إسرائيل خطّطت لمجازر ضد مدنيين في لبنان قبل اغتيال إبراهيم عقيل

22 سبتمبر 2024
ركام المبنى المستهدف بمجزرة الضاحية الجنوبية لبيروت (محمد سلمان/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **خطط هجومية إسرائيلية على لبنان**: الجيش الإسرائيلي عرض خططاً لهجمات على لبنان تستهدف مدنيين بعد تفجيرات ضد حزب الله، مع دعوات للتهدئة من بعض الأطراف.
- **اجتماع قيادة حزب الله**: اجتماع لقيادة قوة الرضوان مع إبراهيم عقيل كشف عن اختراق استخباري إسرائيلي، مما أثار تساؤلات حول الاستراتيجية الإسرائيلية.
- **تأثير الضربات الإسرائيلية**: الضربات الإسرائيلية الأخيرة أصابت كبار ضباط حزب الله، مما قد يجبر نصر الله على اتخاذ قرارات حاسمة في ظل الضغوط المتزايدة.

عرض مسؤولون إمكانية استهداف مدنيين بزعم "وجود صواريخ تحت منازلهم"

كان يفترض أن يشكّل تفجير أجهزة الاتصالات ضربة افتتاحية لشيء أوسع

هدف غارة الضاحية اغتيال عقيل لكن تبيّن خلال ذلك وجود قادة بالحزب

عرضت جهات في جيش الاحتلال الإسرائيلي على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خططاً كبيرة لهجمات على لبنان، بعضها يستهدف مدنيين، وفق ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت في أحد تقاريرها اليوم الأحد، قبل وصول معلومات بشأن الاجتماع الذي جمع عدداً من كبار القياديين في حزب الله، على رأسهم إبراهيم عقيل يوم الجمعة الماضي. من جانبها، ذكرت القناة 12 العبرية، الليلة الماضية، أن عدداً من كبار الضباط الذين شاركوا في اجتماع الضاحية الجنوبية لبيروت كانوا قد أصيبوا أيضاً قبل ذلك بعدة أيام، في تفجيرات أجهزة الاتصال، وليس عقيل وحده.

وبحسب ما كتبه المختص في شؤون الأمن القومي في "يديعوت أحرونوت" رونين بيرغمان، متحدثاً عن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لحزب الله: "كان من المفترض أن تشكّل ضربة أجهزة بيجر ضربة افتتاحية لشيء أوسع، واستغلال عناصر المفاجأة والصدمة والحزن والألم، لصالح تحرك واسع النطاق. هذا لم يحصل. في الأيام التي تلت الانفجارات، عُرضت على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خطط هجومية كبيرة على لبنان، بل كبيرة للغاية".

وتابع بيرغمان: "رأى الجيش الإسرائيلي، أو الأجزاء التي تدعم حملة عسكرية واسعة النطاق، أنه لا ينبغي الانتظار، ويجب مهاجمة حزب الله بكل قوة، وإذا لم نفعل ذلك الآن فسنجدهم يطلقون النار لاحقاً على إسرائيل. في المقابل، هناك من ادّعى أنه يبدو من خطاب (حسن) نصر الله (الأمين العام لحزب الله) أنه لا ينوي بالضرورة الذهاب إلى حرب شاملة. وإذا كان الأمر صحيحاً، فهذا كلام مهم".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وبحسب الصحيفة العبرية، "قرروا في الكابينت التهدئة، وانتظار كيفية تطوّر الأمور، وهناك من طلب، من حملة الأفكار المتشددة في الجيش، والتي تضمّنت إمكانية المس بحياة العديد من المدنيين الذين أقيمت تحت منازلهم مواقع صواريخ لحزب الله، أن يهدأوا. ولكن بعد ذلك، جاءت معلومة عن اجتماع قيادة قوة الرضوان مع قائد العمليات، إبراهيم عقيل".

وتقول مصادر مطلعة لـ"يديعوت أحرونوت" إن "الاجتماع في الطابق الثاني تحت الأرض كان سيبحث مبادرة لهجوم داخل إسرائيل. لا يُعرف على ماذا يستند ذلك (الاعتقاد)، ولكن لا شك أن الأشخاص الذين جلسوا هناك كانوا بالتأكيد المجموعة المناسبة، سواء من حيث مناصبهم، أو من حيث آرائهم، لمناقشة هذه القضية".

وذكر بيرغمان في التقرير نفسه، متحدثاً عن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لحزب الله، أنه "إلى جانب النجاحات العملياتية الكبيرة، التي تكشف عن اختراق استخباري عميق للدوائر الداخلية لحزب الله، فإن كثيرين في المؤسسة الأمنية منشغلون بتساؤلات حول الاستراتيجية الكامنة وراء هذه الضربات. إلى أين تتجه إسرائيل؟ هل تأمل أن تفرض الولايات المتحدة اتفاقاً سياسياً على نصر الله حتى بدون انتهاء الحرب في الجنوب (غزة)؟ هل تريد إسرائيل خلق قوة ردع جديدة وإجبار نصر الله على الأقل على وقف النار؟ وربما العكس، أي أن إسرائيل تريد إغراء نصر الله بتوسيع دائرة النار لإعطائها الذريعة المثالية لإنهاء الأمر مرة وإلى الأبد".

الهدف كان إبراهيم عقيل ثم تبيّن وجود قادة آخرين

في سياق متصل، ذكرت القناة 12 العبرية الليلة الماضية أن عدداً من كبار الضباط في حزب الله الذين استهدفتهم إسرائيل خلال اجتماعهم في الضاحية الجنوبية في بيروت يوم الجمعة، كانوا قد أصيبوا قبل ذلك بعدة أيام في تفجيرات أجهزة الاتصال، وليس القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل وحده. ولم تشر القناة إلى مصادر معلومتها التي زعمت أنها تحمل تفاصيل جديدة. كما ذكرت أن الهدف الأول كان اغتيال عقيل خلال غارة ضاحية بيروت الجنوبية، لكن خلال ذلك تبيّن أن هناك اجتماعاً لمسؤولين كبار.

ونقلت القناة عن مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية ( لم تسمّه) قوله إن "هذا التنظيم (حزب الله) لم يتعرض لمثل هذه الضربة منذ نشأته. ولم تتح مثل هذه الفرصة في التاريخ، لإنهاء كل ما لديهم". وأضاف المصدر نفسه أن "هذه فرصة لتحويل حزب الله من منظمة عسكرية كبيرة تهدد وجودنا، إلى منظمة إرهابية. لا يعني ذلك أنهم لا يستطيعون إطلاق النار، بل يمكنهم ذلك، ولكن على نحو أقل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن بعض الأشخاص الذين يمكنهم تنفيذ ذلك ليسوا بيننا (بمعنى اغتالهم الاحتلال)".

ووفقاً للمسؤول الإسرائيلي الكبير، وبعد الأسبوع المنصرم، وفي حال بدأ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "حرباً شاملة، فإنه لم تعد لديه القدرة على التسبب بكارثة لإسرائيل"، على حدّ زعمه.

إسرائيل تزيد الضغط على حزب الله

من جانبه، ادعى المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل، أن نصر الله "بقي وحيداً تقريباً في القيادة، وسيتوجب عليه الحسم ما إذا كان سيخوض حرباً مع قيادات تفتقد للخبرة"، بعد استغلال جيش الاحتلال لـ"الفرصة النادرة" التي أتيحت له لاغتيال عقيل وعدد من كبار قادة حزب الله.

واعتبر الكاتب أن عملية الاغتيال أنزلت ضربة ثالثة صعبة بالحزب خلال أيام، مضيفاً أن إسرائيل تزيد الضغط على حزب الله بهدف محاولة الفصل بين ما يحدث على جبهة لبنان والحرب على غزة، وإجبار نصر الله على سحب قواته إلى شمالي نهر الليطاني، مهددة بمواصلة "القضاء على قوته العسكرية إذا لم يوقف إطلاق النار، وتدفع نصر الله إلى الزاوية بطريقة قد تؤدي إلى حرب شاملة، فيما لا يعارض الكثيرون في القيادة الإسرائيلية بالضرورة مثل هذا السيناريو، بعد عام محبط دون حسم في الشمال". وأشار في الوقت نفسه، إلى أن الهجمات المتزايدة والمتصاعدة "تسببت في ضغوط كبيرة لدى قيادة حزب الله وأخطاء في السلوك، وإسرائيل تستغل الفوضى لتوجيه المزيد من الضربات".

المساهمون