدون منا الترحيب بكم في المغرب"، متهماً الإسرائيليين بعدم مراعاة كون العاهل المغربي الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس.
وكان توقيع الأمين العام السابق لـ"العدالة والتنمية" سعد الدين العثماني بوصفه رئيساً للحكومة المغربية، في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، الذي تم بموجبه استئناف العلاقات، قد أثار موجة غضب داخل الحزب الإسلامي، وخلف انعكاسات سلبية على وحدته وموقعه في المشهد السياسي المغربي بعد انتخابات 8 سبتمبر/أيلول الماضي.
إلى ذلك، شنّ الأمين العام لـ"العدالة والتنمية" هجوماً حاداً على رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب ديفيد غوفرين، على خلفية تصريحات قال فيها إنّ الإسلاميين في المغرب أصبحوا على الهامش بعد الانتخابات الأخيرة.
وقال بنكيران موجهاً كلامه للدبلوماسي الإسرائيلي: "ما دخلك أنت في 8 سبتمبر/أيلول وفي انتخابات المغاربة؟"، مطالباً إياه بتقديم شروحات حول خلفيات إقدام الإسرائيليين على الاعتداء على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، واعتقالهم دون مراعاة لجنسهم ولا سنهم ودون تمييز بين مسن ولا امرأة ولا طفل.
وكان رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، قد أجرى حواراً مع مجلة "جويش إنسايدر" الإسرائيلية، قال فيه إنّ "هناك حفنة من الاحتجاجات ضد استئناف العلاقات مع إسرائيل، ولكن بعد الانتخابات الوطنية الأخيرة في البلاد، أصبحت أقوى الأصوات المعارضة للتطبيع مع الدولة اليهودية (في إشارة إلى الإسلاميين) على الهامش الآن".
وقال غوفرين إنّ "الشعب المغربي يقدر جيداً أهمية السلام مع إسرائيل ويشعر بالارتباط مع اليهود بسبب تواجد هؤلاء على مر العهود في المغرب"، مضيفاً: "قبل وصولي، انحسرت توقعاتي عند مستوى محدد، لكن بعد وصولي لاحظت أنّ الواقع يتجاوز ذلك بكثير. هناك الكثير من الحماس والناس هنا متحمسون للغاية ومتشوقون لزيارة إسرائيل".
وكانت الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" قد عبّرت، في بيان أصدرته في نهاية مارس/آذار الماضي، عن رفضها لتصريحات المسؤول الدبلوماسي، واعتبرتها "تدخلاً مقيتاً في الشأن السياسي الوطني، والشؤون الداخلية لبلدنا".
وقال الحزب إنّ "القضية الفلسطينية قضية وطنية مقدسة عند المغاربة كافة، وإنّ مكانة المسجد الأقصى المبارك هي جزء من عقيدتهم، ومواقفهم في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني معروفة وراسخة".