قبل المناظرة الأخيرة المنتظرة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن، لم يتأخر الرئيس السابق، باراك أوباما في دعم نائبه السابق خلال تجمّع انتخابي نظمه، مساء الأربعاء، في مدينة فيلادلفيا، موجها انتقادات شديدة اللهجة لترامب.
وقال أوباما خلال كلمته إنّ ترامب أثبت خلال توليه المنصب الرئاسي لأربع سنوات بأنه "غير قادر على أخذ مهامه الرئاسية على محمل الجد"، مشدداً على أنه لم يعر أي اهتمام "لمساعدة أي أحد سوى نفسه وأصدقائه".
في المقابل أشاد الرئيس الأميركي السابق بخصال بايدن في خطوة قد تساهم في دفع ذوي البشرة السمراء والمتحدرين من أميركا الجنوبية والشباب على التصويت، وفق ما أورده موقع شبكة "سي أن أن"، الذي لفت إلى أنّ خطاب أوباما يشكل أقوى هجوم مباشر له لحد الساعة على ترامب، بعدما وجه له انتقادات لاذعة، حينما شكك على سبيل المثال في سياسة ترامب الضريبية، وكذا طريقة تدبيره لأزمة فيروس كورونا.
وقال خلال خطابه: "لم أتصور قط أن دونالد ترامب قد يتبنى رؤيتي أو يواصل سياساتي، لكن كنت آمل أن يبدي بعض الاهتمام بأخذ المهمة على محمل الجد من أجل البلاد"، قبل أن يضيف "ولكن هذا لم يحدث مطلقاً. لم يبد أي اهتمام للقيام بمهامه أو مساعدة أي كان باستثناء نفسه وأصدقائه".
13 days until the most important election of our lifetimes. And you don’t have to wait until November 3rd to cast your ballot. Make a plan, vote, and then help your friends and family make a plan at https://t.co/XdZz4dh82T. Let’s do this. https://t.co/kmpF2XtLkH
— Barack Obama (@BarackObama) October 21, 2020
ودعا أوباما ناخبي بايدن إلى التصويت بكثافة وعدم "الاكتفاء" بالتقدّم الذي تظهره الاستطلاعات. وقال "أنا لا أبالي باستطلاعات الرأي"، مذكّراً بأنّ هذه الاستطلاعات توقعت في 2016 أن تفوز هيلاري كلينتون بالرئاسة قبل هزيمتها المفاجئة أمام ترامب، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".
وأشار إلى أنّه يومها "بقي الكثير من الناس في منازلهم، وكانوا كسالى وراضين عن أنفسهم. ليس هذه المرّة! ليس في هذه الانتخابات!".
واعتبر أوباما أنّ الديمقراطية لا يمكن أن تنجح في ظلّ رئيس "يكذب يومياً"، قبل أن يضيف "هذا ليس تلفزيون الواقع. هذا هو الواقع (...) والبقية منّا تعيّن عليها أن تعيش مع عواقب (ترامب) الذي أثبت أنّه غير قادر على أخذ هذه المهمّة على محمل الجدّ".
وشدد على أن "التغريد أثناء مشاهدة التلفزيون لا يحلّ المشاكل".
وتضم فيلادلفيا 1,6 مليون نسمة، وهي أكبر مدن ولاية بنسلفانيا التي ستشهد معركة انتخابية حامية، في استحقاق الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الذي سيتواجه فيه بايدن مع ترامب الساعي للفوز بولاية ثانية.
ونظم أوباما، البالغ 59 عاماً، التجمع الانتخابي على طريقة "درايف إن"؛ أي المرور بسيارة أمام مناصريه المتواجدين في سياراتهم، وشجّع أبناء بنسلفانيا على التصويت المبكر.
ويحضّ الديمقراطيون الناخبين على التصويت المبكر في الولايات التي تتيح هذا الخيار، بسبب جائحة كوفيد-19، واحتمال تشكّل طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع في اليوم الانتخابي. وإلى الآن أدلى نحو 34 مليوناً بأصواتهم، وفق الهيئة المستقلة "إلكشن بروجكت".
Tune in as @BarackObama sits down with community leaders in Philadelphia to talk about what’s at stake in this election. https://t.co/Xzmy0Cs3sw
— Joe Biden (@JoeBiden) October 21, 2020
وفي حين ينظّم ترامب البالغ 74 عاماً تجمّعات انتخابية حاشدة في مختلف أنحاء البلاد، آثر بايدن تنظيم تجمّعات أصغر حجماً بسبب جائحة كوفيد-19. وأصبحت التجمّعات الانتخابية على طريقة "درايف إن" ميزة خاصة بحملة بايدن.
وخلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، في أغسطس/ آب، حضّ أوباما الناخبين على تأييد بايدن معتبراً أنّ "ديمقراطيتنا" على المحك. وقال إنّ بايدن "جعلني رئيساً أفضل"، مضيفاً "يتمتّع بالشخصية والخبرة اللازمتين ليجعلنا بلداً أفضل".
وتعوّل حملة بايدن على "نجومية" أول رئيس أسود للولايات المتحدة وشعبيته لزيادة الإقبال على التصويت في صفوف الناخبين الشباب والمتحدرين من أصول أفريقية، والذين يعدّون شريحة أساسية من شأن كسب الديمقراطيين تأييدها أن يعزّز بشكل كبير حظوظهم بالفوز بالرئاسة.
وكان إقبال الأميركيين من أصول أفريقية على التصويت في انتخابات 2008 و2012 قياسيا، لكنّه تراجع في انتخابات 2016، ما ساهم في فوز ترامب على حساب منافسته حينها هيلاري كلينتون.
والثلاثاء وجّه أوباما تسجيل فيديو للناخبين الشباب، قال فيه إن "أحد أكثر الأمور إلهاما هذا العام هو رؤية هذا العدد الكبير من الشبان الأميركيين ينظّمون بحماسة (معركة) التغيير ويناضلون من أجله".
وتابع أوباما "جيلكم يمكن أن يكون الجيل الذي يخلق في أميركا واقعاً جديداً أكثر إنصافا يعامل فيه النظام الجميع بشكل متساو، ويمنح فرصا للجميع".
وقال أوباما "هناك حراك متنام من أجل العدالة والمساواة والتقدّم في عدد كبير من القضايا"، وإن "ذاك الزخم لن يستمر إلا إذا فزنا في الانتخابات". وتابع "أنا أعرف جو أكثر من أي شخص آخر تقريباً"، وأضاف "أنا على ثقة بأنه سيكون رئيساً عظيماً".
ووسط هذه الأجواء، تجري المناظرة الأخيرة بين ترامب وبايدن، في ناشفيل بولاية تينيسي، وتبدو الأجواء متوترة من الآن بعد المناظرة الأولى التي عمتها الفوضى وتبادل الاتهامات.
وقال ترامب "لا شيء منصفاً في هذه المناظرة" مكرراً هجماته الشخصية ضد كريستن ويلكر التي ستدير المناظرة، وكذلك ضد اللجنة المستقلة المكلفة تنظيمها.
ولتجنب الفوضى التي سادت أول مناظرة سيتم تعديل قواعد هذه المناظرة وخصوصاً قطع الميكروفون عن المرشّح حين لا يكون دوره في الكلام، وقالت لجنة المناظرات الرئاسية إنّه خلال المناظرة سيكون أمام كلّ من ترامب وبايدن مدّة دقيقتين للإجابة عن سؤال يطرحه عليهما أو على أحدهما مدير الندوة، وخلال هذا الوقت سيكون الميكروفون مقطوعاً عن المرشّح الآخر المفترض به أن ينصت إلى إجابة منافسه.
وما أن يُنهي كلا المرشّحين دقيقتيه المخصّصتين للإجابة، يتحوّل الأمر عندها إلى نقاش مفتوح بينهما فيصبح بإمكانهما التحاور مباشرة وتكون تالياً ميكروفوناتهما مفتوحة في نفس الوقت.