وصفت قناة التلفزة الإسرائيلية "12" ما يقوم به اليهود داخل المسجد الأقصى حالياً بأنه "ثورة"، تتجسد في تحطيم قواعد الوضع القائم التي سادت عشرات السنين، وذلك عبر السماح لليهود بأداء الصلوات التلمودية ومنح الحاخامات الحق في إلقاء المواعظ الدينية في الحرم.
وأشارت القناة، في تقرير نشرته عبر موقعها، إلى أن إسرائيل سمحت بتغيير الواقع في المسجد الأقصى بشكل جذري، بحيث إن اليهود لم يعودوا فقط يقتحمون الحرم بأعداد كبيرة، بل باتوا منذ أشهر يؤدون الصلوات داخله. وحسب التقرير، فإن سلطات الاحتلال وشرطته الموجودة في المسجد الأقصى تسمح لليهود منذ عدة أشهر بأداء الصلوات صباح كل يوم داخل الأقصى. وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تقوم بتغيير الواقع في الأقصى بشكل تدريجي، وبهدف عدم لفت الأنظار إلى التحولات التي طرأت على الحرية التي بات اليهود يتمتعون بها هناك.
وأعادت التذكير بحقيقة أن إسرائيل كانت ترفض السماح لليهود بأداء الصلوات داخل المسجد الأقصى، حيث كانت شرطة الاحتلال تقوم باعتقال أي يهودي يبدي أي علامة تشي برغبته بأداء الصلاة هناك، وتقوم بإبعاده عن الحرم. وحسب القناة، فإن شرطة الاحتلال كانت تقوم بتوقيف المرشدين اليهود الذين يقومون بتقديم شروحات حول تاريخ المكان في الأقصى بمجرد أن يضمّنوا شروحهم اقتباسات من التوراة، وطردهم من الحرم، مشيرة إلى أن اليهود يؤدون حالياً الصلوات علانية ولوقت طويل تحت حراسة شرطة الاحتلال.
وأوضحت القناة أن زيادة حماسة اليهود لاقتحام المسجد الأقصى والحوارات التي دارت بين نشطاء جماعات الهيكل وشرطة الاحتلال ساعدت على إحداث التحول الكبير على مكانة اليهود في الحرم، بحيث أن 35 ألف يهودي باتوا يقتحمونه في العام.
وأبرزت القناة حقيقة أن الحوارات بين شرطة الاحتلال ونشطاء منظمات الهيكل، التي تطالب بتدشين الهيكل على أنقاض الأقصى، أسفرت عن اتفاق على تشكيل ما يعرف بـ"إدارة جبل الهيكل"(جبل الهيكل الاسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الأقصى)، بحيث باتت هذه الإدارة تشرف على تنظيم اقتحامات اليهود للمكان، عبر الحرص على توفير كل وسائل الراحة أثناء دخولهم المكان، إلى جانب أن الإدارة الجديدة وضعت مجسماً للهيكل في المكان الذي يتجمع فيه اليهود قبيل اقتحامهم الحرم.
ونقلت القناة عن المتحدث باسم "إدارة جبل الهيكل" أساف رفيد قوله: "على مدى سنين كنا نزور جبل الهيكل، كنا نبكي ونشعر بالإهانة، وكان الإحساس الذي يسيطر علينا أنه لا يوجد ما نفعله هناك، وعندما يصل أي يهودي إلى هناك تتم مضايقته، لكن، الآن، هناك ثورة كاملة"، مشيراً إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية لم يعد بوسعها تعقب اليهود الذين يصلون إلى المكان.
وعقّب معد التقرير يئير شراكي، وهو متدين من التيار الحريدي، على ما شاهده في المسجد الأقصى بالقول إن إسرائيل تجري هذه التحولات الكبيرة من دون أن يؤدي الأمر إلى تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط.
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو التزم في 2015 أمام ملك الأردن عبد الله الثاني، بوصفه صاحب الولاية على الأماكن الإسلامية المقدسة في المدينة، بعدم السماح لأعداد كبيرة من المستوطنين بتدنيس الحرم، والحيلولة دون دخول الشخصيات اليهودية المتطرفة الحرم، فضلاً عن عدم تمكين اليهود من أداء الصلوات التلمودية.