استمع إلى الملخص
- أكد جوناثان فاولر من أونروا أن الوضع الإنساني في غزة كارثي، حيث يعتمد مليونا شخص على المساعدات، ولم تدخل سوى 75 شاحنة في نوفمبر بينما الحاجة اليومية 500 شاحنة.
- أونروا أوقفت إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم بسبب مخاوف أمنية، محملة إسرائيل مسؤولية حماية المساعدات من السرقة، مما يزيد من مخاطر سوء التغذية والموت جوعاً.
قال كبير مديري التواصل بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، جوناثان فاولر، إن 60 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة معزولون تماما ويحيط بهم الموت من كل جانب تحت الحصار الإسرائيلي المطبق.
وفي مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، تطرق فاولر إلى قضية إدخال المساعدات الإنسانية المتعثرة إلى شمال غزة والقطاع عموما الذي يتعرض لإبادة جماعية إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتواصل إسرائيل منع إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة المحاصر منذ 62 يوما ويعيش فيه نحو 60 ألف فلسطيني، وفق فاولر.
وفي الخامس من أكتوبر الماضي اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال القطاع، ضمن خطة عرفت باسم "خطة الجنرالات"، تهدف إلى تهجير سكان المنطقة وفرض واقع عسكري جديد.
مساعدات ممنوعة
وأشار فاولر إلى أن قطاع غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق من المأساة الشديدة والأزمة الإنسانية، وقال: "أينما نظرتم هناك مؤشرات لكارثة بكل ما تعنيه الكلمة، هناك نقص في الدواء والغذاء ومياه الشرب".
وأضاف: "يبلغ عدد السكان بغزة حوالي مليوني شخص وهم يعتمدون بصورة كاملة على المساعدات الإنسانية من أجل بقائهم. هذه كارثة من صنع الإنسان وغير معقول على الإطلاق أن تستمر".
ومتحدثا عن انخفاض عدد شاحنات الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة، أفاد فاولر بأن "75 شاحنة فقط تمكنت من دخول القطاع من جميع البوابات الحدودية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي"، وذكّر بأن ما يقرب من 500 شاحنة مساعدات يجب أن تدخل غزة يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين بالقطاع، وهو رقم لم يتحقق مطلقا منذ السابع من أكتوبر 2023.
مركز المأساة
وأوضح المسؤول الأممي أن أونروا لم تتمكن من الوصول إلى شمال غزة الواقع تحت الحصار، وقال: "ما زالت إسرائيل تمنعنا من دخول شمال غزة لمواصلة أعمال المساعدات الإنسانية، هناك حصار منذ 62 يوما تقريبا في شمال غزة ويعيش هناك 60 ألف فلسطيني". وأضاف: "الناس هناك معزولون تماما، ليس لديهم طعام أو ماء، ولا حتى سيارات إسعاف أو خدمات مماثلة". وأردف فاولر: "تُرك الناس ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم. الموت يحيط بهم من كل جانب".
وحذر من "مخاطر متزايدة لسوء التغذية في شمال غزة، فهذه النتيجة ليست مفاجئة بالنسبة لمنطقة لم يدخلها غذاء منذ 62 يوما". وتابع: "الناس في هذه المنطقة المحاصرة سيموتون من الجوع. ماذا يمكنهم أن يفعلوا إذا لم يتمكنوا من الحصول على مواد الإغاثة؟ لا يوجد شيء للأكل أساسا"، وذكر أنهم يحاولون الوصول إلى المحتاجين في شمال غزة كل يوم، لكن إسرائيل لا تكف عن منعهم.
أونروا: اتخذنا قراراً صعباً
ولفت فاولر إلى أنهم اضطروا إلى وقف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم الحدودي في مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، وذلك بسبب مشاكل تتعلق بأمن العمليات، وشدد على ضرورة أن يكون عمال الإغاثة الإنسانية قادرين على العمل بأمان قدر الإمكان. وحمّل المسؤول الأممي إسرائيل "مسؤولية حماية المساعدات الإنسانية من السرقة بعد دخولها إلى القطاع من المعابر".
وتعمل عصابات لصوص في مناطق تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال على سرقة قوافل المساعدات. وأكدت عدة تقارير صحافية أن جيش الاحتلال يعمل على حماية هذه العصابات بهدف منع وصول المساعدات إلى القطاع، والتذرع بعدم مسؤوليته عن المجاعة في غزة.
وخلال 61 يوما من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في شمال غزة، استشهد وفقد أكثر من 3700 فلسطيني وأصيب حوالي عشرة آلاف آخرين واعتقل 1750، وفق بيان صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي في 2 ديسمبر الجاري.
(الأناضول، العربي الجديد)