في أول خطوة عملية للاحتجاج على "الإصلاحات القضائية"، نفذ مئات الضباط في قوات الاحتلال، اليوم الأحد، تهديدهم برفض الخدمة العسكرية.
وأعلن الضباط الذين ينتمون إلى "لواء العمليات الخاصة" الذي يتخصص في تنفيذ عمليات خارج حدود فلسطين، إضافةً إلى ضباط من سلاح الجو، وضباط من وحدات "السايبر" الهجومي والدفاعي، أنهم لن يشاركوا في التدريبات التي ستجرى اليوم وخلال الأسبوع الجاري، احتجاجاً على "الإصلاحات القضائية".
وذكرت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الأحد، أنّ اجمالي عدد الضباط الذين سيتوقفون عن الخدمة العسكرية هو 920 ضابطاً.
من جانب آخر، وقّع أكثر من 250 من كبار الضباط السابقين على عريضة اتهموا فيه حكومة بنيامين نتنياهو بتعريض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر.
وأشارت القناة "12" إلى أنّ من بين الموقعين على العريضة ضباطا كبارا في قوات الاحتياط من الجيش والمخابرات الداخلية "الشاباك" و"الموساد"، لافتةً إلى أنّ رئيس "الشاباك" السابق عامي أيالون، ورئيس الموساد السابق داني ياتوم، قد وقعا على العريضة أيضاً.
وأكدت العريضة أنّ "الحكومة الحالية ومن يترأسها، يشرعون قوانين جديدة تعرّض كل من عمل في مجال الأمن سابقاً وحالياً للمحاكمات الدولية".
وحذر الموقعون من أنّ "ما تقوم به الحكومة الحالية سيؤثر كذلك على قدرة الجيش والشرطة على أداء مهامهما، بسبب توسع ظاهرة رفض الخدمة في إطار الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية".
ودعمت العريضة المسار الذي اقترحه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي يسعى لحل الخلاف بين الحكومة والمعارضة حول "الإصلاحات القضائية".
من جانبه، قال وزير الأمن السابق بيني غانتس، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، إنّ العنف "تفشى وأصبحت الحرب الأهلية على الأبواب"، وخاطب نتنياهو: "المسؤولية تقع على عاتقك، أوقف كل شيء، فنحن نقترب من الهاوية".
إلى ذلك، قال الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، زئيف سنير، إنّ "أعداء إسرائيل لم يعودوا بحاجة إلى قتالها"، لأن "الإصلاحات القضائية ستمس بقدرة إسرائيل".
وفي رسالة بعث بها إلى نتنياهو، نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أضاف سنير أنّ "إيران ليست بحاجة لسلاح نووي من أجل القضاء علينا، إذ إنّ الإصلاحات القضائية استهدفت وستستهدف قدرتنا على مواجهة إيران وتهديدات أخرى".
وتابع: "الإيرانيون وبقية الأعداء ينظرون باستهجان إلى ما يحدث هنا، فهم ليس لديهم أي حاجة لسلاح نووي من أجل القضاء علينا، وما يحتاجون إليه هو الانتظار ومشاهدتنا كيف نستهدف أنفسنا".
وفي معرض نقده لرئيس الحكومة، أوضح أنّ "إيران تطور برنامجها النووي (...) نحن مشغولون بتشريع تلقي نتنياهو الهدايا، يشتري الإيرانيون الطائرات ونحن مشغولون بقانون لتمكين درعي من العودة للحكومة، استأنف الإيرانيون العلاقات مع السعودية ونحن ننشغل بسن قانون يمنع عزل نتنياهو بسبب محاكمته بتهم فساد".
ويواصل الائتلاف الحاكم إجراءاته لاستكمال سنّ الإصلاحات القضائية، حيث استأنفت "لجنة القانون والدستور في الكنيست"، اليوم الأحد، النقاشات حول التشريعات المتعلقة بالإصلاحات القضائية، تمهيداً لإقرارها بالقراءتين الثانية والثالثة.