في ظل توجه للتركيز على محاولة استغلال الحدث سياسيا، تواصل إسرائيل دراسة ردودها المحتملة على الهجوم الذي استهدف إحدى سفنها في بحر عُمان صباح الجمعة الماضي.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن كلاً من المستوى السياسي والعسكري في تل أبيب معنيان باستغلال الهجوم لمنح إسرائيل مكاسب سياسية، والدفع نحو قبول مواقفها المتعلقة بالشروط الواجب توفرها قبل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
ولفتت الإذاعة إلى أن إسرائيل شرعت في حملة سياسية ودبلوماسية واسعة النطاق، في محاولة لتجنيد المجتمع الدولي ضد إيران وتسويغ طرح التمدد الإيراني في المنطقة ضمن القضايا التي يتوجب أن يتطرق لها الاتفاق المستقبلي بين إيران والقوى العظمى.
ونوهت إلى أنه في إطار التحركات الدبلوماسية التي أقدمت عليها إسرائيل، أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد اتصالات مع وزراء خارجية الولايات المتحدة، بريطانيا، ورومانيا، وشدد خلال اتصالاته على أن إيران باتت تمثل "خطرا على التجارة الدولية".
واستدركت الإذاعة أن المستويات العسكرية والسياسية في تل أبيب درست أيضاً الرد عسكرياً على الهجوم، مشيرة إلى أن الرد العسكري ومهاجمة أهداف لإيران في البحر يعدان ضمن الخيارات التي طرحت للنقاش، أو شن هجوم سيبراني ضد مرافقها الحيوية، بالتوازي مع هجوم آخر ضد أهدافها في سورية.
وحسب دورون كودوش المراسل العسكري للقناة، فإن القيادة الإسرائيلية لم تقرر بعد طابع الرد العسكري على الهجوم الإيراني.
الهجوم على السفينة يدل على أن الإيرانيين معنيون بفرض معادلة جديدة في الصراع مع إسرائيل
من ناحيته، قال رون بن يشاي المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن إسرائيل تحاول استغلال الحدث بهدف الدفع نحو طرحه أمام مجلس الأمن واستصدار قرارات أممية جديدة تقلص من هامش المناورة أمام إيران، إلى جانب الرد عسكريا على الهجوم.
وفي تقرير نشره موقع الصحيفة اليوم، أضاف بن يشاي أنه حسب التقديرات السائدة في إسرائيل، فإن إيران تورطت عن غير قصد في الهجوم على السفينة، حيث إن الحرس الثوري الإيراني هاجم السفينة بهدف إلحاق أضرار مادية فقط بها، منوها إلى أن مقتل شخصين من طاقم السفينة في الهجوم مس سياسيا بالموقف الإيراني.
ويأتي التحرك الدبلوماسي الإسرائيلي المكثف بعد خيبة أمل تل أبيب من طابع ردة الفعل الأميركي والبريطاني على الهجوم، إذ ذكر موقع "واللاه" العبري أن خيبة الأمل الإسرائيلية دفعت لبيد إلى إجراء اتصالات دبلوماسية من ضمنها اتصال بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بهدف حشد دعم دولي لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الهجوم.
بدوره، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يادلين، إن الهجوم على السفينة يدل على أن الإيرانيين معنيون بفرض معادلة جديدة في الصراع مع إسرائيل يتم بموجبها الرد على الهجمات الإسرائيلية ضد أهدافها في سورية مقابل الرد في كل الساحات: البحرية، البرية، الجوية، والسيبرانية.
وفي سلسلة تغريدات كتبها على حسابه على "تويتر"، حذر يادلين من رد إسرائيلي يستهدف أهدافا لإيران في البحر، مشيراً إلى وجوب أن تصمم إسرائيل ردها العسكري في الساحة التي تمنحها تفوقا نسبيا.
وعد يادلين الهجوم على السفينة مؤشرا على ضعف إيران، وعدم قدرتها على الرد على الغارات الإسرائيلية في سورية من خلال تنفيذ عمليات "مركزة" في الجبهة الشمالية، مشددا على وجوب أن تستغل إسرائيل الهجوم في محاولة التأثير على الصيغة النهائية للاتفاق بين طهران والقوى العظمى بشأن برنامجها النووي.
كما شدد على أن إسرائيل مطالبة بإدارة المواجهة مع إيران، بحيث يتم التركيز على قضيتين أساسيتين وهما: البرنامج النووي ومشروع الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية لدى حزب الله.
إلى ذلك، أبرز المعلق العسكري لصحيفة "هارتس" عاموس هارئيل، طابع الاعتبارات السياسية الداخلية الإسرائيلية في تحديد الرد على الهجوم على السفينة.
وفي تقرير نشرته الصحيفة أوضح هارئيل أن رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينت يرى في الهجوم محاولة إيرانية لاختبار قدراته القيادية، وهو ما قد يفضي إلى رد عسكري إسرائيل قاس.