كشفت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري، الخميس، عن إجراءات جديدة ستتخذ على الحدود الأردنية من قبل أجهزة أمن النظام "لضبط عمليات التهريب".
ونقلت صحيفة "الوطن"، عن مصادر وصفتها بأنها "واسعة الاطلاع"، أنّ "مسؤولية ضبط الحدود مع الأردن من الجانب السوري كان يقوم بها جهاز واحد يتبع للجهات المختصة، مشيرة إلى أنّ اللجنة الأمنية في محافظة درعا أصدرت قراراً قبل أكثر من أسبوع يتضمن أن تشارك أجهزة الجهات المختصة الأربعة الموجودة في المحافظة بعملية ضبط الحدود".
وأوضحت أن تنفيذ القرار الجديد لضبط الحدود يُتوقع أن يبدأ العمل به الأسبوع المقبل.
وكانت وكالة "سبوتينك" الروسية قد نقلت أيضاً، يوم الأربعاء، عن مصدر في درعا لم تسمه، قوله إنّ روسيا والنظام "يعملان على ضبط الحدود لإيقاف عمليات التهريب".
وتشمل الإجراءات، بحسب ما أعلن، عن زيادة عدد المخافر الحدودية بين البلدين، وتسيير دوريات تابعة للشرطة العسكرية الروسية في المنطقة الممتدة بين ريفي السويداء ودرعا.
ولفتت إلى أنّ الحدود السورية الأردنية، وتحديداً جنوب مدينة درعا المقابل لبلدة الرمثا الأردنية، شهد، الثلاثاء، جولة شاركت فيها الشرطة العسكرية الروسية وعدد من ضباط أجهزة الأمن التابعة للنظام، ومسلحون سابقون ممن قاموا بتسوية أوضاعهم.
وتأتي هذه التحركات الميدانية عقب زيارة مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية ألكسندر لافرينتيف كلاً من عمّان ودمشق، حيث طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأولوية تثبيت الاستقرار في الجنوب السوري ومواجهة تهريب المخدرات.
وحول مدى جدوى هذه الإجراءات ومدى جدية النظام السوري في ضبط الحدود ووقف عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن، قال الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح، لـ"العربي الجديد"، إنّ ضباط الأجهزة الأمنية وضباط النظام، وخاصة "الفرقة الرابعة" التي استلمت أخيراً الدوريات الحدودية بقرار من النظام، "هم المسؤولون أساساً عن تجارة وتهريب المخدرات بالتعاون مع المليشيات التي جندتها إيران لصالحها، وكل القرارات التي يصدرها النظام بخصوص مكافحة المخدرات ليست إلا فزلكات إعلامية".
وأكد أنّ "ضباط الأمن العسكري والمجموعات الأمنية متورطون بالتهريب، وكذلك الأمر ينطبق على المخابرات الجوية وفرع أمن الدولة"، مستبعداً أي تحسن على الأرض.
وعلى مدى السنوات الماضية، تحوّلت سورية إلى مصنع وممر تهريب للمخدرات، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وأعلنت عدة دول، أبرزها الأردن والعراق، إلقاء القبض على شحنات مخدرة بكميات كبيرة قادمة من سورية بأساليب مختلفة، بعضها عن طريق البحر وبعضها براً.