مرّ شهران على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بتاريخ الرابع من أغسطس/آب الماضي، ولا تزال السجون فارغة من المحكوم عليهم. حتى الموقوفون بدأت تبرز محاولات للضغط من أجل إخلاء سبيلهم، وكبار المسؤولين لم يصر إلى استدعائهم إلّا للاستماع إليهم فقط بصفةِ شاهدٍ، وكأنّ المعنيين بالمرفأ هم فقط موظفون إداريون وأمنيون غير مؤتمرين من أهل السياسة وأحزابها.
ولمناسبة مرور شهرين على الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 190 شخصا وشرّدت مئات العائلات وتركت ندوباً عند آلاف الجرحى، وذكريات مؤلمة لن ينساها اللبنانيون، وخلّفت دماراً شوّه العاصمة ومعالمها، وخسائر بمليارات الدولارات، نظّم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، اليوم الأحد، اعتصاماً أمام تمثال المغترب اللبناني، في العاصمة، حيث رفعوا صور أولادهم وأحبائهم، وطالبوا بتحقيق العدل والعدالة، بعيداً من التدخلات السياسية والحزبية، وأمهلوا الرؤساء الثلاثة ميشال عون، نبيه بري، وحسان دياب، وقتاً للتواصل معهم وإطلاعهم على آخر مستجدات التحقيق والنتائج التي تم التوصل إليها بعد ستّين يوماً، وإلّا سيتوجّهون إلى التصعيد.
وبعد مرور المهلة المعطاة للرؤساء الثلاثة من دون أي ردّ، عمد الأهالي إلى قطع أوتوستراد شارل حلو عند المسرب الغربي، بشكل جزئي، قبل أن يُصار إلى فتحه بعد مفاوضات مع القوى الأمنية لتسهيل مرور المواطنين والسيارات.
أشار الأهالي إلى أنّ السلطات اللبنانية وأجهزتها القضائية تتعاطى مع قضية الضحايا باستخفافٍ ومماطلة
وأشار الأهالي إلى أنّ السلطات اللبنانية وأجهزتها القضائية تتعاطى مع قضية الضحايا باستخفافٍ ومماطلة، وقد بدأت روائح التدخلات السياسية لإخراج بعض الموقوفين تفوح في الفترة الأخيرة بذرائع صحية، وأخرى من البوابة القانونية مقابل دفع كفالات مالية، في حين لم يصر إلى توقيف أي وزير سابق أو حالي مختص، علماً أنّه تم الاستماع إليهم فقط من دون اتخاذ أي اجراء بحقهم.
ورفع الأهالي صورا تذكر بالانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب، مع صور أولادهم، ولافتات تطالب بالعدل ومحاسبة المجرمين وترفض المتاجرة بأرواح الضحايا، قبل أن يعمدوا إلى إطلاق بالونات تحمل أسماء الضحايا والمفقودين في سماء العاصمة في مشهدٍ مؤثر جداً.
إطلاق أكثر من 600 بالون في سماء بيروت كتب عليها أسماء شهداء #إنفجار_المرفأ
— RAYAN (@ryan___RK) October 4, 2020
وأسماء المفقودين في ذكرى مرور شهرين على تفجير #مرفأ_بيروت!!
و ولا مسؤول ابن حرام تم محاسبته!!
pic.twitter.com/TDSDCCVPBO
وتصدّر وسم انفجار المرفأ موقع "تويتر"، حيث عبّر الناشطون عن غضبهم الكبير بعد مرور ستّين يوما بلا أي حكم قضائي يطاول المسؤولين عن هذه الجريمة، وأعادوا نشر مقاطع مصوّرة من لحظة وقوع الانفجار، والمباني المهدمة، وصور الضحايا.
ومن بعد شهرين.. ما حدا أخد حق لي راحوا#beirutexplosion#انفجار_المرفا pic.twitter.com/GimawIvI6E
— Noura | نـــورا (@nura_3achiken) October 4, 2020
و من وقتها دمّرتوا بيروت و دمّرتوا كل الشعب اللبناني ...#انفجار_المرفأ pic.twitter.com/K8rD53Fg1Q
— Jessychartouni (@Jessychartouni2) October 4, 2020
بعد شهرين ما في شي تغير ولا حتى هني !!! #استهتار
— Cyrine Abdelnour (@CyrineAbdlNour) October 4, 2020
#beirutexplosion #انفجار_المرفأ #انفجار_٤_آب pic.twitter.com/AOKRNOAin2
وقبل يومين، أصدر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، مذكرتي توقيف بحق قبطان ومالك السفينة التي حملت أطنان نترات الأمونيوم التي انفجرت في العنبر رقم 12. وأحال القضية إلى النيابة العامة التي طلبت من الإنتربول اعتقال مواطنين روسيين اثنين.
وتسلم القاضي صوان التقارير التفصيلية التي صدرت عن الفرق الأجنبية التي شاركت في التحقيق، الأميركية والفرنسية والبريطانية.
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام"، أنه "من المرجح أن يتسلم صوان التقارير التفصيلية التي ستصدر عن الفرق الأجنبية التي شاركت في التحقيقات الميدانية وهي: فريق التحقيق الفيدرالي الأميركي (FBI)، فريق التحقيق الفرنسي المتخصص بالكيماويات وفريق التحقيق البريطاني، بعد أن أنهت التحقيق العيني وغادرت إلى بلدانها ناقلة معها عينات من مخلفات الانفجار بهدف إخضاعها للفحوص اللازمة وإصدار التقارير النهائية، علما أن هذه الفرق غادرت لبنان منذ ما يقارب عشرين يوما، وهي حددت مهلة شهرين من تاريخ المغادرة لإرسال التقارير إلى المحقق العدلي، ما يعني أن لبنان سيستلم التقارير التفصيلية الصادرة عن فرق التحقيق مطلع الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل".