يواصل المستوطنون المتطرفون عربداتهم في البلدة القديمة من القدس، وتحديداً في ساحة عمر بن الخطاب في باب الخليل ومنطقة سوق البازار، وصولاً إلى ساحة البراق، حيث التجمع الأكبر لهم هناك في هذه الأثناء، بعد انتهاء رقصة أعلامهم في ساحة باب العامود، إذ شارك المئات منهم في مسيرة العربدة هناك موجهين الشتائم للنبي محمد عليه السلام، ولمحمد ضيف قائد "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس".
وقدر مراقبون أعداد المشاركين في مسيرة العربدة داخل ساحة باب العامود بنحو ألف فقط، فيما لم تتجاوز أعداد المشاركين الإجمالية حتى الساعة الأخيرة التي سبقت إخلاءهم الساحة بنحو 5 آلاف مستوطن، وذلك على خلاف التقديرات التي توقعت مشاركة عشرات الآلاف.
وكانت أعمال العربدة التي قام بها المستوطنون في باب العامود تسببت بوقوع 20 إصابة نتيجة التعرض للضرب؛ بالإضافة للاعتداء على الطواقم الصحفية المحلية والعربية والاعتداء الوحشي على النساء، علاوة على اعتقال ما لا يقل عن 15 شاباً.
وما إن خلت ساحة باب العامود من المستوطنين، حتى احتشد الشبان ورددوا الهتافات الوطنية، بينما انشغل مجموعة من الشبان بتنظيف الساحة، قبل أن تقمعهم قوات الاحتلال وتعتدي عليهم وتخليهم من المكان.
أما في ساحة عمر بن الخطاب في باب الخليل داخل أسوار المدينة المقدسة، حيث وصلت مسيرة المستوطنين إلى هناك، انتظم المئات منهم في تظاهرة هتفت بشعارات عنصرية دعت للموت للعرب، كما اعتدوا على ممتلكات مواطنين فلسطينيين في المنطقة وفي سوق الحصر وباب السلسلة، بعد أن كانت شرطة الاحتلال أرغمت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها.
وقال مواطنون في البلدة القديمة من القدس، لـ"العربي الجديد"، إن عراكاً بالأيدي وقع في شارع الواد وحي السلسلة وعقبة الخالدية بين مستوطنين وشبان مقدسيين، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال إلى جانب المستوطنين وتعتقل ثلاثة شبان فلسطينيين.
غير أن المواجهات الأعنف وقعت خارج أسوار بلدة القدس العتيقة في شوارع السلطان سليمان وصلاح الدين والزهراء وشارع نابلس، حيث أصيب شاب بالرصاص الحي قريباً من سوق المصرارة المتاخم لشارع نابلس.
واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والمياه العادمة في هذه المواجهات، ما تسبب بإصابة 57 شابًا، وفق ما أفادت به طواقم إسعاف محلية قدمت العلاج للمصابين.
وفي ساعات المساء، امتدت المواجهات إلى معظم أحياء وبلدات القدس، خاصة في واد الجوز والطور والصوانة والعيسوية، حيث استخدمت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط لتفريقها، ما أسفر عن وقوع 7 إصابات، ثلاث منها في واد الجوز و4 إصابات في العيسوية.