إدانات عربية وإسلامية لحرق المصحف في الدنمارك.. وإيران تستدعي السفير

22 يوليو 2023
تظاهرة في العاصمة العراقية تنديداً بحرق المصحف (أسوشييتد برس)
+ الخط -

أدانت دول عربية وإسلامية إحراق نسخة من القرآن أمام السفارة العراقية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، الجمعة، على يد مجموعة دنماركية يمينية متطرفة مناهضة للإسلام، يأتي ذلك فيما لم تكتفي إيران بالإدانة، بعدما استدعت سفير الدنمارك للاحتجاج على "تدنيس القرآن في كوبنهاغن".

  • العراق

وأدانت وزارة الخارجية العراقية الإساءة للقرآن وعلم جمهوريّة العراق أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف، في بيان، فجر اليوم، إن "الوزارة تدين بعبارات شديدة ومكررة واقعة الإساءة التي تعرض لها القرآن الكريم وعلم جمهورية"، مؤكداً "التزام الوزارة التام بمتابعة تطورات هذه الوقائع الشنيعة، التي لا يمكن وضعها في سياق حق التعبير وحرية التظاهر، وأن هذه الأفعال تؤجج ردود الأفعال، وتضع كل الأطراف أمام مواقف حرجة".

وأضاف أن "الوزارة تدعو المجتمع الدولي للوقوف بشكل عاجل ومسؤول تجاه هذه الفظائع التي تخرق السلم والتعايش المجتمعيين حول العالم".

  • منظمة التعاون الإسلامي

وفي وقت لاحق، قالت الخارجية العراقية، في بيان لها، إنه "استجابةً للطلب الذي تقدّمَت به إلى منظمة التعاون الإسلاميّ ولمرتينِ متتاليتين، إثر ما حصل في مملكة السويد وتلاها في الدنمارك، من الإساءة للقرآن الكريم وازدراء المقدسات واستفزاز مشاعر نحو ملياري مسلم حول العالم، سيُعقَد اجتماعٌ طارئٌ لوزراء خارجيَّة الدول الأعضاء في المنظمة، لبحث ومناقشة أهمّ الإجراءات والمواقف الجماعيّة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ".

وجددت الوزارة دعوتها "لجميع الأطراف أنَّ يكونوا فاعلينَ ودون تمييز تجاه السلم والأمن المجتمعيين حول العالم، وهي دعوةٌ لنبذ التطرُّف ومحاصرةِ الأفكار والممارسات “السامَّة” الداعيَّة إليه".

  • السعودية

وأدانت السعودية، السبت، عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار حوادث التعدّي على المقدسات الإسلامية، وآخرها حرق مجموعة متطرفة نسخة من القرآن الكريم في الدنمارك.

وأعربت وزارة الخارجية في بيان لها عن "إدانة واستياء المملكة الشديدين جراء عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار حوادث التعدّي على المقدسات الإسلامية".

وذكرت أن "آخرها ما قامت به مجموعة متطرفة في الدنمارك بحرق نسخة من القرآن الكريم، ورفع شعارات كراهية وعنصرية ضد الإسلام والمسلمين، أمام سفارة جمهورية العراق في العاصمة كوبنهاغن".

وأضاف البيان أن المملكة تدين "بأشد العبارات هذه الأعمال الداعية للكراهية والعنف بين الأديان"، محذرةً من "تكرار هذه الأعمال المستفزة لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، والتي تعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية كافة".

  • الأردن

بدورها، عدت وزارة الخارجية الأردنية الإساءة للقرآن "فعلاً من أفعال الكراهية، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان".

وأعربت الوزارة في بيان صحافي، اليوم السبت، عن رفضها واستنكارها "هذه الأفعال والتصرفات غير المسؤولة التي تستفز مشاعر المسلمين، وتؤجج الكراهية، وتهدد التعايش السلمي"، داعية المجتمع الدولي للتصدي لها.

  • إيران

من جهتها، أدانت إيران الحادثة، ودعت العالم الإسلامي إلى إبداء موقف موحد ضد الإساءات للمصحف الشريف.

وأكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم السبت في بيان، أن حادث إحراق المصحف "مرير ومؤامرة وباعث للخطر"، مشدداً على إن "جميع علماء الإسلام متفقون على إنزال أشد عقوبة بحق من ارتكب هذه الجريمة".

وأضاف خامنئي أن "على الحكومة السويدية أن تعلم أنها بدعمها هذا المجرم تكون قد اتخذت وضعية الحرب وجلبت على نفسها كراهية وعداء الشعوب المسلمة والكثير من دولها"، داعياً السويد إلى تسليم سلوان موميكا إلى "أجهزة القضاء في الدول الإسلامية".

إلى ذلك، أدان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الباكستاني بلال بوتو زرداري، في مباحثات هاتفية، واقعة حرق المصحف في الدنمارك والسويد مع التأكيد على أن "حرية التعبير لا ينبغي أن تؤثر سلباً على حريات أخرى، وأن هذه التصرفات تتعارض مع المنزلة الإنسانية وحقوق الانسان"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.

ودعا عبد اللهيان إلى اجتماع عاجل لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، مشيراً إلى أنه أجرى مباحثات حول ذلك مع الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم، وشدد على "ضرورة إرسال الدول الإسلامية رسالة قوية بهذا الشأن". 

من جهته، أعلن وزير خارجية باكستان دعم بلاده عقد اجتماع وزراء خارجية التعاون الإسلامي.

وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، في بيان، وفقاً لوكالة "الأناضول"، على "ضرورة وحدة الدول والشعوب المسلمة وجميع أتباع الديانات السماوية للتصدي بفعالية لأي انتهاك لحرمة القرآن الكريم ومقدسات الديانات الإبراهيمية في أي مكان في العالم".

وقال إن "إيران، مع استمرار اتصالاتها وحواراتها مع الدول الإسلامية، ستواصل إجراءاتها وجهودها للتعامل مع جهالة القرن الحادي والعشرين التي تستهدف كرامة الإنسان وحرية التعبير الأصيلة في ظل حرية التعبير الزائفة للغرب".

وأضاف أن الحكومة الدنماركية مسؤولة عن الحادثة "وفي هذا الصدد، فإن الرأي العام في العالم الإسلامي ينتظر الإجراء العملي منها".

وفي وقت لاحق، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية على "تويتر" أنها استدعت سفير الدنمارك للاحتجاج على "تدنيس القرآن في كوبنهاغن".

وأعلنت الخارجية الإيرانية، في بيان لها، أنها أبلغت السفير الدنماركي لدى طهران، يسبر فار، بأنّ "الصمت تجاه هذه الجريمة الثقافية البشعة ليس لها نتيجة سوى العنف والحث على الإرهاب ونشره".

وأضافت أن السفير الدنماركي أعرب عن أسفه لما حصل، مشيراً إلى موقف بلاده الرافض لهذه الإساءة.

  • "علماء المسلمين يدعو إلى ميثاق دولي لـ"منع ازدراء الأديان"

ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السبت، الأمم المتحدة للتعاون البناء للوصول إلى "ميثاق دولي لمنع ازدراء الأديان".

جاء ذلك في بيان ختامي صدر عقب "لقاء عالمي حول الإساءات المتكررة إلى المقدسات الإسلامية"، نظمه الاتحاد بمدينة إسطنبول التركية، بالتعاون مع مؤسسات علماء ومنظمات برلمانية وحقوقية وإعلامية.

وأمس الجمعة، دعا الاتحاد إلى عقد لقاء عالمي في إسطنبول، لبحث "معالجة الإهانات الشديدة المتكررة للأمة الإسلامية من خلال حرق القرآن الكريم في السويد والرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدنمارك وفرنسا وتدنيس الأقصى وقتل الأبرياء وتدمير بيوتهم في القدس وفلسطين".

ودعا البيان الختامي "الأمم المتحدة لاتخاذ قرار مناسب باعتبار أن هذه الإهانات نحو مقدسات المسلمين يهدد السلم الدولي، والتعاون البنّاء، للوصول إلى ميثاق دولي لمنع ازدراء الأديان".

 

  • حزب العدالة والتنمية التركي

من جانبه، أدان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم) عمر جليك، بشدة، إحراق نسخة من القرآن الكريم. وقال في تغريدة السبت: "ندين بشدة الاعتداء الذي نفذته مجموعة معادية للإسلام في الدنمارك ضد كتابنا المقدس، القرآن"، وفقاً لوكالة "الأناضول".

واعتبر جليك الاعتداء الذي طاول القرآن الكريم "جريمة كراهية واضحة".

ولفت إلى أن صمت السلطات الدنماركية حيال الاستفزازات ضد الإسلام والمسلمين هو بمثابة "دعمها لجرائم الكراهية هذه".

وأمس الجمعة، أقدمت مجموعة دنماركية يمينية متطرفة مناهضة للإسلام تطلق على نفسها "الوطنيون الدنماركيون" على حرق نسخة من المصحف أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاغن.

يشار إلى أن المجموعة اعتدت سابقاً على المصحف والعلم التركي أمام سفارة أنقرة لدى كوبنهاغن.

والخميس، أقدم المدعو سلوان موميكا على تمزيق نسخة من القرآن والعلم العراقي أمام سفارة بغداد لدى السويد، في واقعة هي الثانية للشخص نفسه بعد الأولى أواخر يونيو/ حزيران الماضي، عقب سماح السلطات السويدية له باستهداف مقدسات المسلمين.