غير مكترث بمناورات الرئيس الخاسر دونالد ترامب، يعتزم الديمقراطي جو بايدن المضي قدماً في تعيين أبرز المسؤولين في إدارته، ويبدو أنه قد رسى في اختياره للمسؤول الأول عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة على الدبلوماسي أنتوني بلينكن، صاحب الخبرة الطويلة في هذا المضمار.
وبلينكن (58 عاماً) هو أحد مستشاري بايدن الرئيسيّين في مجال السياسة الخارجيّة، وكان المسؤول الثاني في وزارة الخارجيّة الأميركيّة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، عندما كان بايدن يشغل في ذلك الوقت منصب نائب الرئيس، وجون كيري منصب وزير الخارجية.
ولعب بلينكن دوراً محورياً في رسم معالم السياسة الخارجية لإدارة أوباما، بما في ذلك طبيعة الرد الأميركي على اجتياح روسيا لشبه جزيرة القرم في العام 2014، وعملية اغتيال زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في 2011، والحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وبلينكن من أشدّ المؤيّدين للتعدّدية، وسيخلف في هذا المنصب، في حال تعيينه، وزير الخارجيّة الحالي مايك بومبيو المؤيّد لـ"حملة الضغوط القصوى" على إيران، ولسياسة لا هوادة فيها تجاه الصين.
Honored to have @VP, a stalwart champion of Asia rebalance, join 4th Deputy-level US-Japan-Korea trilat in Honolulu. pic.twitter.com/KMk1S6KR5A
— Antony Blinken (@ABlinken) July 15, 2016
وبدأ بلينكن، الذي عاش متنقلا بين نيويورك وباريس، العمل الحكومي في إدارة الرئيس السابق، بيل كلينتون، وقد تمكن بعد بضع سنوات أن يصبح المسؤول الأول عن كتابة خطابات كلينتون المتعلقة بالسياسة الخارجية.
كما تقلد منصب رئيس الموظفين حينما تولى بايدن منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، واشتغل معه خلال حملاته الرئاسية، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ورافق بلينكن بايدن عن قرب خلال توليه منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، حيث اشتغل رفقته في إدارة أوباما على العديد من الملفات، بينها الشأن العراقي، إذ كان وراء صياغة مقترح إقامة ثلاثة أقاليم للحكم الذاتي ببلاد الرافدين.
وبحسب "واشنطن بوست" يوصف بلينكن بأنه صاحب رؤى وسطية حول العالم، لكنه في الآن نفسه يدعم السياسات التدخلية، وقد سبق له أن اختلف مع بايدن بخصوص دعمه التدخل العسكري في ليبيا، وكان من الداعين خلال إدارة أوباما، إلى انخراط أميركي أكبر في سورية.
وبلينكن خريج جامعة هارفارد وجامعة كولومبيا للقانون، وبعد انتهاء ولاية أوباما، قام بتأسيس مكتب "ويستاكسيك" للاستشارات السياسة رفقة ميشيل فلورنوي، المسؤولة السابقة بوزارة الدفاع، التي يرجح أن تتولى منصب وزيرة الدفاع، في سابقة من نوعها.
ووفق تقارير إعلامية، يؤشر اختيار بلينكن في منصب المسؤول الأول عن السياسة الخارجية إلى رغبة بايدن في وضع مسؤولين راكموا خبرة طويلة في المناصب الحساسة بإدارته، وكذا العودة إلى نهج سياسة خارجية تمنح الأولوية لإقامة الشراكات والتعاون، في تناقض صارخ مع المواقف التي نهجها ترامب في أيامه الأولى بالمكتب البيضاوي.
ويعول على بلينكن لقيادة جهود واشنطن للعودة للانضمام لاتفاقات دولية مهمة، مثل اتفاق باريس للمناخ، والعودة لرحاب منظمة الصحة العالمية وإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه ترامب، ومن المرجح كذلك أن يسهر على اتخاذ مواقف أكثر تشدداً اتجاه الصين.