إسرائيل تستعد لاحتمال اجتياح لبنان برياً وتتوقع استهداف حزب الله تل أبيب

24 سبتمبر 2024
رجال الإنقاذ يبحثون في الأنقاض عقب غارة على الضاحية الجنوبية، 21 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصعيد إسرائيلي ومفاجأة حزب الله: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن حزب الله فوجئ بشدة الهجمات، مع تهديدات باجتياح بري، وتزايد عدد الشهداء والجرحى في لبنان.
- تأثير الضربات واستعدادات حزب الله: الضربات الإسرائيلية كانت شديدة، وحزب الله يواجه صعوبة في تقييم الوضع، مع استعداد إسرائيل لاحتمال زيادة إطلاق الصواريخ.
- استعدادات إسرائيلية وتوترات سياسية: جيش الاحتلال يستعد لتوغل بري، والهجمات الكثيفة أوقعت مئات الشهداء، بهدف ردع إيران ومنع حرب إقليمية.

مسؤول إسرائيلي: وتيرة الهجمات الإسرائيلية ستزداد مع الوقت

"معاريف": سيحاول حزب الله اليوم زيادة نطاق إطلاق الصواريخ

"هآرتس":الإدارة الأميركية تدعم الهجمات الجوية وتعارض التوغل البري

تعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله اللبناني فوجئ بشدة هجمات الاحتلال وكثافتها، فيما تتواصل التهديدات باجتياح بري والاستعدادات له. وبات واضحًا أن القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل عازمة على التصعيد أكثر، وتتعمد في إطار حربها العسكرية والنفسية، إيصال رسائل إلى حزب الله واللبنانيين عامة والدولة اللبنانية، بأن الحرب لم تبدأ بعد، وأنها تأتي بمباركة أميركية، والقادم أصعب، في وقت يستمر فيه تصاعد أعداد الشهداء والجرحى في الجانب اللبناني.

ومقابل ذلك، ثمة إجماع إسرائيلي على أن الضربات التي تلقاها حزب الله كانت شديدة وأثّرت فيه جدًا، لكن التقديرات متفاوتة بشأن مدى تأثر ترسانته العسكرية. ونقل موقع والاه العبري تقديرات المؤسسة الأمنية بأن التنظيم يواجه صعوبة في تكوين صورة عامة عن الوضع وإخراج الأوامر إلى حيّز التنفيذ، لكنها تعتقد بالمقابل أن الذراع العسكرية للحزب لا تزال بعيدة عن التفكك وتحافظ على انضباط عالٍ للغاية.

كذلك نقل الموقع عن مسؤول أمني لم يسمّه قوله إن وتيرة الهجمات الإسرائيلية ستزداد مع الوقت. ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله يجري مشاورات مع إيران حول استمرار القتال وطبيعته، ولكن في هذه المرحلة لا يوجد أي صدع في استراتيجيته التي تربط مصيره بالحرب على قطاع غزة.

من جانبها، نقلت صحيفة معاريف عن مسؤول عسكري قوله: "بتقديرنا، سيحاول حزب الله اليوم زيادة نطاق إطلاق الصواريخ على إسرائيل بسبب الغضب وفهم أن شدة القتال باتت مختلفة. والسؤال هو ما إذا كان سيحاول أيضاً توسيع نطاق إطلاق النار. وقد استعددنا لهذا الاحتمال". ونقلت صحيفة هآرتس العبرية اليوم عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار لم تسمّهم أن الإدارة الأميركية تدعم الهجمات الجوية الواسعة التي تشنّها إسرائيل في لبنان، لكنها تعارض في هذه المرحلة التوغل البري.

كذلك تحاول الولايات المتحدة منع إيران من التدخّل في الحرب بشكل فعلي، الأمر الذي من شأنه زيادة احتمال نشوب حرب إقليمية. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أوصلت رسائل إلى الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة بأنها قررت التصعيد أمام حزب الله بهدف دفعه نحو اتفاق يضع حداً لتبادل الضربات على طول الحدود، فيما لم تعارض واشنطن ذلك، لكنها ليست متأكدة من أن هذه العملية ستنجح.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع مطّلع على المحادثات مع البيت الأبيض لم تسمّه الصحيفة إن "الاستراتيجية التي اتّبعتها الإدارة الأميركية في الأشهر الأخيرة في محاولة لمنع التصعيد في الشمال (أي على جبهة لبنان الجنوبية) من خلال المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين (المحتجزين الاسرائيليين في قطاع غزة) وإنهاء الحرب في غزة، قد فشلت، في أعقاب الفجوات الكبيرة بين إسرائيل وحماس، وكذلك صعوبة التواصل مع زعيم المنظمة في غزة يحيى السنوار، فيما لا توجد لدى الإدارة الأميركية في هذه المرحلة استراتيجية بديلة، ولذلك فإنها تكتفي بإجراء محادثات مع إسرائيل وجهات حكومية لبنانية في محاولة للتأكد من أن تبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله لن يؤدي إلى توغّل إسرائيلي بري، ولا إلى مسّ كبير بالمدنيين".

على الرغم من ذلك، ذكرت وسائل إعلام عبرية اليوم أن جيش الاحتلال يواصل استعداداته لاحتمال القيام بتوغل بري للأراضي اللبنانية. وأفاد موقع والاه أن قيادة المنطقة الشمالية تواصل تدريب وإعداد قوات نظامية وأخرى في الاحتياط لمناورة برية واسعة النطاق في جنوب لبنان.

في غضون ذلك، يواصل السياسيون الإسرائيليون تصعيد لهجتهم أيضاً، معلّقين على الهجمات الكثيفة التي أوقعت مئات الشهداء والجرحى في لبنان في اليومين الماضيين، بأنها "مجرد عرض ترويجي"، بمعنى أن القادم أشد وأصعب.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم عن مسؤولين سياسيين كبار لم تسمّهم: "نحن داخل الحدث. كنا شديدين للغاية مقارنة بما رأيناه حتى اليوم، ولكن مقارنةً بما لدى اسرائيل لتظهره، فهذا عرض ترويجي للعرض الترويجي (برومو للبرومو)". وأضافوا أن "حزب الله أيضاً لم يُظهر حتى الآن معظم قدراته. نحن في حدث متدحرج وجميعنا في داخله، حتى يعود الناس إلى منازلهم بأمان". وأوضحت مصادر الصحيفة: "من الواضح أنه سيكون هناك أيضاً إطلاق نار من حزب الله باتجاه تل أبيب".

وفي صحيفة يديعوت أحرونوت، كتب الصحافي نداف إيال، أن يوم أمس الاثنين كان "اليوم العملياتي الأنجح (لجيش الاحتلال) منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مستوى الضربات التي وُجهت لحزب الله وقدراته، في واحدة من أفضل الحملات العسكرية التي نفّذتها إسرائيل ضد حزب الله منذ إقامته"، مضيفاً أن المستوى السياسي بلغ حداً من الغطرسة، وأكد أنه "نُقل عن نتنياهو في ذروته تلميحه إلى إمكانية قتل حسن نصر الله نفسه".

وأشار الكاتب إلى "الإنجازات" العسكرية وإلى أن "حجم الاختراق الاستخباري الإسرائيلي بات مكشوفًا أكثر فأكثر. وقد أدت هذه النجاحات إلى تقليص قدرة حزب الله على تحويل حياة الإسرائيليين إلى جحيم". ونقل الصحافي عن مسؤول أمني لم يسمّه قوله: "تقدّمنا خطوة واحدة كبيرة إلى الأمام نحو شرق أوسط مختلف، يبدو فيه حزب الله مختلفاً كلياً وضعيفاً".  

ولفت إلى أن "المؤسسة الأمنية تحقق نتائج أفضل من المستوى السياسي"، متسائلاً: "ما هو الإنجاز السياسي أو الدعائي للحرب منذ بدايتها؟ ما هي الخطة التي تتفق عليها المنطقة أو العالم؟ باستثناء صفقة المختطفين الأولى، لا يوجد أي إنجاز سياسي".

من جهتها، نقلت صحيفة هآرتس، عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء،، عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن "عمليات الجيش الاسرائيل في لبنان تهدف لردع إيران ووكلائها من الشروع في حرب إقليمية". وأوضح أن "هدف العملية في الشمال مضاعف: إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، ولكن أيضاً إرسال إشارة إلى المحور الإيراني، مفادها أن إسرائيل لا تخشى التحرك بقوة لردع المزيد من التصعيد الإقليمي. لدى إسرائيل سلة من الأهداف المحتملة الأخرى في لبنان، ولن نتردد في مهاجمتها إذا لم يفهم حزب الله الرسالة قبل ذلك".

المساهمون