نفى المرشح الرئاسي للانتخابات التركية في الجولة الأولى سنان أوغان، اليوم الجمعة، حصول أي مفاوضات أو وجود مطالب أو وعود مع الرئيس رجب طيب أردوغان، مقابل إعلان دعمه له في الجولة الثانية من الانتخابات.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة "سي أن أن" التركية مع أوغان، حيث أكد أنه "فاوض على المبادئ فقط، وأهمها بقاء الدولة والاستقرار ومكافحة الإرهاب وإرسال المهاجرين لبلادهم".
وأوضح أوغان أنّه "لم ير مصداقية وجدية لدى مرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو، حيث تحدث معه بنفس المبادئ، ولم يقنعه في نقطتين منها حول كيفية فوزه بالجولة الثانية وهو فاقد الأغلبية البرلمانية، وهل سيتمكن من الفوز بدون أصوات حزب الشعوب الديمقراطي".
وشدّد أوغان على أنّه "لم يقتنع بأجوبة كلجدار أوغلو ولم يطلب منه مناصب أو أي شيء، ولو طلب لكان كلجدار أوغلو مستعداً لمنحه ما يريد لأنه يفعل ذلك مع بقية الأحزاب".
وكان أوغان قد حقق 5.17 بالمائة من الأصوات بالجولة الأولى، وهو مرشح تحالف "أتا" القومي المتشدد، ولكن التحالف انقسم في الجولة الثانية، حيث أعلن أوغان دعم أردوغان فيما أعلن حزبا التحالف (النصر والعدالة)، دعمهما لزعيم المعارضة كلجدار أوغلو.
وقبل يومين أعلن زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ دعمه كلجدار اوغلو، وجاء في نص الاتفاق المشترك مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنها حزب العمال الكردستاني، الذي يدعمه حزب الشعوب الديمقراطي، فتوجهت الأنظار إلى الأخير لمعرفة موقفه من هذا الاتفاق ودعم كلجدار أوغلو.
وأعلن الحزب الكردي، أمس الخميس، استمرار دعم المرشح الذي يواجه أردوغان، أي كلجدار اوغلو، دون تسميته باسمه هذه المرة، في رسالة بحسب المراقبين لزعيم المعارضة لتذكيره بتوافقات سرية غير معلنة بين الجانبين.
وتجرى، بعد غداً الأحد، الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية، بعد أنّ فشل أي مرشح في الجولة الأولى في 14 مايو/أيار الجاري في الوصول إلى النسبة المطلوبة وهي 50 بالمائة زائدا واحدا، حيث حصل أردوغان على 49.52 بالمائة من الأصوات، وحصل كلجدار أوغلو على 44.88 بالمائة من الأصوات.
وانتهت عمليات التصويت في خارج تركيا بالجولة الثانية، واستمرت في الفترة 20-24 من الشهر الجاري، فيما تستمر عمليات التصويت في المعابر الحدودية، حتى الأحد الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي لتركيا.
وبحسب معطيات الهيئة العليا للانتخابات، فإنّ التصويت في الخارج والمعابر بلغ قرابة 1.9 مليون ناخب من أصل قرابة 3.5 ملايين ناخب بنسبة قاربت 55 بالمائة، أي أكثر بنحو 5 بالمائة من الجولة الأولى، وفق أرقام غير نهائية نشرها الإعلام التركي.
وفي الأثناء، من المنتظر أن يبدأ الصمت الانتخابي، مساء غداً السبت عند الساعة السادسة، وهذا يعني انتهاء كافة أعمال الدعاية الانتخابية في مختلف الوسائل والوسائط الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة، والإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن التجمعات الانتخابية والمقابلات وعمل استطلاعات الرأي، ونشر أعلام الأحزاب وإطلاق الأغاني في حافلات الأحزاب للدعاية في الشوارع.
ويستمر الحظر المفروض حتى انتهاء التصويت في الانتخابات، الأحد، على أنّ يعلن عن رفع الحظر من قبل الهيئة العليا للانتخابات مع بدء صدور نتائج الانتخابات.
وخلال اليوم ونهار السبت، تتواصل عمليات الدعاية الانتخابية والحملات للمرشحين، يشارك فيها أركان ومكونات كل طرف، عبر التجمعات واللقاءات والجولات الميدانية والحوارات التلفزيونية.
وعلى صعيد استطلاعات الرأي، فإن أغلب الشركات توخت الحذر في الجولة الثانية مع فشل كثير منها في توقعاتها بالجولة الأولى، والتي كانت تشير بمعظمها لتفوق كلجدار أوغلو بفارق مريح عن الرئيس أردوغان.
ونشرت صحيفة "حرييت" نتيجة استطلاع رأي، اليوم الجمعة، حول آخر التوقعات وتوزع أصوات القوميين الذين صوتوا للمرشح أوغان، ومدى إمكانية تحولها لأردوغان أو كلجدار أوغلو. ونقلت الصحيفة الاستطلاع عن "وقف تركيا للأبحاث"، وأجري في 26 ولاية بمشاركة 3004 أشخاص.
وجاء في الاستطلاع أنّ أردوغان قد يحصل على نسبة 53.7 بالمائة من الأصوات في الجولة الثانية، وأنّه سيحصل على 1.75 بالمائة من أصوات المرشح أوغان، فيما يحصل كلجدار اوغلو على 1.25 بالمائة من أصوات أوغان، وتبقى بقية أصوات أوغان ممتنعة عن التصويت.
أما شركة "كوندا" للأبحاث، فأعلنت من ناحيتها نتائج آخر استطلاع لها، أمس الخميس، وجاء فيها حصول أردوغان على 52.7 بالمائة من الأصوات مقابل 47.3 بالمائة لصالح كلجدار أوغلو، فيما كانت النتائج قبل الجولة الأولى تقول بحصول كلجدار أوغلو على 49.3 بالمائة، مقابل حصول أردوغان على 43.7 بالمائة من الأصوات.