أكدت مصادر متطابقة في الاتحاد الأوروبي أن اجتماعاً عقد، الثلاثاء، بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسفراء وقناصل أوروبيين، في تل أبيب، بمبادرة ألمانية، حيث يبذل الاتحاد جهود اللحظات الأخيرة لمنع تأجيل الانتخابات الفلسطينية، مشيرة إلى أن الاتحاد نقل عن الإسرائيليين قولهم إن "الكرة في ملعب الفلسطينيين بشأن إجراء الانتخابات".
وقالت المصادر المتطابقة، لـ"العربي الجديد": "لن نخوض في تفاصيل الاجتماع الذي عقد بين نحو 13 قنصلاً ودبلوماسياً أوروبياً، ومسؤولين إسرائيليين، في الخارجية الإسرائيلية، أبرزهم المسؤول السياسي في الوزارة ألون بار".
وتابعت: "كل ما نستطيع قوله أن المسؤولين الإسرائيليين لم يعطوا جواباً واضحاً وحاسماً، ورموا كرة الانتخابات في الملعب الفلسطيني"، قائلين: "الانتخابات شأن فلسطيني، والفلسطينيون هم من يجب أن يقرروا فيه، وليس نحن".
وقالت المصادر: "لقد قال المسؤولون الإسرائيليون "الانتخابات الفلسطينية ليست من شأننا، ولن نمنعها إذا صارت".
وبعد إلحاح من عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين حول سماح إسرائيل بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس، أجاب المسؤول الإسرائيلي: "لا يوجد جواب لدينا الآن".
وأوضحت المصادر: "يمكن أن نفهم أن هذا جواب سلبي، ويمكن أن نفهم أيضا أن الأمر متروك للفلسطينيين".
وأكدت المصادر الأوروبية أن "الاتحاد الأوروبي يبذل جهود اللحظات الأخيرة لإيجاد حل لإجراء الانتخابات في القدس، وأن لا يتم تأجيلها"، ونفت قيام السلطة الفلسطينية بإبلاغ الاتحاد الأوروبي رسمياً قرار تأجيل الانتخابات، وشددت: "لم نبلغ من السلطة الفلسطينية بشكل رسمي بتأجيل الانتخابات".
وأوضحت المصادر: "نعم هناك إشارات يرسلها لنا المسؤولون في السلطة الفلسطينية عبر الاجتماعات والاتصالات، بأن القيادة الفلسطينية لن تجري الانتخابات إلا بعد حل موضوع الانتخابات في القدس".
من جهته، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي شادي عثمان، لـ"العربي الجديد"، إن "الاتحاد، من خلال اتصالاته مع كل الأطراف، طالب باحترام الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بين الجانبين بالكامل فيما يتعلق بموضوع الانتخابات، وخاصة القدس الشرقية".
وأكد عثمان: "الانتخابات شأن فلسطيني، ونحن نحترم القرار الفلسطيني، وننتظر أن يكون هناك توافق فلسطيني على موقف موحد فيما يتعلق بالانتخابات، ونحترم أي قرار يتم الاتفاق عليه بين الكل الفلسطيني".
وشدد: "بالنسبة لآليات وسبل عقد الانتخابات في القدس، الاتحاد الأوروبي لم يقدم مقترحات بهذا الخصوص، ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للالتزام بالاتفاقيات الموقعة واحترام ما فيها".
وحول البعثة الأوروبية، التي ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح لها بدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال عثمان: "حتى اللحظة لم يتم إعطاؤنا أي رد حول أي طلب تم تقديمه من قبل الاتحاد الأوروبي بخصوص بعثات المراقبين الأوروبيين، ولم يتم إعطاؤنا أي رد حول البعثة الأوروبية التحضيرية للرقابة على الانتخابات، ولكن في الوقت ذاته نحن مستمرون في بحث خيارات لضمان أن تكون هناك رقابة ملائمة على الانتخابات الفلسطينية، حتى في ظل عدم التجاوب الإسرائيلي".
وكان الاتحاد الأوروبي قد قدم طلباً لحضور البعثة الأوروبية التي تضم ستة خبراء أوروبيين في الثامن من فبراير/ شباط الماضي، ولم يحصل على أي رد إسرائيلي، وقدم طلباً آخر في التاسع من إبريل/ نيسان الجاري، ولم يحصل على أي رد، حسب عثمان.
بدوره، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، لـ"العربي الجديد"، أن "الاتحاد الأوروبي لم يقدم أي اقتراحات مقبولة لدى القيادة الفلسطينية لإجراء الانتخابات في القدس الشرقية".
وتابع: "الأمر المقبول لدينا أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغطا جدياً وملموساً على إسرائيل لاحترام الاتفاق الموقع عام 1995 بين منظمة التحرير وإسرائيل، والذي تضمن البروتوكول المنظم للانتخابات، والتي تمت على أساسه الانتخابات الثلاثة السابقة التشريعية عام 1996 والرئاسية 2005 والتشريعة 2006".
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن "الانتخابات ذاهبة نحو التأجيل".
وحول زيارة عضو مركزية "فتح" حسين الشيخ للدوحة، قال مجدلاني: "من المفروض أن يناقش الشيخ تأجيل الانتخابات مع القطريين وقيادة "حماس"، على أن يتم بحث إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية وبحث انتخابات البلديات، والتحضير لانتخابات تشريعية، على أن يسبق أي تحضير وجود ضمانات دولية".
وحسب مجدلاني، فإن زيارة الشيخ، التي بدأت يوم الثلاثاء، من المفروض أن تنتهي الأربعاء.