أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبحالات اختناق خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة أعلام فلسطينية وصلت إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لرام الله وسط الضفة الغربية، بالقرب من مستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي الفلسطينيين هناك.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أنه تعامل مع 6 إصابات عند مدخل البيرة الشمالي، فيما استخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والقنابل الغازية، خلال مواجهات عنيفة شارك فيها نشطاء فلسطينيون وشبان لا سيما من طلبة جامعة بيرزيت انطلاقا من وسط مدينة رام الله، حيث انطلقت مسيرتان منددتان باعتداءات الاحتلال في القدس وبمسيرة الأعلام الإسرائيلية، ومطالبة بالإفراج عن الأسيرين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال خليل عواودة ورائد ريان.
وخرجت مسيرة بالأعلام الفلسطينية في شوارع رام الله بدعوة من القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في رام الله، تلتها مسيرة أخرى رفعت الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى، منددة بمسيرة الأعلام الإسرائيلية ومساندة للأسيرين المضربين عن الطعام.
وهتف المشاركون في المسيرتين للمسجد الأقصى والمقدسيين والأسرى المضربين، فيما أكدت الفصائل أن ما يجري من مظاهرات في القدس والمدن الفلسطينية الأخرى والتي انطلقت إلى نقاط التماس مع الاحتلال والحواجز الإسرائيلية رد فعل طبيعي على ما يجري من تغول في القدس.
ومن بين المشاركين، قال جعفر شبيطة، لـ"العربي الجديد"، إن "الرسالة الأولى التي خرج بها هي تحية صمود المقدسيين، الذين يواجهون بشكل يومي اقتحامات المستوطنين وغطرسة الاحتلال".
فيما رأت يسرى عرار، في حديثها مع "العربي الجديد" ضرورة التفاعل الشعبي مع الحراكات، سواء مع القدس أو الأسرى، والاستجابة بالمشاركة في الوقفات كأقل واجب حسب وصفها.
أما أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني، فقال على هامش المسيرات، لـ"العربي الجديد"، إن المستوى القيادي الفلسطيني يدرس كل التطورات على الأرض، وتابع: "نحن مستعدون في القيادة السياسية الفلسطينية للذهاب أبعد من أي من القرارات التي اتخذت لأن الموضوع أصبح يشكل خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني بهذه السياسات التي تمارسها حكومة الاحتلال ومن معها من بعض المكونات الفلسطينية للأسف، الذين يشكلون حماية واستقرارا لقرارات الحكومة التي تمارس القتل والإعدام والاستيطان واستباحة المقدسات".
وأضاف الفتياني: "هذا الوهم الذي تعيشه هذه الحكومة اليمينية وقطعان المستوطنين والحكومات التي قبلها يظنون أنهم يستطيعون أن يفرضوا واقعا يغير تاريخ وعلاقة القدس بأهلها ومحيطها وتاريخها الذي كتبه الشهداء، وما جرى اليوم امتداد لما حصل في شهر رمضان وما قبله، فقد قرر الاحتلال أن يكسر شوكة وإرادة الفلسطينيين لكن من كسرت شوكته وإرادته المحتل، القصة ليست قصة أعلام بل قصة هوية وطنية وحقوق تاريخية للشعب الفلسطيني، هل القدس هويتها ووجهها عربي إسلامي أم أن الأمة انسحبت وغادرت مربعها بالسياسات والاتفاقات التي باتت تشكل غطاء شرعيا لحكومة الاحتلال لتمارس القتل والإعدام والاستيطان والتهجير والهدم".
وفي المقابل رأى عضو التحالف الشعبي للتغيير الناشط السياسي عمر عساف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الشعب الفلسطيني أبدى توحده في الدفاع عن القدس وفي التوحد على خيار المواجهة والمقاومة على امتداد الأرض الفلسطينية، لكنه قال إن ذلك يتطلب من القيادة السياسية الارتقاء إلى مستوى إرادة الشعب في أن تتوحد، وأن تغادر أي خيار بعيد عن المقاومة، ومغادرة المراهنة على الولايات المتحدة ومربع التنسيق الأمني.
وقال عساف: "في مثل هذا اليوم يفترض أن يكون الرئيس محمود عباس بين أبناء شعبه، ولا داعي للقاء السفير السعودي في الأردن، اليوم شعبنا أولى بأن يكون الرئيس بين أوساطه وهو يقدم التضحيات دفاعا عن القدس والأرض".
وأضاف عساف، أنه حين ترتقي القيادة إلى مستوى التحديات حسب تعبيره وحين تقدم النموذج الصادق، سيلتف الشعب حولها ويزداد ثقة، وتردم الفجوة التي خلقت على مدار 30 عاما (في إشارة إلى اتفاق أوسلو).